من الطبيعي أن الهدوء والانسجام مطلبان يتوق لهما الفرد وتنتظم تحتهما كل المكونات خصوصا إذا كانا عفويان وناجمان عن عدل ومساواة عمت البلاد والعباد فلا أحد ينكر ذالك أويشكك فيه أما إذا كانا بدافع آخر يتسم بمواصفات تجانف الذوق العام وتثير الريبة بل وتخدش في براءة الأشخاص وصدق نياتهم أحيانا ،فذالك عين الخديعة فهل لنا أن نتخيل أن أخوين شقيقين في هذا العصر لهما نفس التوجه ونفس الطرح فكيف بنا أن نتخيل دولة بدون معارضة في ظل مناخ ديمقراطي جلي ؟! أهي درجة من النضج وصلنا إليها؟ أم هو مستوى من الزهد في التموقع السياسي؟أم أننا مغلوبين على أمرنا؟ لا يمكن أن نقول بفكرة المآمرة أبدا! مادامت نخبنا السياسية أبناء بررة لهذا الوطن و عودونا على التضحية في سبيله بالغالي والنفيس!!،إذن ماهو الإشكال؟
تعتبر المعارضة ظاهرة صحية في النظم الدمقراطية تتناسب مع حجم الحريات المتاحة وتشكل آراؤها مجتمعة ترجمة لوجهة نظر الرأي العامة ونبض الشارع حول الاوضاع العامة للبلد ،وعندما تكون أصوات المعارضة مبحوحة فلا بد أن هنالك سببا ما أدى إلى ذالك، فتراجع دور المعارضة في التوجيه والتنوير حول القضايا المطروحة فمعرفة السبب وراء ذالك معينة على إكتشاف الدواء؟!
إننا ونحن نساير الوضع السياسي الراهن نتطلع لجملة من الاصلاحات تتطلبها المرحلة وتوافق هوى في نفس كل مواطن غيور على هذا البلد تواق لوصوله للأهداف السامية التي رسمها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواي وهاهو سائرفي سبيل تحقيقها مع أن الوقت مازال مبكرا.
هل أن المعارضة في لحظة غفلة استعملت وجبة كثيرة الدسم والتوابل أوكثيرة الملح أدت إلى عدم تمكنها من الكلام ؟!
أم أن سوء التغذية أجهدها فلم تعد تستطيع الكلام ولا حتى التعبير عن أحاسيسها،أم أن الأمر يختلف عن ذالك فهو مجرد انسجام وتوافق في الطرح مع الأغلبية ،أرجو أن يكون هذا الطرح الأخير صائبا،ولكن: إذا إعتبرناه صائبا، لماذا لم تقف المعارضة مع الحكومة بشكل صريح في حربها ضد الفساد والمفسدين؟!
أسئلة من ضمن أخرى أود الإجابة عليها من طرف أصحاب الفقه السياسي المتمكنين حتى يتسنى لنا الحكم على الظاهرة، سامحوني إن كانت التساؤلات محرجة ،فأنا تعودت الصراحة خصوصا إذا تعلق الأمر بمحبة هذا الوطن والغيرة عليه.
إخوتنا الأحبة إن الوطن للجميع ويتسع للجميع لذا يتحتم على الكل أن يضحي من أجله حتى يثبت حقا مواطنته وصدق انتمائه لهذه الأرض المعطاءة.
أخي السياسي إذا كنت تمارس السياسة كترف فكري فنحن نمارسها كضرورة وكأسلوب يوصل للعيش الكريم بهناء وهدوء وسلام.