مهما اختلفت الثقافات والحضارات في قيمها وعاداتها وتقاليدها وثوابتها فإنها تتفق على أهمية العلم في بناء صرح الحضارة الإنسانية لذا تضعه في أولوياتها فتوليه الإهتمام الأكبر كيف لا ?وهو مناط التقدم .
ويعتبر سدنة الطبشور محور العملية التربوية والمرتكز الأساس والمنطلق الأول في بناء هذا الصرح.
إلا أن أرض المنارة والرباط (بلاد شنقيط) تعتبر نشازا في هذا المضمار فحملة مشعل العلم مهمشون إن لم نقل محتقرون وهي نظرة انطلقت من قمة الهرم السياسي طيلة العقود التي تلت لحظة النشأة واستمرت حتى هذه اللحظة بل وتجذرت في جميع مفاصل المجتمع فلم يعد ينظر للمعلم ولا الأستاذ نظرة احترام وتقدير وإنما أصبحوا مضرب المثل في الدونية (إن عجزت عن الحصول على أي مهنة فلن توصد أمامك أبواب التعليم فهي مشرعة لكل من هب ودب).
لذا يحق لنا أن نتساءل عن الخطيئة التي أقترفها هذا القطاع حتى صار مثار سخط واحتقار وحرمان فالمعلم من لحظة تسلقه عتبة أول قسم يلجه إلى أن يخرج من باب الوظيفة متقاعدا مكتوب عليه الحرمان من كل ماتجود به أرض وطنه أما بعد التقاعد فلا يستحق ورقة اعتراف أو شهادة تقدير لا تساوي مدادها الرديئ وهو الذي قضى زهرة شبابه وعمر عطائه لهذه المهمة النبيلة .
الحظوة والتكريم وإعادة التدوير حق لجميع الأسلاك الأخرى
أيها الحكام أما آن لكم أن تنظروا لنا بعين العطف لا عين الحرمان التى أدمنتم النظر إلينا بها? أما آن لكم أن تغفروا لنا خطيئتنا التي أقترفنا ?
هذه مجرد خواطر نسجت من خيوط.الظلم والحرمان التي لم نجد غيرها لنكسو بها هذا الأديم الذي يسمى مجازا معلما أو أستاذا.