قضية فلسطين أم قضايانا و مأساتنا الغائرة جِرَاحُهَا في أجسادنا التي تُنْكَؤُ في كل يوم وتأبى الإندمال إنها القضية التي حفرت في قلوب العرب والمسلمين وفي قلوب حاملي أفكار الحرية والعدل في المجتمع الإنساني أخدود ذكريات ألم مستديم نال منه حسن البنا وجمال عبد الناصر وصدام حسين و أحمد ياسين والرانكيسي و ياسر عرفات وأبو علي مصطفى و عماد مغنية وشرب من كأس أخدود هذا الألم ابْيَارْ كامو وسارتر ونيلسون مانديلا واتْشِيكِفَارَا واتْشَافَيْزْ وشَيْخُ تُورَى واكْوَامِنِي انكْرُومَا !! في سبيل فلسطين قدم جيلنا والأجيال التي سبقته سيلا عَرَمْرَمَا من الشهداء قدمنا الألوف والألوف والألوف ولم نتعب ولم نمل من تقديم كل ما جادت به أرحام ماجدات الأمة الولودات. نعيش التضحية في سبيل فلسطين ونعتبرها قدرا محببا يجسد رمزية وجودنا وسر أمل أمتنا في النهوض والانبعاث وحمل لواء الإنسانية في رحلة تحقيق الإنسان لإنسانيته بإنهاء الظلم والاستغلال والاستعباد. لم تغب فلسطين يوما عن ناظرنا شبابا كنا ورجالا وكهولا دوما نعيش ذكراها ننتظر خلاصها الذي هو خلاصنا وتحريرها ولعبها لدورها العظيم داخل أمتها... لا نمل الإنتظار وكل يوم يزيدنا ثقة بقرب الخلاص، نرى خيوط الفجر من دياجير ليلنا الأَلْيَلِي كل هذا وتقولون تخلو أو تخليتم عن فلسطين من نحن الذين نتخلى عن فلسطين لن نتخلى عن فلسطين قبل عودة ما سبقنا من رجالنا الأبات من أبطالنا الشهداء عندما يعود كمال عدوان وأبو يوسف النجار وكمال ناصر و أبو علي مصطفى والرانكيسي وأبو جهاد وياسر عرفات و عماد مغنية هؤلاء ومن سبقهم ورافقهم وخلفهم وضعوا لنا ميثاقا لايمكننا تبديله أو تغييره فلسطين من النهر إلى البحر حق لأهلها و أمتها وسيستخلص الرجال حقهم قريبا قريبا فلا شيء غير الحق واستخلاصه، ولم يضع حق وجد من يتابعه وهذه الأمة كلها ترك لها شهدائها ميثاق تحرير فلسطين دينا في رقبتها ولن يجد أحد منا مبررا لخُلْفِ الوعد الذي قطعناه لمن قدمنا في سبيل الحق و الشرف. إننا غير قادرين على تغيير ما اتفقنا عليه مع أبطالنا الذين قدمنا... فمعهم فقط نستطيع طرح الموضوع وقبل ذلك لا نملك شرعية تركها ولا بيعها نحن و فلسطين مرتبطون برباط لانملك حق فكه حتى يرث الله الأرض ومن عليها وساعتها (سَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونْ)!!!