كورونا والتعايش الحتمي / محمد سالم حبيب

نبهت  في مقال سابق بعنوان: "الكروونا والخطر الداهم"
إلى خطورة التراخي في التعاطي مع الإجراءات الاحترازية حينها، خوفا من الوصول لواقع اليوم.
والذي هو التعايش مع الفيروس.
فبعد أن تم تخفيفها رسميا بعد أن بدأ تذمر المواطنين يسمع في كل الزوايا، وبعد أن عانى المواطن العادي في ظروف معيشتة الصعبة؛ بدأ الجميع يرجع لسابق مسلكياته، من تزاور وتصافح، ونشطت عمليات التسلل.
وبينا نحن في هذا الوضعية وبعد أن كدنا نضع سلاحنا، إذ بمنادي كورونا "أن حي على الظهور من جديد"، وبأشد ما يمكن.
ظهور تميز بوجود حالات مجتمعية جديدة، ساعد في ظهورها ما لمسناه في الأيام السابقة لهذا العيد من اختلاط شديد في أسواق الأقمشة والمواشي.
الشيء الذي ينذر بتفشي الوباء، والذي أصبح  ينتشر بمتتالية حسابية خطيرة.
لينتقل في عدة أيام من ثمانية مصابين إلى ما يقارب الثلاث مائة.
إنها مرحلة شديدة الخطورة،  
أصبح أمر محاصرته فيها من الصعوبة بمكان.
في ظل هذه الظرفية، لم يعد ممكنا - حسب ما ارتأت السلطات - الرجوع إلى النقطة الاولى من الإجراءات المتخذة من طرف الدولة، لأنها كانت قد بلغت مداها في الأيام الأولى لظهور الفيروس، إن لم يكن ظهر قبل ذلك دون علمنا.
ولأنه لم يعد أمام الجميع -- وفي ظل هذا الواقع-  كثير خيارات؛ التجأت إلى أوسط تلك الاجراءات بما يأخذ في الحسبان ويضمن الحد الأدنى من حركية الاقتصاد.
ولعل أبرز تجليات ومظاهر الواقع الجديد يتمثل -للأسف-  في ضرورة التعايش مع هذا الفيروس. 
مع ضرورة أن يصاحب ذلك الأخذ بالإجراءات الاحترازية على محمل الجد، وبمزيد الحذر. و القناعة الشخصية بفاعلية الاحتياطات الوقائية؛ والتي أصبحت معروفة عند الجميع بفعل الحملات التحسيسية، والأخذ بها ما أمكن.
مما يمكن من المساهمة في ايقاف تمدد الفيروس.
وهي الطريقة وحدها التي كانت وما تزال متاحة ومثلى في التعامل مع واقع هذه الجائحة.

27. مايو 2020 - 0:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا