أنهت اللجنة الوزارية كافة الإجراءات الاحترازية المتبعة منذ مايقارب أربعة شهور من الزمن 'وبدا سكان العاصمة يتوافدون على وكالات النقل كل ينشد وجهته وعادت المدينة إلى صخبها الليلى ففتحت المحلات التجارية أبوابها ليلا والفنادق والمنتزهات وتخيل للبعض أنه بمجرد انتهاء الحظر يزول الخطر٠
والشيء الذى يجب أن يدركه كل شخص أن الوباء مازال بين ظهراننا واننا مازلنا مطالبون بأخذ الحيطة والحذر 'ولنتزم بالاجراءات من تباعد وغسل الايدى وارتداء الكمامات ونتوكل على الله 'فليس الأخذ بالاسباب منافيا للتوكل 'فقد أمر الله مريم بأن تهز جذع النخلة طلبا للرزق رغم أنها فى حال من العناء والتعب لاتسمح لها بأن تهز جذع نخلة نظرا لما أصابها من ألم المخاض ٠
ولايخف على الجميع إننا مجتمع قل ما يلتزم بسلوك ما أخرى إذا كان من محض إرادته 'فلابد من أن يعي كل شخص انه بحماية نفسه والاخرين يكون قد أدى واجبا شرعيا قبل أن يكون واجبا وطنيا 'فماذا عليك فعله ايها المواطن مابعد رفع الحظر؟وماهي أبرز المسلكيات التى يجب تفاديها؟
ايها المواطن ليس برفع الحظر وفتح المدن تتتهى المحنة 'نعم دخلنا مرحلة التعايش مع الفيروس فبات لزاما علينا التكيف مع هذا الواقع ولكن كيف نتكيف معه ؟هل هو بإطلاق العنان لأنفسنا دون قيد أو شرط؟ أو هو تكيف يقتضى الأخذ باجراءات من نوع خاص؟
إن احترام تلك الإجراءات التى أوصى بها القائمون على الشأن الصحى واجب على كل فرد والتي تتلخص في تجنب الازدحام داخل الأماكن العمومية ومراعاة المسافة بين الأشخاص كلها أمور من بين أمور أخرى تحد بإذن الله من احتمالية العدوى ٠
إضافة إلى ذلك تجنب العناق والمصافحة لاسيما أن أغلب سكان المدن سيتوجهون إلى الأرياف والقرى من أجل الاصطياف والتمتع باحواء الكيطنه وأجواء الخريف "فليع هؤلاء ما يترتب على ذلك من مخاطر خاصة أنهم قادمون على فضاء مفتوح ومجتمع أكثر انفتاحا من مجتمع المدينة 'كما أن على أصحاب وكالات النقل التقيد بالقواعد الصحية الموصى بها من طرف السلطة ٠
ولاتقل حفلات الزفاف والمواسم الثقافية هى الأخرى اقل خطرا من الازدحام في السيارات فليس هذا أوان تلك المسلكيات لأن المصلحة تقتضى الحذر والصبر حتى يأتي الفرج 'فقد تنقلب هذه الافراح إلى اتراح لا قدر الله فى حالة ما إذا عادت حليمة إلى عادتها القديمة ماقبل انتشار الوباء ٠
وانتم ياايمة تذكروا أن الله استرعاكم على تلك المساجد فالتزموا بالاجراءات والزموا المصلين بذلك لعل في ذلك وسيلة لمحاصرة انتشار العدوى بين المصلين ٠
وقريبا سيعود التلاميذ إلى فصولهم فتعج سيارات الأجرة بالركاب ويزدحم التلاميذ داخل الفصول مما يوجب اتخاذ الآيات والوسائل الكفيلة بضمان سير العمل داخل الفصول دون أن ينعكس ذلك على صحة التلاميذ أو على مستواهم المعرفى ٠
واذا تضافرت جهود الجميع حكومة وشعبا فإننا سنضمن خروجا امنا من الحظر أما إذا تخاذلنا ومشى كل منا حسب هواه وحسب ما تمليه مصلحته الخاصة فقد نشهد لا قدر الله مرحلة من انتشار الوباء أخطر من ذى قبل ٠
اما رسالتى الى نخبنا السياسية فتتلخص فى مايلى
1 أن عليهم مساعدة المواطن الضعيف المطحون فقد لوحظ ضعف أداء للأحزاب السياسية خلال فترة الحظر وليدرك هاؤلاء أنه بقدر ما تعطى تعطى 'وان المناسبات السياسية موعد لن يخلفوه بينهم وبين المواطن ولاسبيل للوصول للسلطة أو المشاركة فيها إلا من خلال الجماهير وكما يقول المثل *سهمك من كبشك فوك دبشك * فبكلوغرامات من المواد الغذائيه وببرميل ماء وبلتر من الزيت تكسب ود شخص وتساهم فى بناء وطنك ومجتمعك ففى سبيل الاوطان تهون المصائب ٠
2ان عليهم أن يساهموا فى حملات التحسيس حول مخاطر الوباء ومخاطر عدم الالتزام بسبل الوقاية ٠
3 الحد من التجمعات السياسية التى كثيرا ما تحدث دون اتخاذ أبسط وسائل الوقاية ٠
حفظكم الله وحفظ بلدنا ومجتمعنا