المنقبين عن الذهب مجاهر تفرغ زينة - فوضي وظلم المواطنين / البشير ولد بيا ولد سليمان

"حفل ليلي " قرب شركة تازيازت الذهب ، كل ليلة  من التاسعة مساءا الي الخامسة صباحا، يتحول مجهر تفرغ زينة المحاذي لشباك الشركة الي ورشة عمل ليلي ,  انارة, اضاءات ومئات السيارات، واتصالات من كبار الشخصيات ,  حفر آبار و استخراج الذهب بالكميات ، مولدات كهرباء , عمال حركة و نشاط ومع طلوع الفجر، يتحرك الكل الي مدينة  الشامي حيث الطواحين و كسارات الحجارة واستخراج الذهب بالكميات.

منجم يسيح فيه " بعض الناس " ليلا , عمليات لا يليق تسميتها بالنهب و السرقة لأنها تتم علي مرأى و مسمع و حضور لفرقة الدرك المتواجدة عند مدخل شركة تازيازت , وفي الصباح يخط افراد الدرك للمنقب بئره ليبدأ العمل فيه ليلا , المنطقة كان يحفر فيها من قبل وطرد المنقبون منها , ليتفاجؤوا بإعادة فتحها ليلا و توزيعها علي بعض الخواص.

شيء جميل ان تسهر فرقة الدرك علي أمن المواطنين و مصالحهم وتفادي الخصومات و المشاجرات بين المواطنين علي أبار الحفر , لكن ان يخصص مجهر تفرغ زينة و مجهر عزرائيل " سمي كذلك لسقوطه في السابق علي ثلاثين شخص فماتوا " ، ان يخصص هذان المجهران الغنيان بالذهب للتجار وذوي النفوذ واصحاب الوساطات و يمنع علي بقية المواطنين فذاك أمر غير مقبول و غير لائق

فإما أن الحفر في منطقة تفرغ زينه قرب الشركة مسموح به ، فليسمح به للجميع دون تمييز و ليفتح امام كل المواطنين ليس ليلا فحسب انما علي السلطات ممثلة في فرقة الدرك ان يسمحوا للمواطنين بالحفر والعمل في النهار ، فلماذا الليل فقط ؟ وهكذا يوفروا فرصة اكبر للمواطنين ويمكنوهم من استخراج اكبر كمية ممكنة من الذهب , قبل ان تسلم المنطقة لتازيازت الثانية ( الرخصة الثانية لشركة كينروس ) , وإما أن الحفر في المنطقة ممنوع فليكن ممنوعا علي الجميع . .

الارض بها خيرات و ذهب كثير ويسع الجميع وقد أكدت الدراسات و الخبراء وجود المعادن و خاصة الذهب بكميات كبيرة أشار الي ذلك كذلك  منذ مئات السنين الولي الصالح الشيخ محمد المامي يقول :

لرض امن المعادن حطر                لوكانت رات ادوارن

نتفو  زغبتها   ما تبر             من طول اجرب فيها حارن

وزارة المعادن و التراخيص المعدنية ، مبالغ ضخمة حصدتها الوزارة من المواطنين  30مليون اوقية عن كل رخصة معالجة لتربة مخلفات التعدين و مليونين و خمس مائة الف اوقية عن رخصة تنقيب 2 كلم مربع , مئات الرخص سددت للوزارة وحتي الان الوزارة هي المستفيد الوحيد و المواطنين لا شيئ والخدمات المقدمة لهم متواضعة جدا

فعلي شركة الدولة الجديدة شركة المعادن تنظيم القطاع ، وخاصة التنقيب التقليدي و فتح الاراضي غير الممنوعة للمنقبين  و السماح لهم باستخدام الحفارات و الاليات الكبيرة لاستخراج ما امكن من الذهب و الاستفادة من خيرات البلاد حتي يدخل الذهب كل البيوت ويعم الخير و يصبح الموريتانيون من اغنياء العالم , فالأرض معطاء و الله رب كريم .

الشباك في مدينة الشامي خطوة تنظيمية جيدة  , مئات الطواحين و الكسارات ورشة عمل و حركة حولت مدينة الشامي الي أقوي مدينة اقتصادية في البلد و لكنها تفتقر لخدمات الكهرباء و الماء و مهددة بزحف الرمال الذي طال كذلك  جدار كتيبة المدفعية المتواجدة في المدينة فلو عمل القائمين عليها مزرعة او تشجير موازي للجدار لكان أفضل وانجع للحد من زحف الرمال من جهة و من جهة لادخال ثقافة التشجير و الاخضرار لأهل المدينة .

عود علي بدأ و مسالة حفر الآبار و التنقيب في تفرغ زينة ، فاذا كان الامر مرخصا فهو حق للجميع ,فليس منطقيا ان تظل مجاهر عزرائيل و اكرافية محتكرة ومرخصة فقط لأشخاص دون غيرهم , فالكل ابناء موريتانيا والجميع تحت سقف واحد وراية واحدة و منطقة الشامي و لا منطقة تفرغ زينة ليست دولة في دولة , والسلطات تحمي الجميع و تسهر علي مصالح الكل , ترخص لكل المواطنين بالحفر في هذه المنطقة او تلك او تمنعهم جميعا ، و اذا سمحت في هذا المكان او ذاك ليلا و فتحت المنطقة  كما يحصل الان فينبغي ان تفتح للجميع , والا يكون ظلم وقهر ,والظلم ظلمات ونتائجه وخيمة .

والدولة لم تعد دولة اشخاص و أسر و قبيلة و اقطاع في الاراضي و أرض الذهب و مجاهر تازيازت و تفرغ زينة و عزرائيل و اكرافية، و غيرها كلها ملك للدولة , تعطيها بحق و تمنعها بحق ، فالدولة اصبحت دولة قانون و مؤسسات و دولة جيش مسؤول نزيه و قوي ولا يرضي ان يمارس الظلم من اي قطاع كان علي أي كان من المواطنين فيحرموا من الاستفادة من ذهب تازيازت و مجاهر تفرغ زينة و يطردوا ليستفيد منها قلة من خواص و تجار البلد ، مهزلة و فوضي  لن تدوم و مؤسسة الجيش الراعي الأول للبلد لن تقبل بذلك.

 

 

16. أغسطس 2020 - 11:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا