تعاطت وسائل الإعلام مؤخرا النتائج الطيبة التي جققتها شركة سنيم خلال فترة صعبة جدا وطنيا وعالميا، وتوزعت أحاديث الناس بين منفعل بتلك النتائج يسايرها دون تبصر، وهو في الغالب الموالي النصير، وبين مشكك –أو ربما- جاحد نكير... وبين هذا وذاك لك أن تعدد طبقات المرددين والمترددين على مقادير أمواج أطيافٍ خفِيُّها أكثرُ تنوعا من مرْئيِّها، وعن مرْئيِّها حدث ولا حرج!
ولأن التعاطي الإعلامي يشفي –ما شاء الله- غليل صاحب النصرة في نصرته وصاحب النكرة في صدته، فلن تكون طريقتي في الكتابة بأسلوب المناصر المؤيد لأصحاب المقامات العالية، كلَّا ولا بنهج المعارض المكابر لذوي الكفاءات التي ثبتت جدارتها على الأرض، وإنما سأتبع خطا وسطيا أكثر موضوعية وتكنوقراطية؛ وهذا الذي يصلح لي ويناسبني اختصاصا وموقعا. سأركز باختصار على أهم المبادئ التي يرتكز عليها العمل المؤسسي في شركة سنيم، وهو ما خولها النجاحات تلو النجاحات رغم ما يعترض سبيلها من عراقيل بعضها يتصل بالبيئة الخاصة للبلد، وبعض أخر منها يتعلق بالقطاع المنجمي ومشاكله، وآخر بالظروف المتجددة هنا وهناك...
أما عن مبادئ الارتكاز الأساسية لشركة سنيم، فهي تظهر بشكل دوري وبانتظام مع تطور الأحداث الخاصة بالشركة، ولعل آخر تحيين لها يتمثل في (رسالة الالتزام بالشفافية والأخلاق) الصادرة عن الإدارة العامة، وموجهة في الواقع لجميع مكونات (مجموعة سنيم).
تضمنت هذه الرسالة ستة مبادئ وأخلاقيات ملزمة، وثلاثة محاذير أساسية. وتظل قيم الشفافية، والمسؤولية، والاعتراف، ومطابقة النظم القانونية والفنية، واحترام حقوق العمال، واعتبار مصالح الساكنة المحلية... مبادئ لا غنى عنها لأي مؤسسة تدعي حسن الأداء أو ترجو النهوض من كبوة عابرة. وفي نفس الوقت تقع على عواتق مسؤولي الشرمة وعمالها مهام رفض أي التماس من وسطاء أو متنفذين لإعطاء وجهة خاطئة لمسار قرارات المؤسسة، والابتعاد عن كل ما من شأنه الحصول على مكاسب نقدية أو غيرها على حساب الشركة، بالإضافة إلى لزوم التنفيذ الصارم للالتزامات والعقود المبرمة طبقا للنظم المعمول بها.
تلكم هي المرتكزات الاستراتيجية التي شكلت سر نجاح شركة سنيم في هذه الظرفية الصعبة، والتي يمكن لأي مؤسسة وطنية أن تتبناها، وستحصد لا محالة نتائجها المرضية على مقاسها، أقدمها هنا للإفادة، وعلى طريقة المثل الشعبي القائل: «إشارة من لا تشاور استخارة».
فإلى هبة جماعية مؤسسية لصالح موريتانيا، والله الموفق وهو المستعان.