بنت امريكا نفسها على اساس القوة واجتمعت قامات السياسة والتأثير فيها على ان يتوحدوا فيصبحوا قوة عظمى لايستهان بها، غزت وتوغلت وانتشرت بعد صراع اثبات الوجود بين القوى الاقدم والاعرق كالامبراطوريات والاحزاب الجماهيرية التي سبقتها انتشارا وغزو للعالم حتى بات العالم وكانه اراضي تباع وتشترى بمن عليها بين تلك القوى.
ورغم انها وعلى مدى عقود طويلة التزمت بمبدأ (الاستمرار للاقوى) الا انها مثل كثير من المفاهيم الحياتية التي تطورت فالسياسة ومفاهيمها اتجهت نحو طرق جديدة اعتقادا منهم انها اكثر تأثيرا (مع الزمن الحالي) فتوجهوا نحو المال ثم القوة بهدف فرض السلطة.
في امريكا اليوم بعهد الترامب المادي الذي اصبح رئيسا للولايات المتحدة بالمال وبدأ ادارته بفرض المصالح المالية اولا فلا يهم من الاقوى ويعتقد ان الكل يصبح ضعيف امام سطوة الاموال حتى بدأ الواقع يقول كلمته بعد صمت وتحمل.
لم تسعفه امواله في امتصاص غضب الشعب
لم يستطع بامواله ادارة الصراع العنصري بين شعبه وبدل ان ينتهي كما انتهى سابقا بالعادلة الاجتماعية عاد وتأجج بخطابه المتعالي.
تمكن الساسة الكبار والعظام من بناء دول عظمى معتمدين على جذب الجمهور لاهدافهم اولا واستثمار عاطفتهم وتعاطفهم ثانيا وفرض نظام وقوة تحقق العدالة ثالثا ولان الساسة الجدد وجدوا هذه الجماهير جاهزة اعتقدوا انهم وبمدأ الازاحة الفكرية والجيلية سيقدمون شيئا جديدا يخلدهم كما خلد اسلافهم لكنهم ما ان ابتعدوا عن الثوابت حتى بائت محاولاتهم بالفشل.
ولنتذكر دوماً ان الله عزوجل قدم للبشرية الانبياء والمرسلين وعباده الصالحين لتقويم الناس ودلهم على الطريق الصحيح ورغم اختلاف الازمان والديانات السماوية التي نزلت الا انهم جميعا لم يختلفوا عن الثابت وهو التوحيد بالله عزوجل.
في عصرنا المنفتح والعالم الكبير الصغير الذي يمكنك من ان تعرف كل شيء واي شيء عبر جهازك المحمول نجد ان الساسة انواع فمنهم الملتزم بالمبادئ السياسية الصحيحة (هدف نبيل ومصالح شعب ووطن واساليب يمكن التعبير عنها بالنظيفة) ومنهم من حاول تقويم الاسلوب بما يناسب العصر دون تفويت المبادئ وكانه تطوير لنفس البنيان.
ومنهم من حاول ان يكون اكثر حداثة وانتهج مبادئ جديدة متهما ماقبله بالتخلف والاهم اعتقد انه يزيح جيلا سياسيا ويقدم جيلا بديل ليخلد اسمه بانه من صنع التغيير.
وغم ان المفارقة كانت هي ان اي قائد خلده التاريخ قد صنع تغييرا ولو بفكرة او مساحة معينة وبالتالي لايمكن ان تطلب ماتحاول تغييره اصلا.
فما الذي يمكن ان يجعل الانسان سياسيا حقيقياً وفاعل ويمكن ان يصل لمرحلة الخلود لا الى مزبلة التاريخ؟
المال ام السلطة ام الهدف؟