رُفع الحظر، فلنلتزم الحذَر / مصطفى سيديا

بإعلان اللجنة الوزارية المكلفة بملف كورونا في اجتماعها الأخير رفع حظر التجول كليا وفتح التنقل بين المدن أصبح لزاما على المواطنين أن يعو أن المسؤولية تضاعفت، وأن مرحلة التعايش مع  وباء كورونا تحتاج  جهدا مضاعفا ووعيا لضمان أن لا يتحول التعايش إلى وضع أكثر صعوبة وخطورة مما نحن فيه.

إلغاء حظر التجوال وفتح الطرق والمطارات الداخلية والسماح بالتنقل لا يعني بالمرة اختفاء كورونا، وليس دليلا على أن الوباء وصل مرحلة الانحسار، بقدر ما هو بديل اتخذته دول قبل موريتانيا حين يعم الوباء مختلف الأرجاء بمسماها الإداري وتقسيمتها الجهوية.

لو قلنا جدلا أن الوباء عم كل مقاطعات نواكشوط، فإنه لم يعم كل بيوت نواكشوط،  هناك قرى في الأرياف لم يدخلها الوباء ودخل ولاياتها، وهي بحاجة لأن تظل نقية ناجية، وبها  شيوخ وعجائز نحن بحاجة لهم ولدعائهم، ولا داعي لأن نزورهم،  ونحن محل شبهة اصابة، وهم ليسوا بالقوة الكافية للصمود في وجه خنق "كوفيد19".

بفتح الطرق والسماح بالتنقل لم نحصل على ضمان سحري للحيلولة دون حوادث سير مميتة ونحن ندري خطورتها التي ربما تفوق خطورة كورونا.

حين تعتزمون الخروج باتجاه الأهل تذكروا جيدا أن الدافع ذاته يشد المئات  فلا تحرموا أنفسكم وغيركم من لقاء الأهل وتجلبوا لهم الأحزان بمجرد تسرع أو تصرف انتم في غنى عنه.

حين يكتب لنا أن نسافر رفقة آخرين عبر محطات النقل الخصوصي نكن حذرين أشد الحذر حتى لا ننقل لهم العدوى أو ننقلها عنهم، فمجرد رفع الحظر لم يرفع كورونا بل هيئنا له الأرضية للانتشار إذا لم نلتزم بأشد درجات الحذر.

لا أريد القول أن القرار كان انتحارا، بل نحن بحاجة  لمزيد من التحرك لأجل العيش وسلاسة التنقل وحركية الاقتصاد، الإغلاق ما هو الا أحد وسائل الوقاية، والوسيلة الأنجع هي الوعي والحذر،   وأخذ كامل الحيطة.

حفظ الله موريتانيا.

9. يوليو 2020 - 18:33

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا