بالأمس أطفال وشباب في حزب الشعب ،شهدوا المشاهد كلها، رقصوا وصفقوا وغنوا وألقوا الأشعار للرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله ولما توارى عن الأنظار استبدلوا القصائد وغيروا العناوين والأسماء، نفس الحكاية مازالت تأخذ فصلاً آخر، و مسيرات أخرى، ومبادرات أخرى ،فإذا كان الراحلان أسامة الباز، و محمد حسنين هيكل واكباَ رؤساء مصر من عبدالناصر الى محمد حسني مبارك، فإن بلاد السيبة يوجد بها ساسة مخضرمون أيضاً ،واكبوا كل الأنظمة، فقد لفتت انتباهي صورة من مهرجان شعبي لحزب الشعب بالعاصمة نواكشوط سنة 1975 م ...
الحقيقة أن موريتانيا 1975م أكثر مواردها من سكانها ،وقد تضاعفت الموارد الأقتصادية، وتنوعت في الثمانينات والتسعينات و العشرية المنصرمة، ففي العقد الأول درسنا عن وجود معادن الحديد والنحاس والفوسفات فضلا عن الثروة السمكية والحيوانية والزراعة وتعداد السكان يومها مليون ونصف نسمة.
في مطلع الألفية تضاعفت الموارد وأخرجت الأرض أثقالها من الذهب والنفط والغاز و مازالت تخرج ،ومازال الشعب يئن تحت خط الفقر ، ويمنى بالتقدم والرفاهية في الوقت الذي يعاني فيه من أمراض مؤلمة سواء تعلق الأمر بالأمراض الإجتماعية من رشوة وقبلية وجهوية ومحسوبية وغبن وإقصاء ،أو من أمراض شاقة وعسيرة في القطاعات الخدماتية إنقطاعات متكررة للمياه والكهرباء، حتى في أزمنة لا يجوز فيها إنقطاع للمياه، ولا للكهرباء، زمن كورونا، وأوجاع في التعليم والزراعة ...
في كل عهد جديد يحتسب الناس في بلاد السيبة ،بلاد الموارد المتعددة، والشواطئ الغنية، والسهول الفيضية، أن شعب المبادرات والأشعار سيشهد نهضة إقتصادية و إجتماعية وثقافية تضعه في ميزان الدول الإسكندنافية نظرا لقواسم مشتركة تتمثل في كثرة الموارد وقلة السكان، ولكن في كل عهدة " خيبة " ،والسر في النكسة، وتعطل القطار، هو الإعتماد على ربان فنيين سبق وأن ساقوا مراكب نحو الهاوية فلم يحترز من قلة خبرتهم ،ولم يتعلموا دروس الإصلاح فكان الفشل داء لم ينجو منه رئيس في العقود الماضية، فلماذا إنقطاع للكهرباء ونحن نصدر الكهرباء، لماذا تصدير الكهرباء، ومعظم القرى والتجمعات الريفية لاتوجد بها الكهرباء؟ ولماذا إستيراد الأرز والقمح والحبوب ونحن نمتلك أكبر مساحة زراعية في المنطقة أي أزيد من 600كلم ممتدة على ضفاف نهر السنغال من ملتقى البحرين عند مركز إنجاغو بولاية اترارزة وصولاً الى مقاطعة غابو بولاية كيديماغا بصرف النظر عن الوديان في باقي محافظات البلاد ؟
كلمة واحدة في خرجة الوزير الأول إسماعيل ولد بد ولد الشيخ سيديا أعجبتني...سنعمل على الإكتفاء الذاتي من الحبوب مابعد كورونا....على الوزير الأول - وهو يسعى للإصلاح- أن يقلد مهاتير محمد في ذلك، وسياسة الأخير، مدرسة، أو نظريات تدرس في العلوم السياسية، ماليزيا قبله كانت أكثر فسادا وتخلفا من موريتانيا، فلما ولي حكمها أصبحت من أقوى دول العالم.
سننهض، ولكن، بأيادي " نظيفة "، وقلوب خاشعة، ورعة تخشى الغنى، وتحب الفقراء