يبدوا بأن العرض المسرحي السياسي لم يبدأ بعد فمنذ أيام وجيزة أطل علينا سيادته بحلة جديدة وحسابات جديدة، ليست كسابقاتها، وإن خلت هذه الأخيرة من المعايير الديمقراطية المتفق عليها في بعض الأحيان، ناصبا لنفسه خيمة من العدل والمساواة كما يراها هو لا كما يراها الآخرون، مما يجعلنا نتساءل ألم يأن بعد للمعارضة
أن تلقي عصاها السحرية بعد فشل الرسم الموريتاني على طريقة المعارضة الجدرانية المكبرة للرحيل، فخطاب الرئيس ـ الذي أكد من خلاله أن موريتانيا تتحدى الجميع وأن الأدلة موجودة ـ لا زال صداه يتردد في كل شوارع البلاد من أقصاها إلى أقصاها، والمعارضة لم تقدر بعد سوى على حشد الأجساد البدائية المتشوفة لمعرفة كل ما هو فريد من نوعه، فهل يستطيع العطار إصلاح ما أفسد الدهر.
وكتجربة فريدة من نوعها حضرت جموع غفيرة مسيرات المعارضة الأخيرة. مما ينبئ إما بقرب أشراط الساعة أو بأن الشعب الموريتانيا صار له حس وإدراك شأنه كشأن باقي شعوب العالم، حاملا لافتات مكتوب عليها كل ما من شأنه زعزة أركان النظام الذي لا يزال هو سيد الموقف لحد الآن، والغريب في الأمر أن المعارضة صارت تستسقي بالدول الغربية بعد فشل النظام في جلب أمطار كافية لهذا العام.
فهل بإمكان النظام فعلا جلب الأمطار أم أن الإتحاد الأوروبي سيتكفل بجلبها لهذا العام؟