أجيال الصحافة حلــف أم مـنـاورة أم مبادرة ؟ / سيدي عيلال

في هذ البلد كل جديد يُقهر حتى يخرج من قالب قديم  وان كان لا جذور تربطه بالماضي ، انها لعنة البقاء عنوة في عالم كل حكاياته القديمة تبدأ من توحد أحلاف تجمعهم مصلحة مادية  محدودة وتربطهم الذكريات الحية في الذاكرة فقط لا على ارض الواقع لأن خوارق السلف لم تتح إقامة نظام متصل ولم تنجح في تشييد النواة الصلبة  للمهنة المستساغة من لدن كل صياد تقطعت به السبل وضاعت منه طريدته 
من المهم جدا ان يستمر الحكماء في بث حكمتهم في عقول أبنائهم باستمرار لكن من المرفوض ان تكون هذه المهمة موسمية لغرض في نفوس أصحابها تستخدم لقهر أصحاب الحق على التنازل ولمشاركتهم حصاد سنين عجاف من المواجهة عبث الإحباط والخوف والعوز والتشرذم فيها بكل طموح وبكل جهد و بكل محاولة إصلاح مستمَدة من الواقع الحاضر بقوة آلامه وانتكاساته وقمعه عبر اعرض مراحل تاريخه المعاصر لا القديم فالمهنة نشأة مع النشأة الحديثة للوطن القومي لشعب الأرض السائبة   او المنكبي البرزخي 
كل لفتتة إصلاح مطلب وجهد مبارك إن تمكنت من إثبات حسن نيتها فتاريخ المصادرة والتحايل دمر مبدأ الثقة المتبادلة لفطرية الانسان الكائن الخير مالم يثبت العكس فلقد اصبح منطق تاكيد حسن النوايا يستوجب البرهان    على الفطرة  قبل أي معاملة مشتركة ، إنها حصاد الغبن والتحايل والخداع التي كرستها مجاميع من أبناء هذ الوطن وزاحمت بها  طبيعة وقيم المجتمع الذي انجب الشيخ محمد المامي وآب ولد اخطور ولمرابط ولد فحفو وهاهو ينجب دون الغاب جحافل من صنوف شتى تلعب ببعضهم مغريات الحياة وطول الأمل في بلد تلعب فيه المبادرة كل الادوار وتفتح كل مجال وتثير كل انتباه وتفرض نفسها على كل فريق .
فعلا حقل الإعلام شجرة وارفة في أصل الوطن لمّا تؤتي أكلها الطيب بعد و من حق كل الزّراع حصد ثمارها لكن إن هي أينعت فقط ، فالحصاد لا يكون إلا بعد نضج الثمار وكل الزّراع شركاء في الحصاد ان هم  تمسكوا بالمهنة وعلموها للأحفاد وكل عود احمد ان كان لانتشال الحقل  اما ان  كان  لخطف الوظائف  و اعادة توجيه البوصلة فهو عملية مكشوفة ربابنة سفن حقلها  امخرت عباب البحر منذ امد لا سبيل الى اللحاق بها احرى اعادة توجيهها او تقاسم حصادها الهزيل فالكل يعرف ان  زمن ركوب الموج قد ولى وان شواطئ المحيط المقابلة لصحراء كفاحنا المرير لا تصلح  لهوات الركمجة  
حينما يلجأ الزملاء الى العمل في صمت ومن وراء حجاب  تكتنف الريبة العمل و تعصف  الظنون بالمقاصد وتفوح روائح التآمر النتنة والتوظيف المتعصب والانحياز المخل وتبدا عملية مناورة غير مبررة بمهنة الكل وحصاد جهد الزملاء الحصري لكل واحد منهم الحق في تنميته وتربيته وانتظار اكله الحلال  .
لقد آن للاجيال ان تحترم قرارات التاريخ فلو ان جيل التأسيس استنكف مزاحمة جيل اللحظة الراهنة  لكان خيرا لهم اما ان ينظموا سطوا غير مبرر على جيل تعصف به الخلافات و بتدبير احد اجنحتة الصراع العبثي فإنهم يزيدون المعقد تعقيدا ويذكون نارالخلاف المحتدم منذ رمت الام الوليد في اليم و ظنت انها منحته الحياة  والحرية التي طالما طالب بها وناضل ـ وان بتفاوت ـ من اجلها .
قد لا اكون أُستشرتُ ولم أنبأ بما يدور في الكواليس ولكن العمل مهما اخفي فسيعلن عنه وسيدرك المنظمون انه مدبرو بليل بهيم وبجهد مكتوم و بالنيابة عن راشدين مشاكسين بالفطرة فاليستدرك الحكماء زمام المبادرة واليضغطوا على الفرامل فالطريق مكتظ وزلق ولا احد يملك حق مصادرة الجهد , لا إغصاء من يهمهم الامر .

4. يونيو 2020 - 22:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا