العدالة مكسب وهي سيمة الرجولية والشجاعة وعاقبتها محمودة والظلم ظلمات وسيمة الجبن و النفاق والخداع وعاقبته وخيمة .
ذلك أن الله جل جلاله القادر الملك المتصرف كيف يشاء حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين العباد .
ففي الحديث القدسي قال:
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال : (إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه.)
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما من عبد ظُلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقا لأنصرنك ولو بعد حين.)
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصرا غيري.)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة؟ حتى من برى لهم قلما أو لاق لهم دواة، فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في نار جهنم.)
وبتتبع التاريخ فلم يستتب ملك إلا بالعدالة ولم ينزل القطر ويعم الرخاء إلابها ، وأهل العدالة باقون مخلدون ،وأهل الظلم ذاهبون مكبلون .
فهنيئا لمن يبحث عن العدالة وهمه أن يعدل ولو كلفه ذلك دمه .
اسمع هذه القصة : جاء إعرابي يريد مقابلة عمر بن عبد العزيز وقد كتب حاجته في جلد شاة مطوي ولما أراد مقابلته منعه بعض وزراءه من ذلك فتحين حتى خرح عمر فرماه بالجلد على الوجه حتى سالت دمائه فبدأ يمسح الدماء وينظر ماهو مكتوب في الجلد وأمر أن تقضى حاجة الإعرابي ولا يمس بسوء قبل ايقاف الدماء ، هذه هي الشجاعة والعدالة .
خليفة رسول الله عمر بن الخطاب يقول له اعرابي اتق الله فينا فينهره الحاضرون فيفول لهم عمر دعوه لاخير فيه الم يقلها ولاخير فينا إلم نسمعها.
أما الظلمة فيهلكون أنفسكم بأيديهم كما أهلك الحجاح نسفه . فقد صدق المتقدم حين قال :
خف دعوة المظلوم فهي سريعة
طلعت فجاءت بالعذاب النازل.
ساق قوم قطيع ابل للإمام الدسوقي ظلما فأرسل إليهم كتابا فيه هذه الابيات قرأها قائدهم فلما بلغ منها :
إذا ما وترن ثم رمين سهما فما يغني التحصن بالدروع
تساطت من السماء سهام مشتعلة فقتلت منهم البعض وهرب البعض وعاد قطيع الإبل للدسوقي وهذه هي الأبيات :
سهام الليل صـائبة المرامي إذا وترت بأوتـار الخشـوع
يصوبها إلى المرمى رجـــال يطيلون السجود مع الركوع
بألســنـة تهمـهم في دعــاء وأجفان تفيـض من الدمـوع
إذا أوتـرن ثم رمـين سهــماً فما يغني التحصـن بالدروع.
أجارني الله وإياكم من الظلم ودعوة المظلومين .