عقد زواج منتهي الصلاحية!
لا يمكن التطرق لموضوع الانفصال العاطفي بين الزوجين بسهولة في مجتمع متحفظ مثل المجتمع الموريتاني، الذي يتدخل تقريبا في كل صغيرة و كبيرة تخص الأسرة، خشية أن يحدث الطلاق الرسمي بين الزوجين الذي لا شك سيتضرر منه أحدهما أو كلاهما، مما ينعكس سلبا على الأطفال إن وجدوا.
لا يوجد وجه واحد للطلاق كما يتصور البعض بل هنالك طلاق عاطفي يهدد استقرار الحياة الزوجية إلى أبعد الحدود، بل من المستحيل أن يتعايش الطرفان به دون ضرر نفسي فتاك.
و يتمثل الطلاق العاطفي هذا في صور كثيرة تعصف بالطرفين خلال مراحله السلبية مع استمرار المساكنة.
و يبرز الطلاق العاطي في هجر أحد الزوجين أو كلاهما للآخر سواء كان هجرا في العلاقة العاطفية أو هجرا في المحادثة و فقدان المودة و السكن النفسي مع قيام الزوج بالحقوق المادية الأخرى كالنفقة و تأمين السكن بحيث تظهر للناس استقامة العلاقة الزوجية، في حين يعبر الواقع عن عكس ذلك.
و يمكن التعبير عنه على أنه تمثيلية متواصلة يقوم بها الأزواج أمام الناس فقط للإدعاء بأنهم عائلة سعيدة، لكن في خلوتهما يسدلان الستار عن آخر مشهد و يعودان لأرض الواقع.
في هذه الحالة لا يكون هناك طلاق فعلي بل يبقى عقد الزواج ساريا بين الطرفين على شرط أن يعيش كل واحد منهما حياته بمعزل عن الآخر،
و من الصعب أن يلجأ الزوجان لمثل هذا القرار إلا لأسباب عديدة كالحفاظ على الأولاد و رضى الأهل أو تجنبا لردود فعل المجتمع، و قد يكون الأمر بسبب تمسك أحد أطراف العلاقة بالطرف الآخر ربما بسبب الأنانية و النرجسية المفرطة دون مراعاة مشاعر الشريك رغم معرفته بالعواقب.