منـدوبيـة تآزر: لا هيءٌ ولا جيءٌ / سيد أحمد أعمر محّم

الهيءُ: الطعام

الجيءُ: الشراب

أي بمعنى لا منفعة ولا فائدة.

وقد تلقفت كغيري من مواطني البلد، وبمزيد سرور وغبطة، خبر الإعلان عن إنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) والتي تسعى إلى *تحقيق الحماية الاجتماعية واستئصال كافة أشكال التفاوت وتعزيز الانسجام الوطني وتنسيق كافة التدخلات في المناطق المستهدفة (*بحسب المرسوم الرئاسي المنشئ لهذه المؤسسة).

وتهدف المندوبية إلى تنفيذ برنامج طموح للترقية الاقتصادية والاجتماعية لصالح الفئات التي عانت من عدم المساواة والتهميش وذلك عبر تعزيز أدوات الإنتاج وتطوير القدرة الشرائية لدى الفقراء وتمكينهم من النفاذ إلى خدمات التعليم والصحة والماء الصالح للشرب والسكن اللائق والطاقة، وذلك بتخصيص غلاف مالي قدره 40 مليار أوقية كميزانية سنوية لمدة خمس سنوات (بحسب المرسوم السابق).

ما حصيلة ما يقرب من سنة من العمل؟

تقريبا، وبدون محاولة إعطاء جواب شامل، يستطيع المراقب المتعجل القول إن المندوبية لسانٌ من رُطب ويد من خشب!

اقترحت على المندوبية وعبر صفحتها على الفيسبوك، وفي عديد المرات، الاستماع إلى المسئولين المحليين من عمد وممثلي الشعب ومسئولي الجهات حتى تعرف المشاكل الآنية للمجموعات المحلية والمقاطعية وحتى الولائية وتكوين تصور شامل لمشاريعها ومختلف تدخلاتها عبر برامجها المختلفة.

في نفس الوقت الذي يصر السيد المندوب العام، وباستماتة وبدواع غير مبررة، على رفض لقاء المنتخبين والاستماع لهم (لديّ برهان موثق على تجاهله الاستجابة لطلب لقاء بعض العمد والنواب)، تفتقت عبقرية المندوبية عن عمل جبار وهو القيام بإرسال بعثات إلى مختلف ولايات الوطن للوقوف على مشاكل كل قرية أو تجمع قروي من 50 مسكنا فما فوق.

ولكي أضع القارئ الكريم في تصور لهذا الإحصاء العبثي-والذي من فوائده العاجلة والمباشرة تحمل المندوبية أعباء وأتعاب البعثات والتي ستأتي على قدر معتبر من ميزانية المندوبية لهذا العام- أسوق المثال التالي:

في بلدية كلير على سبيل المثال لا الحصر (تتبع مع سبع أخوات عجاف أخريات لمقاطعة باركيول، ولاية لعصابة) هناك بحسب المعيار ما يقرب من 11 تجمعا قرويا ستزورهم البعثة وتتعرف على مشاكلهم الكثيرة في التهميش والفقر والعزلة والمياه والتعليم. ولكن ما العمل الفوري الذي ستقوم به المندوبية لحل المشاكل العويصة المطروحة في الأحد عشر تجمعا المزورة؟

بحسب تقديري: لا يعدو الأمر عبثية أخرى غير مجدية وغير مفيدة (ألا أحطب الفايته إل قلبه كبظت زادت).

فبدل تحديد أولويات والقيام بإنجازات فورية في التعليم والمياه ومكافحة الفقر وبرعاية وتقدير السلطة البلدية  التي تعرف هذه الأولويات، تنجرف المندوبية في بحث طويل وغير مفيد ولا يترتب عليه تدابير ذات أهمية. فمن لم يستطع القيام بأمر واحد على مستوى بلدية كاملة لن يستطيع أن يحل مشاكل كثيرة في 11 تجمعا قرويا؟

 

 

14. أغسطس 2020 - 8:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا