حتى في الحروب والأزمات الحدية فإن أخلاق المنازلة والخصومة بشرف لا تسقط ، و تظل المواجهة بشرف مطلوبة ولا يقبل النبلاء أن يتخلوا عنها مهما كان الثمن أو النصر الذي سيحققونه لو تجردوا منها .. كان هذا المنطق والأسلوب يجب أن يحكم سلوك معارضتنا الوطنية في ظرفية استثنائية يواجه فيها البلد عدوا جامحا يكاد يفتك بالبشرية ، وقد مارست كل القوى والشعوب حول العالم سلوك التهدئة السياسية والتفرغ لمواجهة تأثيرات "جائحة كورونا " ؛ ويقلقنا حقا أن تكون بعض قوانا السياسية منشغلة بتحقيق بعض المكاسب السياسية قبل انجلاء الجائحة ، إنهم بهذا التصرف غير النبيل يتساوون ويتماهون مع سلوك المهربين والمتسللين الذين ينتهزون فرصة الأزمات والكُربِ ليحققوا بعض المكاسب المادية غير النظيفة..!
إن الديمقراطية تفترض ذلك الاختلاف في الرؤى والمشاريع.. وقد منح للمعارضة حقها المصون في النقد والتوجيه بأسلوب ديمقراطي دستوري منذ وصول فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة إلا أنها ظلت مصرة أيما إصرار على خرق هذا الأسلوب ولعل آخر تلك السقطات وصفها ـ المرفوض ـ في بيان مشترك لها رئيس الجمهورية "برئيس الدولة ".. وللتذكير يعود هذا المصطلح إلى ثقافة المراحل الانتقالية التي تكَونت فيها معظم نخبتنا المعارضة .
إن الهجوم المتواصل على جهود الحكومة جانب الصواب ، وسعى إلى ذر الرماد في العيون ، فالحكومة أطلقت في وقت مبكر حزمة من الإجراءات لا بأس بتذكير الإخوة في المعارضة ببعض محاورها:
- الخطة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا والتي شملت حزمة من الإجراءات الاجتماعية أعلن عنها رئيس الجمهورية وشملت تخفيض أسعار المواد الأساسية ، وتقديم الدعم لآلاف الأسر ، والإعفاء الضريبي، وتحمل فواتير الماء والكهرباء عن الفقراء ، وغير ذلك من الإجراءات السريعة والفعالة..
- إطلاق المرحلة الأولى من برنامج أولوياتي والتي وصلت تكلفتها أكثر من 41 مليار أوقية مخصصة لجملة من المشاريع الحيوية ..
- إطلاق البرنامج الرعوي المتضمن سلسلة من الإجراءات من ضمنها توفير الأعلاف بكميات كبيرة وأسعار مخفضة وتوسيع خريطة توزيعها لتشمل البلديات ؛ فضلا عن حفر العديد من الآبار في مناطق الانتجاع ..
وجدير بنا أن نذكر الإخوة في المعارضة أن عمل الحكومة موجه لخدمة المواطن وليس للتباهي السياسي.
إن حق المواطنين- كل المواطنين - على الدولة هو رعايتهم وإشعارهم بقربها منهم وإحساسها الدائم بمطالبهم المشروعة في التعليم والصحة والتوظيف والتملك العقاري ؛ونعتقد صادقين لا مجاملين أن النظام يشعر بالغبن والفقر الذي يعانيه بعض أبناء الوطن ويعمل على تقليص تلك الفجوة الناجمة عن الكثير والعديد من العوامل؛ ونؤمن كامل الإيمان وصادقه أن التصعيد نحو الشحن ليس في مصلحة أية قضية مهما كانت وجاهة مطالبها.
في الواقع يجب علينا جميعا أن ننخرط في جو التهدئة السياسية الذي وفر له فخامة رئيس الجمهورية كل فرص النجاح ، وأن نعمل معا على مساعدة الحكومة والدولة في مواجهة الشرخ العميق الذي يريد البعض ويسعى بكل جهوده أن يزرعه في منظومتنا الاجتماعية التي ظلت لعقود حاضنة للتعايش ومزرعة للقيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة.