لم يأت تعيين نقيب الصحفيين الموريتانيين الاسبق الدكتور الحسين ولد مدو، على رأس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، لم يأت عبثا أو خبط عشواء، كما كان مألوفا للناس طيلة العشر الشداد؛ بل جاء تعيينه، وهو بلا شك الشخص المناسب، في المكان المناسب، ليوصل رسالة هامة تؤكد جدية وتصميم ما يتم اتخاذه من إجراءات، لتلافي أوضاع البلاد، ورأب أوجه الخلل الكثيرة المعيقة، والموروثة عن عبث العشرية العجفاء، وبطشها الممنهج.
القراءة الصحيحة لتعيين الدكتور الحسين ولد مدو على رأس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا)، تظهر بجلاء،، وفي صمت يشبه الجهر بالقول، أن رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني، وفريقه الحكومي، باتوا على قناعة كاملة من حقيقة طالما اخفاها نظام العشرية، عن نفسه وعن الناس، وتتمثل في اعتبار قطاع الصحافة والإعلام المدخل الحقيقي والبوابة الصحيحة لأي عملية إصلاح شاملة، كتلك التي رسمتها تعهدات الرئيس الغزواني وعهوده،
ولم كان قطاع الصحافة البوابة الصحيحة، والمدخل الحفيقي لكل إصلاح شامل؟ ذلك لان المهمة الرئيسية للإعلام الناجح، هي ان يعكس الواقع، بمل شفافية، وكما هو، لا كما يصوره المفسدون، وهي مهمة تتحول باجتماع حرية التعبير وهيمنة الفساد، إلى معرض للقضائح، ومتابعة أذرع الفساد، واستقصاء ممارساتها الخفية، ولنشر الغسيل القذر للحيتان والغيلان، والديناصورات، وكل جسم نبت من سحت او غلول؛
الهابا التي عين على رأسها الدكتور الحسين ولد مدو، عاشت فشلا ذريعا، طوال مأموريتها الفارطة، وما استطاعت قط ان تفعل رزمة القوانين واللوائح المؤسسة لها، أو واجبات وشروط دفاتر الالتزامات التي تربطها بالمؤسسات الخاصة، سمعية وبصرية؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد رفضت مؤسستا التلفزيون والإذاعة، المملوكتان للدولة، طوال المامورية الفارطة للهابا، التحول من مؤسسات رسمية أحادية، إلى مؤسسات خدمة عمومية، مفتوحة امام مختلف الفرقاء، كما تقضي به القوانين السارية.
ومن يمن الطالع ان ياتي إسناد رئاسة السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية(الهابا)، إلى الدكتور الحسين ولد مدو، أسابيع قليلة، بعد إسناد إدارة الوكر الرئيسي للفساد في القطاع، وهو التلفزة الموريتانية، بكل قنواتها، إلى الكاتب الصحفي البارز محمد محمود ابو المعالى، وتكليف الصحفي القدير محمد فال ولد عمير بإنقاذ قلعة فساد عتيدة اخرى في القطاع، هي الوكالة الموريتانية للأنباء، فيما أعيد تدوير المدير الاسبق للإذاعة الصحفي محمد الشيخ ولد سبدي محمد إلى مقعد الفه من قبل، ويعرف مسارات الانحراف والفساد من حوله حق المعرفة.
لقد هلل الصحفيون الموريتانيون، بكل تبايناتهم، وبفوارقهم، بتعيين الدكتور حسين، وقد كانوا اخذوا على انفسهم منذ اسابيع، إعادة تنظيف وتنظيم وتمهين الحقل الذي يستعد لانتخابات نقابية مصي ية، بعيد عودة الامور إلى نصابها، من تداعيات وباء كورونا، وقد اجاز الصحفيون الموريتانيون بكل الوانهم زطوائفهم عهدا لتمهين القطاع وصقله بلا رجعة، ومن المؤكد ان اعتبار الاعلام م.خلا للإصلاح الذي تعد به الحكومة، سيعطي دفعا كبيرا للإصلاح برمته.