كتبت في الاسبوع الماضي مقالا بعنوان: الأب المؤسس المختار ولد داداه مواقف خالدة وقد تزامن مع سرقة مبالغ هائلة من البنك المركزي وتزوير أخرى من العملة الصعبة في حادثة غير مسبوقةفي تاريخ البنك الذي أسس في سبعينيات القرن الماضي ..وقارن المعلقون بين ذالك الزمن الذي يرجع فيه العامل بدل العمل les frais de mission إلى خزينة الدولة وبين زمننا الحالي .؟؟؟!!
https://rimnow.net/w/?q=node/12213
ولتفاعل الناس مع الخبر واهميته عندهم ارتأيت آن أنشر كل ما يتعلق بهذه المفخرة الرمز التي يتمنى الجميع ان يكون زمننا مثل ذالك الزمن الجميل عفة وأمانة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمال العام وحسب رأي فإن غياب مفهوم الدولة الناتج عن الجهل والأمية هو الذي جعل الناس تلهث وراء المال وان حب المظهر واتفايش في المظاهر المادية من سيارات وفيلات وبذخ في المناسبات حتى أصبح فلان يعرف بسيارته موديل كذا فالمهم التحصيل بغض النظر عن المصدر.(آفكراش) (راجل) ...وخيرت... وورخست...لمن يدفع اكثر؟!!
اختفت المعرفة واصبحت غريبة في موريتانيا(شنقيط) المنارة والرباط!! وغاصت الثقافة في المياه الآسنة!!
فهل نتأسى بمناقب جيل التأسيس لنؤمن بفهوم الدولة؟
بعودة مبرمجة إلى الموضوع نستعرض هذه الشهادات:
أثناء محاكمة الرئيس المالي الأسبق موسى تراورى وجه إليه الادعاء العام مجموعة من التهم تتعلق بالفساد والاستحواذ على المال العام ونبذ الحكامة الرشيدة.
لم يزد تراورى على القول..
هذه نعوت يتصف بها كل الرؤساء الأفارقة ولم ينج منها إلا واحد هو الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه........
حدث سالم ولد ببوط حاكم بتلميت خلال الفترة 1967 - 1977 أن الرئاسة اتصلت عليه لتخبره بأن الرئيس سيقوم بزيارة شخصية لمدينة بتلميت..
قال فاستقبلته عند مدخل المدينة، وفي الطريق قال لي الرئيس بأنه جاء ليسلم على والدته خديجة بنت محمود ولد ابراهيم. وعندما وصلناها في كوخها على التل الغربي للمدينة إذا بالكوخ به أعطاب بالغة. فقال لي الرئيس: سيدي الحاكم أرجو منك أن تعطيني 12 ألف أوقية دينا لأصلح كوخ الوالدة، وإذا وافقت فستأتيك الأخت أمامة بنت بابي غدا لتسلمها المبلغ. وفي اليوم الموالي زارتني أمامة فأعطيتها المبلغ. بعد أشهر زرت نواكشوط فعلمت أن الشرطي محمد عبد الله ولد ابريهم (المرافق للرئيس) يبحث عني لأمر مهم، فالتقينا فسلم لي ظرفا داخله 12 ألف أوقية وورقة مرفقة معه كتب فيها......
"Les bons comptes font les bons amis ".
حدث التجاني ولد كريم أن العسكر بعد انقلاب 78 طلبوا من الإذاعة إنجاز برنامج إذاعي باسم "أغلاط وجرائم النظام البائد"
وكانوا يستضيفون له أشخاصا يدلون بـ"شهادات" تفيد السياق العام لحملتهم ضد المختار ولد داداه ونظامه
فاستدعوا أحمد ولد أعمر ولد أعلي مستغلين كون الرئيس أقاله قبل أشهر من منصب أمين الخزينة العامة، فطلبوا منه شهادة حول فساد الرئيس، فقال لهم لا يمكنني أن أشهد عليه بالفساد، لكن يمكن أن أشهد أنه ذات يوم طلب مني الحضور إلى مكتبه فوجدت معه وزيرا إيفواريا وأكياسا من العملة الصعبة، فقال لي: هذه المبالغ أهداها لي الرئيس الإيفواري هوفوت بونيي بصفة شخصية، لكنني فضلت أن تضاف إلى الخزينة العامة مقابل وصل، فوضعت المبلغ الكبير جدا في حسابات الخزينة وأعطيته وصلا، فإذا كانت هذه الشهادة تفيدكم فأنا مستعد للإدلاء بها في البرنامج وانصرف..
رحم الله الأب المؤسس المختار ولد داداه فقد كان قائدا فذاأمينا شريفا عفيفا ومتواضعا سخر كل حنكته وذكائه وعلاقاته من أجل وطنه.
ألا تستحق هذه الشهادات آن يفخر بها كل رئيس عربي أو افريقي الحكامة الرشيدة.بدل الفساد والاستحواذ على المال العام!!