لقد كان عامل اللغة والانحدار من أصول واحدة في الماضي هما العاملان الأكثر أهمية لتسهيل التوحد في مختلف الكيانات.. وتغير الأمر وأصبح عامل المصالح الاقتصادية أكثر حسما في التكامل الاقتصادي والتكامل في مصادر المياه وعقد المواصلات وسهولة تبادل البضائع وتنقل الأشخاص .اصبحت هذه العوامل أكثر أهمية من وحدة الاصل والثقافة لأن عوامل التكامل الاقتصادي وفوائد النمووالازدهار قادرة على خلق الروابط الثقافية وتداخل مختلف الاصول وتجارب العالم كلها تؤكدأن النمو والتطور أكبر أداة ربط للمكونات وتذويب للفوارق
إذانظرنا إلى بلداننا العربية على سبيل المثال سنجد أنها غير قادرة بوضعها الحالى على الأستمرار بسبب فقرها المائي القاتل فسوريا والعراق تعتمدان على نهري الفرات ودجلة وهما ينبعان من تركيا فإذا أرادت تركيا استغلال مياههما بمستوى يضر حاجة القطرين ماذا ترونهما قادرين على فعله؟ إنهما يعتمدان على مياه تركية ولقد بدؤو يعانون مذ عشرات السنوات عندما بدات تركيا تتوسع في بناء السدود وزيادة محطات توليدالكهرباء
وإذا نظرنا إلى الوضع في وادى النيل نجد مصر والسودان تعتمدان على مياه تنبع من أتيوبيا ومن بحيرة فكتوريا في تانزانيا فكيف يمكن استمرار حياة القطرين بدون النيل؟ ولقدرأينا كيف بدات المخاوف من اكتمال سدالنهضة الذي قدلايكون آخر المطاف وقدتفكر تانزانيا واغاندا بمشاريع على بحيرة فيكتوريا.
كماأن التداخل السكاني في طول الحدودالعربية الإفريقية من موريتانيا ومالى والنجير والتشاد والسودان والصومال وإتيوبيا كل هذه المناطق لايمكن علاج تداخل السكان فيها إلا بالوحدة فالوحدة كفيلة بعلاج مشكلات تنافس الأعراق الذي قديكون ضمن مؤامرة خطط لها المستعمر السابق ليظل قادرا على زعزعة الاوضاع واستغلال عدم الاستقرار لاستمرار الحاجة إليه وسواء كان بتدبير من بعض الجهات او بسبب التنافر الثقافي والفىوي فإن الوحدة الشاملة تشكل حلا كاملا له . وهي الطريق الأقصر لحل مشكلة المياه التي تعاني منها بعض الأقطار وغني عن البيان القول ان روابط العرب مع إفريقيا واسعة ومتشعبة ويشكل اندماجهما حاجة ملحة لجميع شعوبهما.
.والوضع مع تركيا وإيران من حيث التداخل والاشتراك في المناطق المختلفة يشبه ماعليه الحال في الحدود العربية الإفريقية فمناطق كثيرة مختلف عليها وكثير من منابع المياه يمكن الاشتراك فيها ...إذا أضفنا إلى كل ذلك التكامل الأقتصادي وحاجة الجميع لتجاوز تداخل الطوائف والتنافس غير المبررأحيانا نجدأن التفكير في المستقبل يحتم الوحدة العربية الإفريقية.بدون قيد اوشرط . .في الوقت الذي لايمكن أن نستبعد الوحدة مع تركيا وإيران وهذ ما نعتقدأنه على المفكرين أن ينتبهوا إلى ضرورة بدئ التفكير فيه لأنه الطريق الأقصر لجعلنا نحتل في هذ العالم المكان الذي يناسبنا كتجمع يمكن أن يحتل المرتبة الاولى اوالثانية في الكتل الرئيسة على الكرة الارضية لان هذ التجمع سيضم من الثروات الطبيعية والقدرات الزراعية وعقدالمواصلات مايجعله متمتعا بميزات ينفردبها نضيف إلى ذلك سهولة الوصول إلى مختلف الاسواق ممايجعله يتمتع بميزات يتفوق بها على التجمعات البشرية.المختلفة.