واتعهداتي : إن آمال الفقراء تتحطم على صخر أصم ! / السيد ولد صمب انجاي 

ما إن تنفس الفقراء الصعداء ببزوغ فجر برنامج " تعهداتي " ؛ ذاك الحلم الذي راود كثيرا هؤلاء الفقراء ؛ الذين يتضورون جوعا وعطشا ؛ متسائلين عمن يجيب دعوة المضطر ؛ الذي انهكه الإملاق ؛ ومزقته أنامل الفساد والمفسدين ؛ أقول ما إن استبشر هؤلاء ببروز هذا البرنامج الطموح ؛ الذي كانوا يعلقون عليه آمالهم ؛ التى تبددت  وتحطمت على صخر أصم ؛ ليتحول حلمهم إلى مأساة تراجيدية ؛ أبطالها ذوو البطون المنتفخة ؛ الذبن صيروها إلى سراب بقيعة ؛ يحسبه الظمآن ماء ؛ فهذا السراب الذي زاد مآسي آلاف الفقراء ؛ يتمثل في وجود أسماء  بارونات من التجار ؛ بين دفتي لوائح المستفيدين من التحويلات النقدية ؛ التى كان الرئيس محمد ولد الغزواني قد تعهد بمنحها للفئات الهشة والضعيفة ؛ إنها فضيحة ؛ وأية فضيحة هذه ؛ التى تنوء وتنهد لهولها الجبال الراسيات الباسقات ؛ ليزداد الفقراء فقرا مدقعا .

 

السيد الرئيس إن وجود هذا النوع ؛ من كبار بارونات التجار في هذه اللوائح ؛ وإن كان عن غير قصد ؛ فإنه يستدعي معاقبة القيمين على وكالة التآزر ؛ وايداعهم أتون السجون ليذوقوا وبال فعلهم ؛  هؤلاء الذين يبدو أنهم لم يستوعبوا الدروس والعبر من الماضي ؛ مستخفين ومستهترين بالتعليمات الصادرة من الجهات العليا ؛ التى توصي بضرورة تقديم المساعدات لمستحقيها ؛ لكن هذه الوكالة سجلت الرقم القياسي فى التجاهل والتصامم الأعمى واللامسؤول ؛ وفى محاولة يائسة لاستجداء واسترضاء رجالات عشرية الشهب التى لم تبق ولم تذر ؛ قائلة وفى تحد سافر ؛ إن الغزوانية ما هي إلا امتداد مصغر ووجه مقلوب للعزيزية ؛ وأن شيئا لم يتغير بعد ؛ وبالتالي فإن الأمر يتطلب منكم سيدي الرئيس الحزم والعزم فى مواجهة هذا النوع من الفساد ؛ وإنزال العقوبة بمن يعبث بمصائر هؤلاء الفقراء المعوزين الذين لا حول لهم ولا قوة ؛ لقد تزمجرت الذئاب على فريستها المفضلة ؛ المتمثلة فى نهش المال العام ؛ وتوزيعه على غير أهله؛ والسبب فى ذلك يعود سيدي الرئيس ؛ إلى أنكم لما تطبقوا بعد مقولة " الرجل المناسب في المكان المناسب " التى ظلت ردحا من الزمن حبرا على ورق ؛ والتى كنت قد كتبت عنها مقالا سابقا ؛ للفت الإنتباه إلى مدى تطبيق هاته المقولة ؛التي يكرهها السواد الأعظم من موظفينا ؛ ويعافها قاموسهم الغاص بالإفساد والفساد. 

سيدي الرئيس ؛ إن تضور أمعاء الفقراء ؛ ساكني الاعرشة ؛ والاخبية الرثة البالية على عروشها ؛ ومفترشي الثرى ؛ وشاربي المياه الراكدة ؛ والغير صحية ؛ ستسألون عنهم يوم القيامة ؛ بوصفكم المسؤول الأول عن الرعية ؛ فلا المال والسلطة والنفوذ ؛ والقبيلة ؛ والنياشين والقصور الباسقة  الفارعة ؛ التى تطاول عنان السماء ؛ ولا الحاشية ؛ ولا كل هذا وذاك ؛ يحول ببنكم من المساءلة عما فعلتم ؛ أيام توليكم للسلطة وممارستكم لمهامكم ؛ وكيف تعاملتم مع الثقة التى منحكم إياها الشعب ؛ ولا الذين من قبلكم بمانعهم من المساءلة ؛ ولهذا أنصحكم بالابتعاد عن بطانة السوء ؛ المحيطة بكم وبدواليب الدولة ؛ التى لا هم لها سوى افقار الدولة وزيادة تفقير وتقتيل الضعفاء والقضاء عليهم  ببطء حتى تسليمهم إلى مثواهم الأخير  .

 

سيدي الرئيس لقد انهزم العالم ؛ وأصبح الخوف ينتابه بين الفينة والأخرى؛ بفعل فايروس لا يرى بالعين المجردة ؛ ومن يدري أنه أحد جند الله قال نعالى : " وما يعلم جنود ربك إلا هو " ؛ جيء به حاملا السؤال : " فهل من مدكر " ؛ فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل؛ لكن المسؤولين الذين كلفتهم بالأمانة لا يتورعون ولا يخافون من يوم تشخص فيه القلوب والأبصار  ؛ فهذا الفايروس قوض الإقتصاد العالمي المخضب بالربا ؛ واللاعدالة في التقسيم بين الأمم؛ وليس بلدنا بمنأى عن ذلك ؛ لقد عمل هؤلاء الفاسدون طيلة العشرية الماضية على إجهاض الثروة الوطنية وتبديد المال العام حسب الزبونية والصفقات المشبوهة ؛ معتبرين ثروة البلد ملكا لهم ؛ يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه ؛ غير عابئين بأحوال الفئات الهشة ؛ وهكذا لازال هذا دأبهم حتى يومنا هذا . سيدي الرئيس إن هؤلاء المسؤولين لا يترفعون ولا يتعففون عن أكل المال العام ؛ خاصة ما يتعلق منه بجانب المساعدات ؛ التي تقدمونها  للفقراء ؛ فجيوبهم المنتفخة وبطونهم الممتلئة من الحرام ؛ تقول دوما ؛ هل من مزيد ؛ وتبقى تتحين الفرص فى أي لحظة ؛ للبحث عن إبرام الصفقات المشبوهة ؛ نهارا جهارا ولو على حساب الأجيال القادمة ؛ فلا الوازع الديني يخافون منه ؛ ولا المروءة التى هي الابنة الشرعية للدين تمنعهم من سرقة المال العام ؛ لقد جبل وتربى هؤلاء فى أحضان الفساد ؛ وليس بمزحزحهم منه سوى العناية الإلهية ودعوة المظلومين ؛ التى ليس بينها وبين الله حجاب ؛ فاتقوا دعوة المظلوم الملهوف ؛ الأشعث   الأغبر ؛ فإن الموت قادم ولتتعظوا زمرة الفاسدين ؛ ولديكم الفرصة للانابة إلى الله والتوبة ؛ فإنها تغسل الحوبة .

 

ألا هل بلغت اللهم فاشهد  .

24. يونيو 2020 - 8:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا