ان جائحة كورونا غيرت الموازين وأعادت ترتيب الأولويات وخلطت الكثير من الأوراق في مختلف إنحاء العالم ونحن في اموريتانيا لسنا ببدع من هذا العالم المعولم صحيا واقتصاديا وتكنولوجيا وسياسيا إن هذه العولمة فرضت وتفرض شروطها وطرق التفكير فيها والتعامل معها وليس من نافلة القول القول إن لموريتانيا طرقها فى التفكير والتدبير وفى التعامل مع الأزمات فهي بلد عاش ويعيش على الأزمات بلد له تقاليده الخاصة به في تسيير الأزمات والتكيف والتمرن والصمود امامها والتعاون والتكافل المجتمعي خلالها منذ عصر السيبة الى عهد الدولة الحديثة (عام الهوفة ،عام لحميرة، عام الشدة ، عام الخوف عمان الجفاف الخ ) الإ إننا ربما نكون اليوم أفضل حالا من ذي قبل وعلى الأقل هكذا احسب وذلك اعتمادا على عدد من المؤشرات والمعطيات اذكر من بينها :
عولمة الجائحة فهي جائحة شمولية اصابت البشرية مما جعل مواجهتها شمولية مع وجود بعض الخصوصيات لكل مجتمع
الطرق المستحدثة للتعامل معها سواء تعلق الأمر بالحجر المنزلي أو التباعد أو الاستعداد والتكفل الطبي
التشاورالذى اتبعته السلطات العليا فى طريقة تعاملها مع الجائحة ممثلة في رئيس الجمهورية
الإجماع الوطني التوافقي على السياسات الحكومية (معارضة ومولاة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والسلطة التشريعية التي فوضت للحكومة اتخاذ القرارات التشريعية والشركاء التنمويين الخ )
وجود فريق حكومي يتوفر على كفاءات (وزراء) لديهم خبرات وتجارب دولية متخصصة في مجال تسيير الأوبئة والعمل الإنساني_ وباء أبولا وتسيير التدخل الإنساني فى كل من اليمن وليبيا وسوريا وغيرها _ (وزير الخارجية ووزير الصحة وطاقمه ) على سبيل المثال
حكومة ترفع شعار الشفافية رغم ما يقال هنا وهناك ويشاع ورغم عدم حصولنا على أدلة تدين ادلة ملموسة ودامغة يمكن التعامل معها قضائيا (أدلة غير واتسابية وغير افتراضية )
عجز معظم الدول المتقدمة قبل النامية عن التعامل مع هذه الجائحة وانهيار معظم النظم الصحية أمامها مقارنة مع النظام الصحي الموريتاني الهش أصلا (ان كان من الممكن أصلا تسميته بنظام صحي ) وانعدام البنية التحتية الملائمة وعلى الرغم من ذلك فإن تعامل المواطنين والدولة مع هذه الجائحة كان فوق المستوى وحظي رغم نقائصه بالتقدير والإعجاب من طرف الكثيرين
اننى لست هنا فى صدد مدح زيد او قدح عمر وكل ما أود القيام به هو مجرد تقديم ملاحظات شخصية مرتبطة بفهمى الشخصي لخطاب رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الفطر أعاده الله علينا وعليكم في العز والشفاء والنماء وبدون كوفيد 19 ولا كونفين (confinement )
يتعلق الأمر أولا بخطاب رئيس الجمهورية مجرب الذى من المؤكد انه يزن كل كلمة ويعنى ما يقول ومن الأكيد انه يريد ان يطمئن سامعيه شعبه وان يقدم له الحقيقة بدون مواربة بل وبكل شفافية وصدقية حسب ما يتبادر الى ذهنى وفهمى القاصراصلا عن فهم واستنطاق الخطابات الرئاسية ففهم الرؤساء وخطاباتهم ليس بالأمر البسيط وكلامهم يجب ان يفكك شفرة شفرة فكرة فكرة اشارة اشارة يجب تفصل مضامينه خاصة أنه كلام (اهل اركيبة) اللذين لايتكلمون الإ عند الحاجة وينطقون غالبا الإ بالمفيد (كلامنا لفظ مفيد كاستقم ) ليسوا بمنجمين ولا يقرؤون الغيب فى العادة فكلامهم يجب ان يحمل محمل الجد وان يقرأ بدون اجترار (ماوراء السطور وما بينها وما تحتها وو ) انه كلام غنى يحمل ويتحمل ويحتمل الكثير. اننى أشكر للحكومة مواكبتها للمواطن خاصة الفئات الهشة وأطالبها من هذا المنبر مواصلة التكفل بالماء والكهرباء والضرائب بل وزيادته ليشمل خدمات أخرى صحية ومجتمعية تعليمية زراعية من قبيل اتخاذ ( اجراءات محاربة البطالة اليومية والتكفل بمقجمى الخدمات البسيطة وتوفيرالسلات الغذائية وتخفيض الاسعاروالبنزين والنقل وو)
ومن هذا المنطلق حاولت تقديم قراءة لخطاب العيد خلصت الى الملاحظات السريعة التالية :
كان خطابا تقييميا وتضامنيا وتصالحيا تكامليا كما انه خطاب استشفائى ومصارحة خطاب المرحلة الثالثة اى مرحلة التأقلم المرونة والتكيف ( résilience ) مع الجائحة
