أقترح على الإخوة والأصدقاء الكتّاب والمدونين باللغة العربية، أنْ يتجنَّبوا كتابة الكلمات/ أو المصطلحات الأجنبية بلفظها في منشوراتهم، إذا كان لديهم رصيدٌ لغويٌّ عربيٌّ فصيحٌ يُمَكِّنهم من التعبير عن معاني الكلمات أو مفاهيمِ المصطلحات الأجنبية (يُشار- في هذا المجال- إلى أنَّ للكلمةِ مَعْنًى، ولِلمُصطلَح مَفْهُومًا).
مع العلم أنّ التعبيرَ عن معنَى كلمة أجنبية واحدة بجملة عربية، أفضل من إدخال الكلمة الأجنبية بلفظها-لغير ضرورة- إلى اللغة العربية (والضرورة تُقدَّر بقدرها).
في حالة عدم وجود كلمة عربية يُعبّر بها عن معنى الكلمة الأجنبية (وهو أمر وارد، يحدث في جميع اللغات العالمية)، فإن اللغة العربية-في إطار الأخذ والعطاء- تفتح صدرها للمُعَرَّبِ، وهو اللفظ الأجنبيّ الذي غيَّره العرب بالنقْص، أو الزيادة، أو القلْب. بمعنى صبغ الكلمة الأجنبية بصبغة عربية قبل إدخالها إلى اللغة العربية، بإخضاعها –قدر المستطاع- للأوزان العربية، حتى تستجيبَ للذوق العربي السليم وتكون مستساغة. وفي الوقت الراهن، فإن مهمة صبغ الكلمة الأجنبية بصبغة عربية قبل إدخالها إلى اللغة العربية، تقع على عاتق مجامع اللغة العربية.
إنّ لغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، لغة الفكر والمعرفة والفلسفة والأدب والعِلم والمحبة والسلام... ، قادرةٌ على أن تُعبِّر عن كل المعاني والمفاهيم-القديم منها والحديث- في شتى أنواع العلوم والآداب والمعارف، فهي لغةٌ ضاربةٌ بجذورها في أعماق التاريخ، حَمَلت مِشعَل الحضارة عَبْرَ رحلتها الزمنية، وما زالت تفتح صدرها لكل جديد، وهي أمانة في أعناقنا جميعا.
وفي خدمتها ونشرها والمحافظة على سلامة المُتداوَل منها، فليتنافس المتنافسون.