نقاط رئيسية لإصلاح جاد للتعليم / محمد المصطفى ولد مني

فى اطار الحراك المستمر الذى دائمات مايثار قبل افتتاح كل سنة دراسية عن واقع التعليم و السبل المثلى   لجعله يواكب العصر وتطلعات المرجوة منه  فإنه لا مفر من الإقتداء بدول قطعت اشواطا كبيرة فى جودة التعليم و مخرجاته كمالزيا  و سنغافورا وجنوب افريقيا و اثيوبيا  و روندا الخارجة لتوها من الصراعات و الحروب و الأهلية دول انفقت مبالغة كبيرة من ميزانياتها السنوية لهذ القطاع فأعطى النتائج المرجوة منه ومنحها  صيتا حسنا بين  الأمم ومكانة رفيعة فى محيطها الاقليمى وذالك بفضل السياسات الرشيدة لحكومات هذه الدول .

اليوم نرجوا جميعا  و نأمل من الرئيس المنتخب محمد الشيخ الغزوانى ان يجسد برنامجه الإصلاحى لقطاع التعليم فى النقاط التالية :

1) اعادة الإعتبار المادي للمعلم فالإهتمام بالعلم لا يتم الا بتقدير حملته وسدنته  و ذالك بإعادة النظر عاجلا قبل الإفتتاح المقبل  فى الفتاة و الصدقة التى تمنح له شهريا على انها راتب أو أجر مقابلة الخدمة النبيلة التى يقدم  فالمدرس عموما حتى يكون قادرا على النهوض بأعباء حياته اليومية او جزء يسير منها لا يعقل من باب الإنصاف و الحقيقة  ان يتقاضى  مئة ألف أوقية فى احسن حالاته و ننتظر منه ان يتفنا فى العمل  و تعليم وتربية الأجيال ونحن جميعا نعى تماما ان الحياة اليومية تتطلب  تماليف لامفر من ابسطها ان يكون لك  ( وسيلة نقل او رصيد مالى للحركة  -  السكن لائق - غذاء صحى  - فواتير الماء - و الكرباء -  هندام لائق يجلب لك  القبول و الإحترام  ) بإغلاق القوس هنا  نكون قد اسقطنا من الحاجيات الأخرى ما الله اعلم به   لنكتفى بهذه النقاط فهل تكفيها مئة ألف اوقية  لستمرار العطاء المنشود منا  و انتم على دراية  واطلاع كبير بالأسعار و الأرتفاع الصاروخي لها  ؟

2) رفع قيمة العلاوات التى يتقاضاها المعلم و الأستاذ  وجعلها ثابة على كشف الراتب ... فمن المذل المخجل  ماتقوم به وزارة التعليم الآن حيث تستمر جميع علاوات العاملين فى الوزارة طيلة السنة فى نفس الوقت يتم قطع العلاوات الزهيدة للمدرسين طيلة ثلاثة اشهر وهذه لعمرى إهانة  لاتحدث عالميا  إلا فى موريتانيا و لا تتم فى أي قطاع سوى قطاع التعليم و لا فى أي موظف  سوى المدرس . مع  مطلب رئيسي آخر يتمثل فى ضبط التقدمات دون تأخر ووضع جدول ثابت للتكوين المستمر  حيث لايمكن تماما اصلاح القطاع بلي العنق وغض الطرف عن مطالب أهله و القائمين عليه  

3)  تقليص الإكتظاظ فى الفصول و ذالك بتوسيع البنية التحتية حتى يتم رفع  من مردود العملية التربوية برمتها وتقديم الدروس بشكل مريح ، فتقليص اعداد التلاميذ يمكنهم من طرح استفساراتهم بسهولة كما يمكن الأستاذ من الرد عليها دون ضياع للوقت 

4) توفير الكتاب المدرسي بجميع المواد  لكافة التلاميذ ، مع تزويد المدارس بوسائل التوصيل و الإيضاح .

5) اعادة الإعتبار للغة الأم حيث يضبط التلميذ من المعارف و المهارات  كما اشارت وأكدت مختلف الدراسات العلمية الحديثة بلغته ما لا يمكنه فعله مع اي لغة اخرى ،  فعقدة النقص و الخجل من لغة الأم آن لنا ان نتجاوزها فى الإصلاح الجديد فاللغة الفرنسية لعلم المعجبين بها ليست متقدمة فهي ثامنة عالميا  كما ان  جميع الدول  فى عصرنا ماضية فى التقدم بلغتها الأم (اليابان باليبانية و الصين بالمندرية و تركيا بالتركية و اسبانيا بالإسبانية و ألمانيا بالألمانية و اسرائيل بالعبرية و ايران بالفارسية  ، استعينوا بالله وترفعوا قليلا عن هبات الفرنسيين و عطاياهم تمتلكوا حرية القرار ) .

5)  فرض زين موحد للتلاميذ تجنبا للفوارق المادية بين الأسر و التى تخطف غالبا  تركيز و نتباه التلميذ للدروس و الشرح و تزرع فى بعضهم  الإنطواء  و الخجل نتيجة تباهى بعضهم على بعضهم فى الهندام  على أن  يوكون الزي متوفرا قبل الإفتتاح  و بأسعار رمزية فى متناول جميع الأسر الفقيرة . وبذالك ينصرف انتباه جميع التلاميذ لحركة الطبشور و المسطرة فقط ، و لا ضير فى اشراك الطاقم التربوي فى الزي الموحد كذالك ، لكنها للتلاميذ و أسرهم الفقيرة اكثر إلحاحا و تأكيدا . تحديد الزي ليس مكلفا فتحديد نوعيته ستمكن التجار من التسابق لتوفره او صناعته محليا و هو ما سيخلق فرصا جديدة  للكثير من الشباب  العاطلين عن العمل  و بهذا المسلك  تكون الدولة ضربت عصفورين بحجر واحد وفرت عمالة جديدة و وحدت الزي  المدرسي رحمة بالتلاميذ و الأسر .

6) فرض رقابة صارمة على الإمتحانات و محاربة الغش و الإختلاس ووضع جوائزة سنوية للمتميزين فى جميع المسابقات الوطنية 

7) محاربة الفساد المعشعش فى الوزارة  منذو سنين طويلة و الذى يعتبر حجر عثرة كأداء  اما اي  رئيس و اي وزير جاد فى تغيير اوضاع االعاملين فى القطاع و اصلاحه بنيويا  حيث يدفع هؤلاء دائما الى الورشات و الأيام التربوية و الشعارات الجوفاء دون الإنتباه للوضع المزرى للمدرس و البنية المتهالكة هدفهم فقط  هو تقاسم تلك المبالغ المرصودة للتك الأيام و العمل على  تمديدها قدر الإمكان  .

ننتهى الى القول بأن التعليم سيظل مهما تغيرت الظروف الإقتصادية و الأنظمة الحاكمه  فى نفق مظلمع عاتم   مالم تكن هناك ارادة  صادقة  من وطنيين غيورين على مصلحة ابنائهم جادين كل الجد فى الدفع بهذه النقاط و تجسدها على ارض الواقع مع امكانية اضافة ما ينفع الناس و يمكث فى الأرض   .

 

13. يوليو 2020 - 18:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا