التزام الكمّامة او اللّثام أصبح ضرورة / القاسم ولد المختار

نظرا للانتشار الواسع بين سكان العالم لفيروس "سارس ـ كوف2" المسبّب لجائحة كوفيد ـ19، فان ارتداء الكمامات لتغطية وعزل الانف و الفم اصبح الزاميا للكل سيما في حضور الآخرين، بغية الحدّ من انتقال الفيروس والتقليل من تفشي العدوى بين البشر. لتصبح الكمامة كاللثام او الخمار جزء من الثياب المعتادة تلبس للخروج من المنزل وتوضع بعد دخوله.

ويجب بداية التنويه بان اتخاذ وسيلة حماية شخصية كالكمامة او مختلف أقنعة الوجه، يمكن أن يوفر حاجزاً أمام الرذاذ الذي يحتمل أن يكون معديا، لكنه لا يكفي لوحده، بل يعتر تكملة للإجراءات الاحترازية الأخرى كالتزام التباعد عن الآخرين بمتر واحد على الأقل وتنظيف وغسل اليدين جيداً وباستمرار، وعدم لمس الوجه أو الكمامة على الإطلاق.

وللكمامة ــ او القناع لدى البعض ـ كسائر معدات ولوازم الحماية البدنية الفردية، طرق استعمال وتعاليم سلامة يتوجب اتباعها   والامتثال لها حتى تجدي نفعا للمحتمي بها من التعرض للأجسام الضارّة.

تسهيلا على المتلقي، نفرز نوعين من الكمامات الواقية:

 : مدة صلاحيتها تتراوح بين 4 و8 ساعات لا أكثر. على مستعمليها من مهنيي FFP1.2.3 ـــ الكمامات وحيدة الاستعمال: الطبية و الصّحة والمسعفين و أفراد الجيش وقوات الأمن، التدرب على طرق وضعها ونزعها و التقيد بقدر كبير من الحذر عليها من البلل والتلف والارتخاء حتى لا تصير ناقلة للعدوى فالقناع متى صار رطبا او ممزقا او فضفاضا توجب التخلص منه في قمامة مغلقة بعيدا عن متناول الأطفال. وعلينا كذلك الانتباه الى ضرورة عدم لمسها أو تحريكها من مكانها أثناء الحديث مع الآخرين، أو أي تصرف يستلزم وضع اليد عليها او ارتداء الكمامة فقط على الفم دون الأنف أو العكس، وهي طبعا شخصية لا تتداول من فرد لآخر ولا تستعمل أكثر من مرة واحدة.

بعد نزع القناع يتحتّم علينا التأكد من تحييده عن متناول أي تلويث محتمل وذلك بوضعه في كيس قمامة محكم الغلق. وبعدها نقوم بغسل اليدين بالماء والصابون وتعقيمهما بمحلول كحولي.  

ـــ الكمامات متكررة الاستعمال القماشية المصنوعة محليا غالبا وهي المتوفرة للجمهور ويمكن تنظيفها وإعادة استعمالها وهي التي أصبحت ملبوسا ينبغي الخروج به من المسكن وارتداءه طيلة المكوث خارجه ثم نزعه لدى العودة وغسله جيدا ثم تعريضه لأشعة الشمس. وعلى مستعمليها أن يحكموا جيدا الصاقها بالوجه حتى لا يتسرب من خلالها اللعاب الملوث. ويضاهي لثامنا المتداول للحماية من الشمس والغبار، هذا الصنف بل ويفوقه وقاية بتغطيته الرأس كاملا بسماكة كافية دون إعاقة التنفس، الا انه على المتلثم لفّ أنفه وفمّه جيدا وعلى الدوام كما عليه الاهتمام بنظافة اللثام في ظروف الوباء هذه خشية ان يتحول هو الآخر من وسيلة حماية الى جامع للعدوى ملاصق لمنافذ الجسم.

الكمامة اذن او اللثام او أي غطاء واق للوجه من الإصابة بالفيروس، أضحت اجبارية علينا جميعا لمكافحة تفشي العدوى ولضمان نجاعتها كوسيلة حماية فعّالة علينا التزام تعليمات استعمالها... ولنتذكر جميعا أن كمامة غير سوية تعني حماية زائفة.

حفظنا الله جميعا من البلاء

الدكتور القاسم ولد المختار

 نواذيبو 09/06/2020

9. يونيو 2020 - 18:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا