حل اغسطس وما ادراك ما اغسطس؟انه شهر سيظل محفورا فى قلوب واذهان كل موريتاني وموريتانية ففيه تمت الإطاحة بالرئيس الأسبق معاوية ول سيد احمد ول الطايع وفيه اطيح بسيدى ول الشيخ عبدالله وفيه تسلم الرئيس محمد ول الشيخ الغزوانى الحكم 'يبدو أن شهر أغسطس شهر مليئ بالاحداث التي تشكل منعطفات تاريخية حاسمة في مسيرة هذا البلد٠
حكم السيد الرئيس البلاد بعد تنصيبه فى أغسطس فتطل علينا هذه الذكرى فتطرح العديد من الأسئلة أبرزها ماالذى تحقق بعد سنة من حكمه واين برنامج تعهداتى ؟
لاشك أن الرئيس ورث تركة ثقيلة ميزانية مفلسة ومثقلة بالديون ونخبة سياسية متنافرة فى قطيعة تامة بين النظام والمعارضة وبطالة مستشرية ومنظومة صحية وتعليمية ليست بالجيدة ولا بالاحسن حالا من القطاعات الأخرى في شتى الميادين ٠
فعلى المستوى الاجتماعي امتعل الصراع بين فئات واعراق المجتمع فعزفوا على لحن العنصرية والجهوية والقبلية المقيت وكثرت الملاسنات عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمنابر الأخرى ٠
ووسط هذا الجو المغلق حكم الرئيس ول الشيخ الغزوانى و استبشر الجميع خيرا وامل التغيير فى شتى المجالات الصحة والتعليم والمصالحة الوطنية 'حيث يسعى الجميع لمكافحة الغبن والتهميش وترسيخ العدالة الاجتماعية 'والوحدة الوطنية ٠
ومع وصول الرئيس إلى السلطة حصل إجماع وطنى بين النخب السياسية حيث التقى باغلب رؤساء الأحزاب السياسية وشاركوا معه جنبا إلى جنب فى بعض المهرجانات الوطنية كمهرجان المدن التاريخية وذكرى عيد الاستقلال'الى جانب هذا الانفراج السياسي أطلقت وزارة التشغيل برنامج مشروعى لدعم الشباب إلى جانب شراكة مع اتحاد أرباب العمل بموجبه يوفر الاخير ستة آلاف فرصة عمل للشباب العاطلين'ثم أن الدولة أنشأت وكالة تازر لدعم الأسر الفقيرة ولمكافحة مخلفات الاسترقاق و الغبن والتهميش والاقصاء ٠
وفي مجال التعليم اشرف الرئيس على الافتتاح المدرسى ووعد بتحسين أوضاع المدرسين ويخلق مدرسة جمهورية وتم الفصل بين التعليم الثانوي والاساسى ٠
هذه بعض المشاريع التي أعلن عنها إلى جانب إقامة بعض المحاور الطرقية فى العاصمة وانعقدت بعض القمم كقمة دول الساحل التي حضرها الرئيس الفرنسي إضافة إلى مؤتمر العلماء فى العالم الإسلامي الذى انعقد في انواكشوط كما شارك الرئيس فى قمم واجتماعات أخرى ٠
وعلى مستوى تفعيل المؤسسات التشريعية شكلت لجنة للتحقيق في البرلمان تحقق فى فساد العشرية استدعت شخصيات من رموز العشرية الماضية وعرضت تقريرها على البرلمان وإحالته إلى القضاء -وهي التى مازلنا نعيش تداعيات أحداثها حتى اللحظة -وتم تحريك ملف ديون الشيخ الرضى٠
لكن البلاد كانت على غير موعد كباقى دول العالم وبدون سابق انذار كانت على موعد مع انتشار جائحة كرونا(كوفيد19)الذى أرهب العالم واخافه وأصابه فى المقتل حيث أغلقت الحدود البرية والبحرية والجوية واوصدت الأسواق وتوقفت حركة الاقتصاد وفرض الحظر وألزم الناس بالحجر الضحى وتوقفت الحياة عن الحركة 'فماذا عسى موريتانيا أن تفعل؟فهي ليست بدعا ولانشازامن باقى من باقي دول المعمورة فسخرت طاقاتها للتصدى الوباء فجهزت المستشفيات بأجهزة الفحص وأجهزة التنفس الصناعي وجندت الأجهزة الأمنية لتطبيق الحظر ؛وهكذا بات العالم شبه مدينة مهجوزة خلت من الحركة والنشاط الا من حركة خجولة فى بعض المؤسسات والمحال التجارية الضرورية وأغلقت المؤسسات التربوية؛وهكذا وفى ظل هذا الوضع وجدت السلطات نفسها أمام واقع صعب 'مواطنون يبحثون عن التغيير والإصلاح والتنميةوظروف صحية صعبة فباتت السلطات بين مطرقة المطالب الشعبية المشروعة وسندان الوضع العالمى المعقد بسبب الوباء النستفحل٠
وفي خرجات إعلامية للرئيس كان كل مرة يطمئن المواطنيين بأن الوضع تحت السيطرة واعدا إياهم بتقديم بعض الدعم وهو ماتم بالفعل رغم النواقص الملاحظة والأهم من ذلك هو أن الرئيس وعد بمحاسبة المسؤولين عن الفساد وبعدم التساهل مع هؤلاء ٠
وقد باتت مسألة الفساد تؤرق المواطن الموريتانى الغيور على وطنه خاصة بعد كشف بعض الملفات من طرف لجنة التحقيق البرلمانية هذا فضلا عن ملف البنك المركزي والاعتداء على ملفات الميزانية العامة للدولة والمحكمة العليا -والتى شغلت الشارع الموريتانى فى الأسابيع الماضية _ فصار المواطن يتطلع إلى معاقبة المسؤولين والضالعين فى هذه القضايا وارجاع ممتلكات الدولة المنهوبة ٠
وتزامنا مع عيد الشغيلة الوطنية تجددت المطالب بتحسين أوضاع العمال المادية والمعنوية وتوفير لهم خدمات السكن والصحه والضمان الاجتماعي والصحي ,_تجدر الإشارة إلى أن هذه المطالب تجددت عبر مسيرات افتراضية بسبب انتشار الوباء_
وضمن برنامج تعهداتى المشار إليه سلفا وعدت الدولة بإصلاح التعليم 'فشرعت الوزارتين بإعداد ورشات لإصلاح التعليم ولضمان عودة ناجحة إلى المؤسسات التربوية بعد توقف استمر لزهاء خمسة أشهر 'غير أن المدرس وهو المحرك الأساسي لم يلق حتى الآن العنايه التى يبحث عنها من زيادة في الراتب والتكوين المستمر وتصحيح المناهج والبطاقة المهنية التي تحفظ له كرامته كباقى عمال الدولة 'اضافة إلى حل قضية مقدمى خدمة التعليم وهو ما جعل هؤلاء المدرسين يجددون مطالبهم خاصة أنهم لم يحظوا بلفتة خلال جائحة كرونا والتى اثرت عليهم كما أثرت على الجميع ٠
سنة مرت هذا أبرز ما طبعها فماذا تحقق? وماهي أبرز المطالب, الملحة التي على الدولة القيام بها هل هى تحسين أوضاع العمال خاصة عمال التعليم والصحة ؟ام محاسبة أولائك المتلاعبين بأموال الشعب ؟ام انه لابد من إصلاح شامل يطال جميع قطاعات الدولة يستهدف غربلة حقيقية واستنطاق مكامن الخلل والكشف عنها ليبن الإصلاح على دعائم صلبة تضمن البناء والقطيعة مع مسلكيات الماضي ولاشك أن الرئيس الجديد يعى ذلك ويدرك المسؤولية الملقاة عليه وفق الله البلاد للسداد والصلاح'ومااريد الا الاصلاح فهذه سبيلى وذاك مقصدى٠