نترنح ولاندرى هل على حطام القبائل نستند؟ أم على ضريح الديمقراطية نتأوه ؟
هذه هى موريتانيا أطفال بلا مدارس بلا برامج تربوية بلا أهداف بلا مستشفيات بلا إنعاش.. من سيرمم ؟
قل إنك لا تدرى .. أو قل إنك تدرى ثم أفصح ..وعندها ستقول قادنا الرئيس السابق تحت عنوان محاربة الفساد فصدقنا وتهافتنا
- إما ركضا على حطام قبائل ماكان لها يوما أي دور فى تنمية ما تزال تترنح - أروني مثلا عملا إبداعيا تم بمحض دعم قبيلة !!
أروني قبيلة تلم شمل كل منتسبيها اقتصاديا وعلميا ..قديما كان يقال تقاس القبيلة بمستوى حمايتها ل "زربتها "فهل هى اليوم كذلك ؟ لوكان الأمر كذلك لما نزح البعض يتخبط بحثا عن نظام الديوانية الذى يتبناه الاسلام دون أن يصل إليه لأن هذا النظام لايجوز بمقتضاه الخروج أو القطيعة على أو مع المجموعة الكلية ..
أي أنه عندما ما تكون ممارسة السلطة بطريقة تشاركية فعلية ' ونختار القبيلة كمرجع لهذا التشارك يلزم أن تكون القبيلة (حامية الحمى ) وهذا لم يعد موجودا لأن القبيلة من هذه الناحية اختلت فاعليتها حين فقدت القبيلة "زربتها" مما ينفى عنها القدرة على أن تكون وسيطا بين الشعب والدولة -إن جاز التعبير - ومن هنا فإن تبني التشارك بواسطة القبيلة له من السلبيات ما يكفى فهو :
يعكر عمل الاحزاب السياسية
يخل بالهدف الرئيس من الاحزاب الذي هو تأطير المواطنين والمساهمة فى رفع الوعي المدني
ينهك هيبة الدولة ويخل بمدنيتها
يخدم الانفجارات الامنية كلما كانت هناك مغاضبة (انقلاب 8 يونيو مثلا)
فلا يمكن انطلاقا من كل ماتقدم أن يكون التشارك القبلى وصنوه الجهوى أو الشرائحى أداة للتشارك.
إنه رسم على الماء كما أثبتت تجاربنا المنكوبة.
- وإما تغنيا وترنما على ضريح ديمقراطية يأبى سدنتها أن تهاجر إلى غيرهم .. هجرة شرعية أو غير شرعية ..لا يريدون أن تكون لغيرهم سطوة على شؤونه ..هكذا أرادوها شموعا لا تخفت على بلدانهم لكنها ضريح عند غيرهم يتأوهون عليه متى وكيف أرادوا.
لبثنا دهرا نصارع الخوف لأن قادتنا صنعوه ..نداءات الذعر لاتنقطع هذا من شريحة كذا وغيره من تلك ! لا حديث عن التعليم ولا عن الصحة ولا عن البطالة تم اختزال كل الهموم فى مسألة (الوحدة ) إلى أن "آلت بنا الأحوال آخر لحظة إلى كلمات ما لهن حروف " ثم " حصحص الحق "ورفض بعض الأطراف المشاركة فى التحقيق البرلماني مصرحا أنه كان يتشاور مع أكبر المعنيين به وبدا واضحا أننا مغيبون ..فإلى متى نظل نترنح ؟
ما الجديد ؟
إن انتخابنا للرئيس ولد الغزوانى وما لحقه من تداعيات أثبت مايلي:
-انهيار الولاءات القرابية وعدم قدرتها على حماية من كانو ! - وهم فى الأعلى- ولم يكونو ! وهم فى منازلهم ..وتلك" عبرة لأولي الالباب".
-عجز من جعلو من الديمقراطية ضريحا يصدحون بتمجيده ويمنعون الوارثين من أن تكون لهم بركة هذا الضريح أو القدرة على الاستفادة منه بعد رحيلهم.
لامناص إذا من أمرين :
الأول عدم انعاش جذوة القبيلة وعدم اخضاعها للمعايير الحزبية والتخلي وبشكل قاطع عن أسلوب الهدايا الشخصية للاقارب والمحبين بالحقائب ذات العلاقة بالشأن العام فلا بد من منحها على أساساس ميزة سياسية (عنوان) أو مؤهلات علمية تمكن المواطنين من تفهم منح الثقة لهذا الشخص دون سواه. غير ذلك نوع من التربح بواسطة المسؤولية قد يكون موضوع نزال عند الأجيال القادمة.
- الثانى العض بالنواجذ على ماتحقق من مكتسبات ديمقرطية وجعلها فى خدمة التنمية لأن لا ديمقراطية بدون تنمية ولاتنمية بدون عدالة .. عندئذ يبقى إصلاح القضاء أهم شرط لجلب المستثمرين وضمان أملاكهم .. ولا تنهض الدول إلا بجلب الاستثمار ' ماعدا ذلك تبقى الديمقراطية مجرد ضريح نذكره لجلب المنافع بشكل اسطوري ..نحافظ على ذكره تيامنا وتأسيا بمن يعتبرون الديمقراطية أبا لهم دون سواهم .
ولكى ننهض بما تحقق لا مناص من الابتعاد عن أي شكل من أشكال المحاصصة لأنها أصغر من كل وحدات القياس! إنها العدم ..
وإذا أردنا أن نجرب هذا الميزانالميزان فحصة مدينة( كن كوصة) مثلا قد لا تكون بالضرورة كحصة مدينة ( جگني) فالميزان هو أساس بقائنا على هذه الأرض (وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانْ أَنْ لاَ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانْ ) صدق الله العظيم.