احتضنت انواكشوط في 30 يونيو الماضي قمة "التحالف من أجل الساحل" الذي تم إنشاؤه قبل ستة أشهر خلال قمة جمعت قادة مجموعة الخمس في الساحل مع الرئيس الفرنسي في مدينة بو جنوب غرب فرنسا، وقد ناقشت تلك القمة الكثير من القضايا و أرست دعائم تعاون صلب يضع في الحسبان الكثير من الاعتبارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتنمية منطقة الساحل.
قمة انواكشوط كانت تسعي لتسليط الضوء على ما تم انجازه من خارطة الطريق التي اتفق عليها في قمة بو، وإعادة تقييم الوضع في الساحل. وقد تميزت هذه القمة بمشاركة أوروبية رفيعة، فقد حضر الرئيس الفرنسي ورئيس حكومة اسبانيا بنفسيهما فيما شارك كل من المستشارة الألمانية ورئيس مجلس وزراء إيطاليا ورئيس الاتحاد الأوروبي والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية عن طريق تقنية الفيديو. هذه المشاركة الأوروبية رفيعة المستوى تعكس اهتمام أوروبا بتعزيز هذا التحالف.
رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي حضر بنفسه كذلك بينما بعث الأمين العام للأمم المتحدة برسالة فيديو مسجلة يبارك من خلالها هذا التحالف ودوره في مكافحة الإرهاب ويدعم دول الساحل في مطالبتها بالوفاء بالوعود التي قطعت لها خلال قمة بو.
وقد فرضت الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية لمكافحة جائحة كورونا نفسها على القمة بالإضافة إلى مواضيع مكافحة الإرهاب.
وكان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري لمجموعة الخمس في الساحل، قد أطلق، بتنسيق مع قادة المجموعة، مبادرة للمطالبة بإلغاء الديون الإفريقية وخصوصا عن دول الساحل الخمس حتى تتمكن من التصدي لهذا الوباء العالمي خصوصا أن مكافحته تستحوذ على نسبة ليست قليلة من الناتج المحلي الخام لهذه الدول.
مبادرة رئيس الجمهورية هذه أعيد التأكيد عليها خلال هذه القمة وكبداية تعهدت فرنسا بإلغاء فوائد تلك الديون خلال فترة الوباء كما أكدت دعمها وسعيها لتدويل تلك المبادرة حتى يتم إلغاء الديون عن القارة الإفريقية وخصوصا عن دول الساحل. وقد حرص الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته للمؤتمرين على مناصرة إلغاء ديون إفريقيا كما طالب بذلك أيضا موسى فكي رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي.
بشكل عام، فإن القمة كانت ناجحة بكل المقاييس، فمستوى التنظيم كان رائعا وقد أشاد به الجميع كما أن الحضور كان متميزا رغم الظروف الصحية المخيمة على العالم بسبب جائحة كورونا كما أن التوصيات التي صيغت، إن تم تطبيقها، تستجيب لتطلعات شعوب المنطقة في تعزيز أمنها والدفع بعجلة التنمية فيها.
والخلاصة أن هذه القمة هي نجاح آخر ينضاف للنجاحات التي حققها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الساحة الدولية والإقليمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية ومكانتها ودورها الرائد في تحقيق الأمن والتنمية داخليا وإقليميا.
كفاعل في المجتمع المدني، باسمي شخصيا وباسم "شبكة مجلس المنظمات غير الحكومية الوطنية لدعم التنمية المستديمة والبيئة الاقتصادية والاجتماعية" أبارك للسيد رئيس الجمهورية هذا النجاح الباهر الذي سيعود على بلادنا وعلى المنطقة بالنفع العميم وسيرفع من سمعة بلدنا الحبيب كفاعل أساسي في المنطقة. كما أعلن دعمنا لمخرجات هذه القمة واستعدادنا للمشاركة في كل ما من شأنه خدمة هذا الوطن العزيز.