مجتمعنا الفريد بحاجة مّاسة للعودة لكراسي الدّراسة... ولولا خطورة الجائحة التاجية لاستعجلنا الدّخول المدرسي ليس خوفا من سنة بيضاء ولا حرصا على مستقبل الأجيال ولكن لنعيد تعليم البعض مبادئ التوعية الصحية القويمة حتى يتسلّح الجميع بأساليب ومسلكيات صحيحة تخولهم حماية أنفسهم والآخرين من حولهم. وليكن الدّرس الأول في برنامج إعادة التأهيل هذا :
أهمية النّظافة
نظافة البدن : بالمواظبة على الاستحمام يوميا وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون ثم تعقيمهما بمحلول كحولي عدة مرات في اليوم بسبب و دونه. وقد ثبت علميا ان غسل اليدين يحمي الجسم بدرجة اللّقاح المحصن مع فارق التحصيل...
نظافة الملبس : للوقاية من العدوى يجب الاهتمام بنظافة الثياب والاحتراز من تلوثها وتعريضها لأشعّة الشّمس فور العودة للبيت والأفضل اتخاذ غرفة تبديل ملابس في المنزل قبل الاختلاط مع الأطفال والمسنّين. وهذا ينطبق تماما على الكمامات وباقي لوازم الحماية الفردية في العمل.
نظافة المأكل: يتطلب الاعتناء بنظافة المأكولات التأكد من نظافة ايدي بائعها وحاملها ومحضرها ومستهلكها... والحذر من تداول الأواني والحرص على تنظيف الأطعمة من خضار ولحوم بالماء الصافي فقط دون استعمال أي منتج كيماوي لتعقيمها لا ماء جافيل ولا الخل ولا الكحول. ويكفي تطهيرا للفواكه تقشيرها بعد تنظيفها جيدا بالماء الصافي. اما ما يعمد اليه البعض من غسلها بماء جافيل (هيبوكلورايت الصوديوم) فمنهي عنه خشية تسممّ المعدة أو حرقها أو إثارة حساسية تنفسية قد تكون خطيرة... وكذلك الإفراط في تعقيم ماء الشرب بنفس المحلول الكلوري (ماء جافيل) قد يتسبب في تسمّم خطير...فعلينا ان نتعقّل كثيرا في استعمال ماء جافيل وان لا نخلطه بغيره من المواد الكيماوية كي لا ينتج عن تفاعلهما الكيماوي محلول سامٌّ.
نظافة المسكن : في ظل جائحة كوفيدـ19، اصبح ضروريا أن يهتمّ كل فرد بنظافة منزله ومحلّ عمله و حتى سيارته ويشرف مباشرة على تعقيمهم بماء جافيل (هيبوكلوريت الصوديوم الشائع باسم الكلور السائل أو الماء جافيل درجة12، لتر لكل 5 لتر ماء صافي) او كحول طبي لا يقل تركيزه عن 70% او الماء الأكسجيني (هيدروجين بيروكسايد) بتركيز 0.5%. فهذه المعقمات الثلاثة لا غيرها، هي المعتمدة عالميا لمكافحة الكورونافيروس على الأسطح، تنظف وتعقم بها بشكل متكرر يوميًا، وبشكل خاص الطاولات ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة و ولوحات المفاتيح والمراحيض وأحواض الاستحمام. وينصح بعدم خلط المواد الكيماوية المعقمة والتقيد بالمقادير المحددة في تركيزها. كما علينا تدريب عمال النّظافة وربّات البيوت على استعمالها وتحسيسهم بأهميتها للوقاية من الوباء وكذا تبيين أخطارها الصحية خاصة الجافيل الأكثر استعمالا والذي ربما سبّب لهم حروقا جلدية او مشاكل تنفسية...
نظافة البيئة : يأخذ علينا كثيرون عدم اكتراثنا للبيئة في وطننا الحبيب مع ما حبانا الله به من جمال الطبيعة ونقاء الهواء و ثراء وتنوع المقدرات السياحة، ومنهم من يلتمس لنا عذراً ـــ لا أراه أحسن من جرم ـــ أننا قريبو عهد بالبداوة والترحال حيث كنا ابناء مزن، كلما اجدب علينا مضرب و ضاق بنفياتنا، تركناه فأرض الله واسعة... لكن سلوكا كهذا يجب تصحيحه فبيئة ملوثة لا تخدم قطعا لا الصّحة ولا الرّاحة ولا الاستجمام ولا السيّاحة. فبلد الأجانب فيه هم أحرص على البيئة من مواطنيه، عليه فعلا التفكير مليا فيما تبقىّ من الطّريق. لكنّ ذلك ربما يمكن التصدي له لاحقا فالجائحة وتسارع انتشارها كالنار في الهشيم تفرض علينا إجراءات عاجلة وفعّالة لتنظيف وتعقيم مدننا من القمامة وحملات توعية شاملة لتحسيس المواطن بضرورة مشاركته بل تبنّيهِ لجهود السّلطات والجماعات المحلية ومكونات المجتمع المدني وكل أطياف الأمة لنشهد فعلا هبّة وطنية في هذا الصدد. ولنعمل جادّين على تصحيح بعض المسلكيات المعيقة للنظافة والمخلة بالصحّة كرمي النفايات المنزلية والجلوس في الشوارع والمساحات العمومية وكالبصاق والسّعال في المرافق العمومية وتلويث الشوارع والممرات بنثر الغسيل وفضلاته فيها...
حفظنا الله جميعا من البلاء