يعتقد نيتشه أن طالب الحقيقة لا يكفيه أن يكون مخلصا، بل عليه أن يترصد إخلاصه ويقف موقف المشكك بعيدا عن الغرور والتزلف..
ونعتقد أنه بات من المتاح أن نقف على بعض الانجازات التي أنجبتها سنة من عمل حكومة "تعهداتي" ، ولعل أول تلك المنجزات تكريس مبدأ فصل السلطات لتضطلع كل سلطة بدورها وتكون أمام مسؤوليتها التاريخية، يرفعها التاريخ بعد ذلك أو يخفضها .. فلا يمكن للوطن أن تبذل فيه جهود الجميع ويستأثر به في النهاية شخص واحد ، حينها لم يعد وطنا بل أصبح خريبة منزوعة الأبواب يتبول على جدرانها كل معتوه ..!
رغم أن جائحة كورونا نقَّصت على العالم بأسره وأسقطت كل أولوياته وأجبرته على التفرغ لمواجهتها ، إلا أن ذلك لم يربك عمل الحكومة وواصلت بكل جهد تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، واستطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة والمليئة بالتحديات الجسام تنفيذ السلسلة من البرامج والمشاريع الهامة وجاءت الخطة الوطنية لمواجهة جائحة كورونا بحزمة من الإجراءات الاجتماعية شملت تخفيض أسعار المواد الأساسية ، وتقديم الدعم لآلاف الأسر ، والإعفاء الضريبي، وتحمل فواتير الماء والكهرباء عن الفقراء ، وتوزيع السلال الغذائية والمساعدات النقدية وغير ذلك من الإجراءات السريعة والفعالة.. كما تم إطلاق المرحلة الأولى من برنامج أولوياتي والتي وصلت تكلفتها أكثر من 41 مليار أوقية مخصصة لجملة من المشاريع الحيوية وموجهة بالأساس نحو المناطق الهشة سواء في العاصمة أو المناطق الداخلية ..وباشرت الحكومة إطلاق الحملة الزراعية بإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية ، حيث سيتخطى الاستصلاح الفلاحي أكثر من 5 آلاف هكتار سنويا لأول مرة في تاريخ البلاد ، وقد أكد معالي الوزير الأول المهندس : إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا في أكثر من مرة أن البلاد ستكون أكثر قدرة على تحقيق اكتفاء ذاتي في قطاعات الاقتصاد الفعلي المتمثل في الزراعة ؛و الصيد البحري ؛ والثروة الحيوانية؛ وأطلق في وقت مبكر برنامج رعوي تضمن سلسلة من الإجراءات من ضمنها توفير الأعلاف بكميات كبيرة وأسعار مخفضة وتوسيع خريطة توزيعها لتشمل البلديات ؛ فضلا عن حفر العديد من الآبار في مناطق الانتجاع ، وأثمرت هذه الجهود نتائج رائعة قللت من حدة تأثير فصل الصيف وعوامل الجفاف على قطاع الثروة الحيوانية .
كما تم في وقت قياسي إنشاء مندوبية تآزر المنوطة بتنفيذ البرامج الاجتماعية لصالح الفئات الأكثر غبنا وهشاشة ، وقد أنجزت هذه الهيئة الوليدة عملا جبارا خلال المواجهة مع جائحة كورونا ، ويمكن القول دون شطط ولا تزييف أن السنة الأولى من مأمورية فخامة رئيس الجمهورية كشفت النقاب عن ملامح عهد جديد يمكن إجمالها في النقاط التالية :
- الحرص على المتابعة الدقيقة للعمل الحكومي وتوجيهه لخدمة المواطنين في كل مكان من الوطن ؛
ـ فرض الأمن والاستقرار وحماية الحوزة الترابية ونشر السكنية ؛
- عدم المساومة أو المجاملة في محاربة الفساد وفق مقاربة جديدة تعتمد مزامنة التسيير والتفتيش ؛
- الاهتمام بقطاعات الاقتصاد الفعلي (الزراعة ؛ الصيد البحري ؛ الثروة الحيوانية ، البنية التحتية )؛
ـ إعادة تأهيل القطاعات الخدمية (التعليم ، الصحة ، الثقافة والإعلام )
- مواصلة العمل بكل جهد ومثابرة من أجل إنجاز برنامج تعهداتي ؛
وعموما يمكن القول إنه خلال سنة من عمر "تعهداتي" تم وضع قواعد الانطلاق نحو المستقبل الآمن ، المستقل الذي يعلي قيم الجمهورية ، وتعزيز وتكريس الحكامة الرشيدة في ظل جو تطبعه الديمقراطية والتشاور في هدوء دون صراخ ولا ضجيج ، وقاعدة ذلك أن عمل الحكومة موجه لخدمة المواطن وليس للتباهي السياسي .