أفيقوا يرحمكم الله / محفوظ ولد ابراهيم فال

على العقلاء الذين مردوا على موالاة الحكام وداروا مع السلطان حيث دار ولم يدوروا مع الحق حيث دار _ خصوصا أهل العلم والثقافة _ أن يتعظوا وأن يعلموا أنه ليس من الدين ولا من المروءة ولا من العقل أن يكونوا  اليوم كأمس 

وأن لا يستفيدوا من ماضيهم _ لا ماضي غيرهم _ فيصلحون حاضرهم ومستقبلهم 

وأن يعلموا أن الأنظمة والمطامع والمخاوف والمضار والمنافع أعراض حائلة زائلة 

وأن المبادئ والمواقف والأخلاق ثوابت لا يضحى بها وأنها أبراج ثابتة يدور في فلكها الأفراد وليست كرة يضربونها يمنة ويسرة ولابضاعة يعرضونها في سوق نخاسة الطمع خاضعة للعرض والطلب 

أفيقوا يرحمكم الله واعلموا أنه إذا كانت هذه مفاجأة نقلة الأمس القريب 

فما بالكم بمفاجأة الآخرة المنتظرة 
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيآت ما عملوا وحاق بهم ما كانوا يستهزئون ) 
( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ) 

اعتدلوا في موالاتكم واجعلوا مسافتكم من الحكام مسافتهم من العدل والحق والإصلاح 
_كائنا من كانوا _
كونوا معهم ما كانوا مع أمتهم وشعوبهم وعليهم ما كانوا عليها 

كفاكم خذلانا لهذه الأمة المنكوبة فقد مردتم على أن تكونوا معول الحكام الفاسدين الذي به يهدمون وسيفهم الذي به يضربون وأداتهم التي بها يخربون وألسنتهم التي بها الحق بالباطل يلبسون  
فكم بكم ظلموا الناس وكم بكم حرموا الناس وكم بكم حرفوا الحق وحافوا على الخلق 

ثم ها أنتم هؤلاء منهم تفرون وعنهم تهربون

تعلموا من حالكم أن الأيام دِول وأن الزمن قد تسارع وأن ما كان يظهر من عمل الإنسان مما يفضخ بعد عقود أو قرون من موته صار يدركه في حياته ويلاحقة بين عشيرتة وأبنائه معروضا بالصورة والصوت ناطق المشهد والموقف جالبا التحسر غير قابل التنكر فهل من متعظ ؟

لقد  ذم الله المنافقين بعدم تداركهم لماضيهم وملازمتهم لسوءهم فقال :
{ أولا يرون أنهم يفتنون  في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون }

قفوا مع الحق وأعلنوا الاعتذار والتوبة والإقلاع أو استتروا بستر الله ودعوكم من الجرءة والوقاحة وأن تلعنوا اليوم ما كنتم دعاته أمس وأن تقبحوا ما كنتم تحسنون فذاك مزيد من الفضيحة ومجلبة للسخرية

اللهم تب علينا أجمعين وتداركنا أجمعين وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة

18. أغسطس 2020 - 0:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا