ينتظر اليوم كافة الموريتانيين على احر من الجمر ما ستسفر عنه المحاكمات القادمة لأباطرة الفساد والنهب ، و يعلقون آمالا كبرى و جسيمة على تلك الجلسات التى ستمنح بلا شك القضاء و البرلمان و السلطة التنفيذية صورة جميلة ناصعة فى ذهن المواطن طال ما أفتقدها وهو يرى المفسدين من مختلف القطاعات يجرون الى القضاء بسبب سوء ما اقترفت يداهم دون تمييز فى الون والعرق .
وفى هذا الصدد أثمن ماتم حتى الآن ، و أبين فى عجالة على ان النظام الحالى عليه ان يواصل حياده التام و سيكسب رصيدا اضافيا فى حالة ما اذا أكمل الملف طريقه بسلام ، دون اي اعاقة كما سيظل هذا الإنجاز و الرصيد مفخرة لنظام محمد الشيخ الغزوانى و يحسب له لا عليه ليس فقط خلال مأموريته هذه ، بل على مر السنين و الأيام كسنة حسنة فى تأدية الأمانة و متابعة أكلت المال العام وسيكون له أجرها و أجر من عمل بها الى يوم القيامة وتتمثل تلك النقاط الهامة ما يلى :
1) - أن محاسبة حيتان عشرية الفساد والنهب التى رفعت نسبة الفقر الى 90% و البطالة الى اكثر من 60% أصبحت اليوم عامل وحدة بين جميع مكونات النسيجى الإجتماعى و نظرا لأهمية الملف وحساسيته فقد حظي بمساندة و متابعة و عناية كبيرة من الرأي العام الوطنى منذو بداية الملف وحتى وصوله للنيابة العامة و بالتالى فإن التفريط النظام فى قضية وصلت بحمد الله لهذه المرحلة يعد تفريطا فى عامل من عوامل الوحدة يظل مستبعدا .
2) - النقطة الإيجابية الأخرى هي أن تحقيق البرلماني هذا أحيا من جديد وبقوة الدور البرلمانى المعطل منذو مدة طويلة و الذى لايقتصر على التشريع فقط وهز الرؤوس لكل مشروع تقدمه السلطة التنفيذية ، و انما كذالك مرقابة اداء الحكومة و مساءلتها امام البرلمان ثم محاسبتها و بصرامة ان اقتضى الأمر ذالك ، وهو ما وحد لأول مرة التيارات السياسية أمام مرأى و مسمع من الجميع فأصبحت القضايا الوطنية الكبرى فوق كل خلاف و بات الجميع مجمع على ضرورة محاسبة أكلت المال الحرام ، فرتحنا جميعا اننا امام نظام و مسؤول وجاد يعمل بصمت.
3)- النقطة الإجابية الثالثة ان الصرامة فى سير الملف و استداع المفسدين اظهر الوجوه الحقيقية للنخبة فى البلاد من خلال مواقفهم حول الملفات الكبرى .
كما قسم رموز العشرية السوداء الى فسطاطين فسطاط اعترف بالذنب وعظمته وهوله و ساهم و لو بعد فواة الأوان فى التوبة عن ما مضى و التكفير عن ذالك بإذكاء الرأي العام ومناصرته نحو التشبث بالملف مظهرا ما استطاع حجم السرقة و التحايل و المشاريع الوهمية التى لم يرى لها اثر على ارض الواقع ، اما الفسطاط الثانى من رموز العشرية فهم مابين مصاب بالدهشة فى الوضع الصامت و مصاب بالهلوسة يلقى الكلام على عواهنه متحدثا عن ضرورة احياء قيم الأخوة و التسامح و الصفح هدفه من ذالك كله ان يغمط الحق كما هو دأبه و تضيع حقوق البلاد و العباد المنهوبة ، فيهمز ويلمز فى الإخوان على انهم وراء كل شاردة وواردة .
4) ابقاء فرضية ايجابية تتمثل فى ان مؤشر النمو الاقتصادى قد يقفز بسرعة مذهلة قبل نهاية السنة المنصرمة اذا نجح القضاء فى مصادرة الأموال التى نهبها هؤلاء وهي تقدر كما اظهر التحقيق البرلمانى الأخير و الذى يوجد الأنا بحوزة القضاء ما يناهز 500 مليار اوقية و هو يعنى بعبارة مبسطة أن ماتنفقه الدولة سنويا على جميع القطاعات الحكومية من استثمارات ورواتب و معاشات للعمال موجود فى جيوب و ارصدة أفراد قلة كانوا يوما ما مسؤولين .
يمكن من خلال هذا المبلغ الضخم توفير بينية تعليمية مكتملة لأجيال المستقبل ،او تجهيز نقاط ومراكز صحية تفتقر الآن الى ابسط المستلزمات الضرورية كما يمكن ان نحقق بهذا الرقم المنهوب نهضة زراعية فريدة من نوعها فى المنطقة تؤمن الحاجيات الضرورية من الغذاء و تضمن التصدير و الإدخار الآمن .
شكرا للسلطة التنفيذية على الحياد شكرا للبرلمان وو فق الله القضاء و اعانه على اثلاج صدور الضعفاء و اعلاء كلمة الحق الله .
