كنت ولا زلت أثق في صدق ورسالة ونبل القوم، في انتمائهم الأصيل للمؤسسة العسكرية، ومهما أسيء إليها وذهب بعضهم إلى تعميق الصورة السلبية، والإسهام في تنفير أهل السياسة من صمام أمان المجتمع، فإن المسؤولية والوعي وتمثل القدوة في التحويلات العسكرية والأمنية، أمس كانت ماثلة للعيان، وتميزت بمصداقية عالية في توزيعها، والاتزان والهدوء في توقيتها، على أنها لم تخل في تفاصيلها من البعد الأخلاقي، والرؤية الحازمة الحاسمة.
ويوما بعد يوم تثبت هذه المؤسسة الجمهورية تفوقها وامتيازها، في رعاية الأمن وحفظ الحدود، وصيانة الحوزة الترابية.
وقد لمسنا هذا عندما أنصف رئيس الجمهورية: محمد ولد الشيخ الغزواني بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تمديد الخدمة اكتوبر 2019 للجميع بالتساوي -جنودا وضباطا- مما يضفى على الموضوع تحقيق احترام الجميع، والالتزام بالعقيدة التي صهرت الكل، وآمن بها، وضحى في سبيلها، متنزها عن حظوظ النفس، ومؤثرا المثل الأعلى في كسب وسام البطولة.
ونقرأ هذا من جديد في مراجعة ما استقر حسمه سابقا، وإعادة النظر في تمييز الحق، ومراعاة الأولوية، واحترام الضوابط والأعراف العسكرية.
وبهذه الخلفية تظل القوات المسلحة قِبلة في صورتها وبريقها.
وترسل رسائل أكثر وضوحا، أن عقيدتها ليست بالضرورة محملة بنزعة الاستبداد، ولا مصدرا للشرور والشك والاتهام، وإنما تنصرف إلى معاني الوطنية والكفاح والتضحية..
هكذا إذن وفي ضوء هذه المقاربات تتنزل استشارة وزارة الدفاع الوطني، وتنبنى خططها، كما دأب الفريق معالي الوزير: حنن ولد سيدي، في إسهامه نحو خيارات المستقبل وتأمينه.
مزجت هذه التعديلات القوية بين قدرة رئيس الجمهورية: محمد ولد الشيخ الغزواني- باعتباره من يحدد السياسة الدفاعية والأمنية ويسهر على تطبيقها- على إحكام التوازن، وتعميق المصلحة من جهة، وتبديد دعاية الإبقاء على ما كان، في عدم المبادرة، وتقديم النموذج المختلف، من الجهة الأخرى.
عذر هؤلاء أنهم لم يتعرفوا بعد على حسن قيادة الرجل، وتنوع ثقافته، وسعة أفقه، وكثيرا ما يخضعون في تحليلهم للأمزجة، وإصدار الأحكام دون روية.
ستنبئكم الأيام أن من أهلته مسيرته العلمية والمهنية، للسير في طرق شائكة ووعرة، قادر على أن يوفر الحرية، و٨ينمي حقوق الإنسان، ويعلي من تجربة بلدنا الديمقراطية الواعدة، دون صدام ولا عنتريات، وإنما بعقل وقلب وفهم آثر المصلحة، وتعهد أن يخدم المقومات الأساسية للمجتمع، ويدافع عن الثوابت، بنبل قصد وثقة، وحرص على المزيد من تنمية المشترك.