واجبنا دعم التصحيح!!؟ / التراد سيدي

هناك بوادر لتوجهات جديدة في الإتجاه الصحيح لنظام الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني يقتضي الواجب - للوطنيين - عدم التردد أو التهاون في دعمها وتوفير شروط نجاحها لأن الحاجة لتصحيح سياسة تسيير الشأن العام ملحة بشكل مفرط و قد طال انتظارها . لقد كنت متحفظا ولا أزال إتجاه اعتبار بعض الانفتاح السياسي الذي أبداه فخامة الرئيس غزواني منذ مجيئه تغييرا معتبرا في السياسة رغم اتفاقي مع الجميع على أهمية إنهاء أو تخفيف الأنسداد الذي كان سائدا وخلق أجواء تسمح بشيء من الإشتراك في التعاطي في الشأن العام لكنني لم أعتبر ذلك دليلا كافيا على ولادة سياسة جديدة وبرنامج متكامل لأنها لم تكن من الوضوح والقطعية والعمق بحيث ترقى إلى المستوى الذي وضعها فيه بعض السياسيين وكنت أوضحت في مقال سابق مصداقية رأيي هذا عندما انتقدت احتفالية الإتحاد من أجل الجمهورية في ندوته يوم ١ أغسطس ورأيت أنه لم يكن لها ما يبررها وإني أخاف أن تكون جزءا من سلوك كان متبعا وأصبح غير مناسب لكنني بتزامن حدثين أعقبا هذا التاريخ هما بدء التعامل القضائي مع نتائج تحقيق البرلمان وفي نفس الوقت تعيين شاب لا يعرف عنه سابق تلوث بالفساد وأجوائه هذين الحدثين شكلا ملمحا ركز في ذهني إمكانية وجود شيء جديد يستحق التوقف عنده إذا كانت الخطوتان تتجهان نحو الحد من الفساد أو محاولة القضاء عليه فإنهما في الاتجاه الصحيح الذي تنتظره البلاد بفارغ الصبر وينتظره الوطنيون. إن مكافحة الفساد من المهام المركزية التي لن يستطيع البلد قطع خطوة تذكر والفساد بالحالة التي تسود. لقد ادعت الأنظمة التي سبقت هذا النظام تبنيها لسياسات تصحيحية وبحت حناجر كثيرة بشعارات تمجيد تلك الأنظمة التي ادعت انتهاجها لتلك السياسات التي يتطلبها الواقع منذ الأستقلال دون أن تشهد تجسيدا حقيقيا على أرض الواقع ورغم بعض الإرهاصات الواعدة بتوجه أقرب إلى المعقول في تسيير مرحلة المغفور له المختار بن داداه فأنه بعد تلك المرحلة ظهر شكل من الفوضى وسوء التسيير الذي بلغ أحيانا درجات غير مسبوقة من السفه و التلاعب بالمقدرات وأشكالا من التبذير والاستهتار الفج بالقواعد والقوانين والقيم المتعارف عليها. لقد ضاع من الثروة الوطنية في الأربعين سنة الأخيرة أحجاما فلكية من مختلف مصادرها معدنية سمكية وحيوانية ومن رساميل محولة منح وقروض كل هذه الثروات ذهبت دون أن تترك أثرا في الواقع الذي ظل متخلفا كما كان ضاعت وتبخرت ولم يبقى مما يدل عليها إلا الديون وخدمتها من القروض التي ترزح البلاد تحت ثقلها وتشكل عبئا على من يريد تطويرا أو إنجازا الآن. هذا الواقع المَرَضِي نعتبر بدأ علاجه نقطة البداية لتصليح المسار وتصحيح السياسات وعلاج الأمراض الرئيسية والإختلالات وفتح طريق التقدم والتطور ومعالجة مختلف نواقص الواقع فعلاج الفساد لايمكن أن يكون هناك شيء أكثر أهمية ولا إلحاحا منه ويتوقف على النجاح فيه مستقبل البلد وسلامته. إن بدأ خطوات التحقيق في ملفات الفساد وتعيين وزير أول من خارج محيط الفاسدين يشكلان أكبر أدلة بدئ الرئيس سلوك هذا الطريق الجديد الذي لن يكون سهلا ولن يكون مفروشا بالورود لكنه الطريق الوحيد الذي يناسب من يريد مصالح شعبه وأمن بلاده وسلامتها وعافيتها مهما كانت التضحيات وأنواع الصعوبات فهذه الطريق رغم تعقيداتها لانجد طريقا سواها ويجب أن نضمن جميعا نجاح سلوكها والسير فيها إلى بر الأمان -إن شاء الله- وسنقف مع كل جماهير الشعب الغفيرة وقواه الحية لدعم هذا التوجه المبارك ومؤازرة هذه السياسات التي ذرفت أقلامنا مطالبة بتبنيها وبحت حناجرنا صراخا من أجلها فلنكن جميعا يدا واحدة وفكرا واحدا وصوتا واحدا بلا قيد أو شرط ودون مطالب أو حاجات خاصة...فقط مع الإصلاح مع التقدم لانطلب ثمنا غير صلاح البلد ورضى الضمير و لاننتظر غير إخراج البلاد من أتون وضع مهلك هي الآن تقبع داخله وإنها فرصة للذين من عادتهم أن يعطوا للوطن دون انتظار أثمان عطاءاتهم وتضحياتهم إنها فرصتهم لدعم هذا التوجه بلا تحفظ بعيدا عن المجاملة عن التملق بعيدا عن المساومات والتذبذب. إننا ندعم التوجه للتصحيح ونرفض التحريض على التصرفات المتهورة غير الحكيمة وغير العادلة ندعم تصحيحا وتصليحها لا يهدف لغير الحق والعدل لا يستهدف أحدا بعينه ولا فئة محددة لا ينتقم لا يتحامل ولا يمالئ !!!؟ هذه الجماهير الغفيرة متعطشة لعلاج مشاكلها اليومية مع نقص الغذاء والماء ومع مشاكل الصحة والتعليم جاهزة لتعبئتها لدعم نهج سياسات جديدة تخلو من النفاق ومن الزبونية والجهوية والقبلية و الشرائحية و التمصلح المستشري فلا يمكنها بعد الآن التعايش مع الفساد وتوابعه!! هذه السياسات التي نقترح لا تتضمن التطبيل ولا التملق أو انتظار أثمان غير معنوية إن الواجب يفرض دعم الحق والأستقامة وتصحيح السياسات وإذا قرر الرئيس مثل هذه السياسة فإن الفاسدين وهم كثر سيقاومون لأنهم مستهدفون في مصالحهم فإننا لن نقول للرئيس ماقالت بنو إسرائيل لنبيهم ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) بل إننا قائلون لكم السيد الرئيس نحن والجماهير الغفيرة معكم سائرون مناضلون معكم صامدون حتى إنجاز المهام أو يقضي الله أمرا كان مفعولا!!!؟؟؟

 

10. أغسطس 2020 - 10:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا