مجرد  رأي ‘’حول إصلاح التعليم الأساسي’’/  أحمد عبد السلام

لو طلب مني رأي حول إصلاح التعليم الأساسي ،  لكان أول  ما يخطر ببالي  نوعان من ألإجراءات: إجراءات استعجالية  ينبغي البدء في إنجازها و إكمالها في فترة قصيرة و إجراءات يحتاج تنفيذها إلى فترة أطول :

أولا :  الإجراءات  الاستعجالية

ينبغي البدء بتنفيذ الإجراءات التالية في أسرع  وقت ممكن  و إكمال إنجازها  في  ظرف لا يتعدى  سنتين و ترسيخ الممارسات الإيجابية التي تحملها. و ستمكن هذه الإجراءات من تحضير الأرضية المناسبة التي بدونها  من الصعب  تطبيق  أي إصلاح على أرض الواقع :

تشكيل خلية على المستوى المركزي، تعمل مع كافة الإدارات،  بما فيها إدارة التخطيط و ألتعاون،   تكلف بالاستشراف و تقويم أداء القطاع  و  تقديم الرأي حول سيره. و ينبغي أن تضم بعض الأطر التربويين و الفنيين من الوزارة و أشخاص مصادر من مختلف التخصصات ذات الصلة بمهامها. تعد هذه الخلية كل ستة أشهر تقريرا حول وضعية القطاع توجهه إلى الوزير الوصي.

تفعيل الخريطة المدرسية و تجميع  المدارس الموجودة  في حيز جغرافي واحد ( 3 كلم أو أقل). و سيمكن هذا التجميع من ترشيد استخدام المدرسين و ضمان الاستمرارية التربوية و تحسين الأداء بفعل وجود مجموعة من المعلمين في مكان واحد يتقاسمون معلوماتهم ويتبادلون تجاربهم المهنية.

إعداد و  استخدام جذاذة مواصفات كل بنية من هيكلة القطاع Fiche de poste  تحدد ، بالإضافة إلى مهامها ، العدد الذي تحتاجه  من الموظفين و العمال و علاقتها بالبنيات الأخرى  و مواصفات الموظفين  و المسؤولين و تحديد علاقات العمل ،  وذلك لتفادي تداخل المهام و لترشيد المصادر البشرية و اختيار الكفاءات المناسبة  في الوظيفة  المناسبة  لسد الباب أمام  التحويلات و التعيينات الفوضوية.

تحديد عدد المدرسين الذين تحتاجهم المدارس حسب البنية التربوية و انتقاء مديري المدارس   على أساس معايير موضوعية.

تحويل المعلمين إلى المدارس حسب  الحاجة  التي تمليها  البنية التربوية  و عدم تفريغهم  أو تحويلهم  إلى  المفتشيات  و الإدارات  دون حاجة مهنية  ملحة.

توزيع المفتشين بين  المقاطعات و الدوائر توزيعا معلقنا يراعي الحاجة في الكم و الإنصاف في الكيف و تفعيل المتابعة عن قرب و رد الاعتبار لتقارير التفتيش و تزويد المفتشين بالوسائل الضرورية التي تمكنهم من أداء  مهامهم

تفعيل مصلحة الإنعاش التربوي على المستويين المركزي و الجهوي و ذلك لإنعاش الساحة التربوية بأنشطة موازية للدراسة تساعد في الرفع من مستوى أداء المدرسين و من تحسين مستوى تحصيل التلاميذ.

 

إعداد دفتر التزامات  لكل من المعلم  و مدير المدرسة والمستشار التربوي و  مفتش الدائرة و مفتش المقاطعة و المدير الجهوي و وضع آلية  لمتابعتهم على أن  يتم  تكوينهم  على التسيير وفق النتائج La Gestion Axée sur les Résultats (La GAR)

إلزام  المسؤول الأول عن كل  حلقة من حلقات الإدارة  التربوية ( مدير المدرسة و مفتش الدائرة و مفتش المقاطعة و المدير الجهوي للتعليم الأساسي ) بإعداد تقارير فصلية و إحالتها إلى مسؤوله  المباشر، على أن تركز هذه التقارير على المعطيات المتعلقة بالبنية التربوية و أعداد التلاميذ و البنى التحتية و مستوى التحصيل و المعوقات و الحلول التي تم اعتمادها لمواجهتها و أهم  المشاكل التي  ما زالت قائمة. و سيمكن استغلال حصيلة  هذه  التقارير المستوى المركزي  من إعداد تقرير سنوي  يوزع على جميع الشركاء  و من تصور خطط عمل سنوية  و استراتيجيات للمستقبل .