ان تكفل الدولة ببعض الالتزامات قد انتهى ( الماء والكهرباء وربما الحصص الغذائية للفقراء )
ان تكفل الدولة وإعفائها لبعض الضرائب قد انتهى
ان علينا ان نتعايش مع الفيروس (جائحة كورونا ) لفترة قد تطول
إننا ولله الحمد والمنة وبفضل الدور الفعال والمفيد لمختلف الفاعلين من فقهاء وإعلاميين وأطباء وقادة راى ممن ساهموا من خلال التوجيه والتوعية والتثقيف فى التخفيف من معانات السكان فى هذه الفترة الحرجة قد ربحنا الجولات الأولى من المعركة
ان التعايش مع الفيروس يعنى ممن بين ما يعنى : فتح الحدود بين الولايات وفتح الحدود مع الدول المجاورة كما يعنى عودة الحياة إلى طبيعتها - بالطبع مع الحذر والأخذ بأسباب الوقاية و ضرورة إتباع الإجراءات الاحترازية -
البدء في عودة الطلاب الى مدارسهم وإجراء الامتحانات والمسابقات الوطنية خلال الفترة المقبلة
يعنى كذلك ان رئيس الجمهورية ربما يكون بصدد اتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بالشفافية ومن المستبعد ان يعلنها اوان يكون قد تشاركها مع محيطه الضيق ، إجراءات قد تكون راديكالية من شأنها فرض احترام المال العام واحترام الالتزام العام، وإجراءات تتعلق باحترام حقوق وكرامة الإنسان وتمكينه فهو الغاية والهدف.
أسجل بارتياح اهتمام رئيس الجمهورية بمواساة الموطنين ومواكبة مشاكلهم من خلال التعاطي مع معظم المشاكل ( تعزية الشخصيات الوطنية ،التكفل بالمرضى العالقين في الخارج وإرسال الطاثرات، اطلاق البرنامج الرعوى ، إحقاق الحق للمظلومين من صحفيين )
الخطاب كان فرصة للتذكير بالوحدة الوطنية من خلال الدعوة إلى التعايش فمن تعايش مع الجائجة عليه ان يتعايش مع اخيه المواطن قبل كل شيء فنحن في سفينة الوطن إلى لا تفرق بين الربان والراكب وعلينا التعايش لنصل بر الأمان
ربما سنشهد أيضا إعادة الصلاحيات التشريعية إلى الجمعية الوطنية في القريب العاجل
ربما سنشهد دعوة إلى حوار تنموي وطني محلى لصياغة استيراتيجية وطنية تنموية تعتمد على المقدرات الوطنية تحل محل الإستراتيجية النمو المتسارع او تكملها وتحينها و تأخذ فى الحسبان لبرنامج اولوباتى وتعهداتي والتزاماتي وربما من خلالها يتم التخطيط ربما ولم لا لمأمورية ثانية فان من بدأ الأمور ينهيها ومن اشعل النيران يطفئها ومن انتخب لبرنامج فيجب إن يعاد انتخابه للإكمال برنامجه
ان الرئيس لم ولن ينس ولم يتخل عن الالتزامات التى اخذ على نفسه في برنامجه الانتخابي رغم جائحة كورونا والوضعية الخطيرة التى نعيش والتى خلطت الأوراق وفرضت التعايش معها متحد حقيقي جعل ما سواه من أولويات في حكم المؤجل
تناول الخطاب مسائل مسكوت عنها وهي مسائل منوطة بفريق وزاري متعدد الاختصاصات شوك choc اظن ظنا يزاحمه الشك انه يعد من بين ما يعد مخططا استيراتيجىا استشرافيا للتنمية المستقبلية تركز على طرق امتصاص الصدمات الاقتصادية وأثار الجانبية للجائحة وتتعلق ببعض المقترحات من قبيل : (المخزون الإستراتيجي من البنزين والحبوب والأدوية والبدء بإعداد استيراتيجية وطنية جديدة في مجال التقنيات الجديدة خاصة منها تلك المتعلقة ب :
التعلم عن بعد مما يتطلب توفير اللوازم من هواتف وحواسيب بأسعار يمكن للطلاب تحملها اوباسعار مدعومة من طرف الدولة
تكفل الدولة بضمان توفير تدفق كاف من الانترنت ( منسوب التدفق الافتراضي للانترنت )
وفى عواصم الولايات والشيء نفسه بالنسبة لتوفير الكهرباء
ضرورة توفير المواد الغذائية على كافة التراب الوطني بأسعار في متناول المواطنين
ضرورة التزام و احترام مؤسسات الاتصال بدفاترها الإلتزامية من خلال ضمان توفير خدمة نوعية تعين على تجاوز فترة التباعد الاجتماعي بنجاح وبأقل الخسائر
التحسيس والتعبئة المتواصلة والمستمرة وعلى كافة المستويات الحكومية والمدنية وشبه المدنية
والمجتمع المدني والقطاع الخاص الخ
تلكم اهم الملاحظات التي تمكنت من استنتاجها من خطاب الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالأمن واليمن والبركات