رفع مستوى التحفيز بالنسبة للمعلمين و مديري المدارس  و المستشارين التربويين و المفتشين و زيادة منح  التلاميذ المعلمين.

اكتتاب ما يفي بحاجة مدارس تكوين المعلمين من المكونين طبقا للمواصفات المحددة في مرجع كفاءاتهم و إخضاعهم لتكوين أولي متخصص في المدرسة العليا للتعليم،  يهيئهم  لمزاولة مهامهم.

التطبيق الصارم  لمبدإ  المكافأة و العقوبة  و محاربة التغيب و التسيب .

وضع خطة لخصخصة الكتاب المدرسي و ذلك لضمان جودته عن طريق فتح تأليفه أمام المنافسة.

ثانيا : الإجراءات  التي  يكتمل إنجازها خلال  أربع  سنوات

يتم البدء في إنجاز هذه الإجراءات بالتوازي مع الإجراءات السابقة:

تنظيم  تقويم  للمدارس الأساسية العمومية و الخصوصية يتناول جميع جوانب التحصيل بمكوناته المختلفة و العوامل المؤثرة فيه. و يهدف هذا التقويم  إلى اكتشاف  مميزات المدرسة الأساسية الوطنية الراهنة و تحديد نقاط قوتها  و نقاط ضعفها  و العوامل المسببة  لبعض الاختلالات  الإدارية و التربوية  الملاحظة. و سيساهم تحليل نتائج هذا التقويم في توضيح الرؤية حول ما ينبغي أن يكون عليه أي إصلاح مستقبلي.

تشكيل لجنة من الخبراء التربويين و الفنيين يعهد إليها باقتراح تصور لإصلاح تربوي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية و الحضارية للبلد  و ضرورة الانفتاح على العالم و حاجات التنمية و ألإمكانيات المتاحة، على أن يتم عرض هذا التصور على مختلف الفاعلين خلال أيام  تشاورية،   و ذلك  لإثرائه و اقتراح  اعتماده.

بعد المصادقة على قانون الإصلاح ، يبدأ العمل في إعداد البرامج و الكتب و إخضاعها   للتجريب .

إعادة هيكلة مدارس تكوين المعلمين حتى تستجيب لمتطلبات الإصلاح، على أن يتم في هذا الصدد:

تقليص مدة   التكوين إلى سنتين

إعداد مخطط  تكويني يركز على التمهين و يتم تناول  الجانب الأكاديمي فقط من خلاله .

تدعيم قدرات مدارس التطبيق

زيادة مستوى تحفيز المكونين و معلمي التطبيق

توفير إطار للتشاور بين مدارس تكوين المعلمين و ذلك لتوحيد ما أمكن من أساليب التكوين مع مراعاة خصوصية كل مدرسة.

إنشاء خلية للبحث التربوي و إنتاج مراجع و أدوات التكوين في مدارس تكوين المعلمين.

ولا شك أن الوضعية  التي يعيشها اليوم نظامنا  التعليمي و الإجراءات التي يتطلبها إصلاحه  تحتاج، بالإضافة إلى الإرادة  السياسية  القوية  التي أعلنت عنها السلطات العليا للبلد ،   تكاتف جهود  إدارات  مركزية  و جهوية  تتسم بالجدية  و الفعالية،  لها  قناعة راسخة  بضرورة  إصلاح  القطاع  و  بأهمية  التشاور و التنسيق و مدرسين و طواقم  تأطير مخلصين لمهنتهم واعين  لأهمية  دورهم في هذا ألإصلاح . و سيشكل  دعم السلطات الجهوية  و المحلية و المنتخبين و التعاطي الإيجابي من طرف الآباء مع كل إجراءات  الإصلاح الرافعة  الصلبة التي ستمكن القائمين على نظامنا  التربوي من تطويره و تحسين أدائه سبيلا إلى الولوج  بوطننا  الحبيب  إلى مصاف الدول المتقدمة.

وفق الله الجميع و حفظ موريتانيا

12. يوليو 2020 - 16:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا