كلمة الإصلاح تعلن بسرعة لقرائها الكرام موضوع هذا العنوان لئلا تتعب الأذهان في البحث عن تعريف ما لا يمكن تعريفه إلا في مجلدات ، إلا أن هذا الحدث الجلل الكبير الحجم في السوء الذي صدر من دولة الإمارات العربية من إعلانها التطبيع مع دولة اليهود يستحق حمل هذا العنوان بمفرده لأنه أسوأ عمل يسود به المسلم صحيفته الدنيوية وأٌقرب تهمة لانتظار : (( فأخذه الله نكال الآخرة الأولي إن في ذلك لعبرة لمن يخشي )).
وعلي ضوء ما اختص به هذا الفعل في نظر الإسلام من نبذ أوامره وراء الظهر في الدنيا فإني سوف أذكر المسلم ببعض أوامر الله له في التعامل مع هذا النوع من الإنسان اليهودي خاصة ، وما أعد الله أيضا لهذا النوع من الإنسانية من اللعنة في الدنيا والخزي في الآخرة :
أولا : ترك الله للمسلمين وصفا لليهود ملازما لهم بصيغة تجمعهم كلهم وهي أقبح صفة ثابتة وصف الله بها أمة من الأمم وتعني أنهم مغضوب عليهم من الله دائما في الدنيا والآخرة ، وهذه الصفة أمر الله المسلمين أن يسألوه وجوبا في اليوم 17 مرة أن يجيرهم منها ، وفي نفس الوقت رغبهم في الصلاة غير الفريضة ليتكرر هذا السؤال من المسلمين لربهم للوقاية من هذه الصفة لأنه لا تصح صلاة إلا بالفاتحة التي جعل هذا الطلب جزءا منها ، فجميع المفسرين متفقون أن المغضوب عليهم المذكورين في سورة الفاتحة هم اليهود ، ويقول المفسرون أن سبب خصوصيتهم بملازمة غضب الله عليهم هو الإقرار بمعرفة الحق والتمادي في عدم العمل به ، وليسمع ذلك من يفتي من المسلمين بإباحة التطبيع مع اليهود الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم ، فعندئذ يكون المفتون بالإباحة هم والمفتي لهم المتلبسين بفعل هذا التطبيع معدودين من ضمن من ظاهر اليهود علي إخراج المسلمين من ديارهم كما قال تعالي : (( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )).
فلا شك أن المظاهرة هنا تقال لإظهار التعاون والتضامن مع من أخرج المسلمين من ديارهم ، فمن قام بهذا التعاون ومن أفتي بجوازه فلينتظر غضب الله إتباعا له مع المغضوب عليهم قطعا بنص القرآن نتيجة هذا النص القرآني المذكور أعلاه ، وهذه الصفة التي نهي الله عنها جميع أمة محمد صلي الله عليه وسلم بادئا الآية ب : " إنما " التي للتوكيد وأظهر اسمه ( الله ) جل جلاله الذي لا يشاركه فيه أي مسمي آخر بدلا من ربكم أو ملككم التي يشارك في لفظها أهل الدنيا ، فقال : (( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) ، والظالم سجل له القرآن كثيرا من الوعيد تتفطر الأكباد الدنيوية لسماعه يقول تعالي : (( وتري الظالمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشي وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب )).
ومن خصائص القرآن أن كلماته وأوامره يتخيل لكل سامع أنها نزلت في تلك الواقعة التي بين يديه علي طول تاريخ البشرية ، بمعني أن هذه الآية أعلاه نزلت الآن في تطبيع الإمارات مع إسرائيل ، وقد نزلت في الأعوام الماضية في تطبيع موريتانيا مع إسرائيل ، فألفاظ القرآن في الآية تنطبق علي واقع إسرائيل مع الفلسطينيين فهم قتلوهم وأخرجوهم من ديارهم ، وهذا القتل و هذا الإخراج ما زالا مستمرين ، ولأجل الدين فقط ، ولذا فإن إسرائيل تحاول مع العالم أن يعترف بها كدولة دينية يهودية ، وهذا التصميم من اليهود للاعتراف بهم كدولة يهودية يعد من معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى ولو في الغيب المنتظر ، فحديث النبي صلي الله عليه وسلم أن المسلمين سيقاتلون اليهود حتى تقول الشجرة يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله ، هذا بدأت تتحقق إرهاصاته ، فقبل الآن لم يجتمع اليهود في مكان واحد ليقاتلوا بل كانوا أشتاتا في العالم والآن تجمعوا وسط المسلمين وفوق أرض المسلمين المقدسة ، والآن اسمهم إسرائيل ولكن الحديث فيه : " ستقاتلون اليهود " ولذا هم يفرضون الآن علي العالم أن يعترف بدولتهم كيهود كما أن الحديث فيه أن المقاتل لهم هم المسلمون وليس العرب ، فعلي من طبع معهم من العرب المسلمين أن يخشي أن ينزع الله من قلوبهم عقيدة الإسلام ، وهذا المعني موجود في القرآن فالله يقول لمن ولي دبره للمشركين أثناء القتال أنه باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير يقول تعالي : (( ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلي فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )) مع ظهوره داخل المسلمين ويعمل بعملهم .
ومن هنا أعود إلي العنوان لنعطي ولو قليلا للعنوان بعد الشرح المادي بالفعل السيء الذي فعلت دولة الإمارات المتحدة هذه الأيام :
فتعريف الدنيا المبسط أنها تقال بالنسبة لأمة محمد صلي الله عليه وسلم لتلك الأيام المحدودة بستين أو سبعين عاما التي يعيشها المسلم ليحصي عليه فيها عمله ثم ينتقل إلي موضوع تعريف الآخرة التي يصلها بعد هذا العمر إذا لم يعمل فيه قوله تعالي : (( ومنكم من يتوفي من قبل )) ، وفي هذا العمر المحدود تارة يغنيه الله وتارة يضيق عليه رزقه ولكن قطعا سوف يزول عنه هذين الوصفين عند انتهاء الأجل المحدد.
أما تعريف الآخرة فهي تلك المدة التي لا نهاية لها وإلي الأبد ، والإنسان فيها في نعيم من الله لا نهاية له أو في عذاب منه دائم لا صبر عليه ولكن يقال له : (( اصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون )).
وبناء علي هذه الحقيقة أعلاه فيجب علي كل مسلم أن ينادي بأعلى صوته علي محمد بن زايد ولي عهد الإمارات الآن أولا والمنعي عند موته ثانيا أن يكتفي من ثقل الحمل الذي يحمل من الدنيا إلي الآخرة بإثخانه في القتل أولا في شعب بشار مساندة للثوار وبإثخانه في القتل أخيرا في الثوار مساندة لبشار ، وكذلك إثخانه من قبل في قتل الشعب الليبي مساندة للسيف القاتل للنفس المؤمنة الحرام " حفتر " حتى وجدت قبور ضحاياه وفيها من قتل بالرصاص وهو مكبل بالقيود ، ومع هذا كله نرجو من الله أن يهدي ولي العهد هذا إلي التوبة ويقبلها الله منه كما علق عذاب أصحاب الأخدود علي عدم توبتهم.
وهذا كله قام به ولي العهد المنعي عند الموت بعد أن وضع فوق الشعب المصري تلك الآلة العمياء الصماء المصرية فيتحمل ولي عهد أبو ظبي كل جرائمها من قتل وتشريد لأنه ربما يحميها من المسؤولية الأخروية قلة ما أعطاها الله من العقل ، والشعب المصري نصيبه من الدنيا طغيان حكامه وإتباع أكثر شعبه لذلك الطغيان.
وفي أثناء ذلك حول ولي العهد هذا المنعي عند الموت اسم كل المسلمين إلي اسم " الإخوان " ونذر علي نفسه أن يقضي علي جميع المسلمين في العالم تحت هذا العنوان المحرف لإباحة القتل به.
ومع الأسف تبعه في هذا الفكر المحدود جامع الأموال رئيسنا السابق الذي صحبه أخيرا تحت عنوان " إن الإنسان ليطغي ان رآه استغني " ، ومع الأسف أيضا تعلم صاحبنا هنا في موريتانيا كل من ثقافته الدنيوية وضعها علي مداخيل قلبه لئلا يدخل فيها معني الإيمان حقيقة فذلك يكفيه اللسان ، وأصبح لا ينطق عن أي مسلم لا يرضي عنه إلا باسم " الاخوان " ، وهذا اللفظ لا يخرج من فم صاحبه إلا رجع عليه تهكما وسخرية لفساد مقصد صاحبه بإرادة اللفظ.
ومن المؤسف أيضا أن رئيسنا الحالي الذي نأمل فيه كل خير ولاسيما الخير الذي ينفعه هو غدا وينفع الإسلام اليوم أورثه سلفه علاقة مع ولي العهد المنعي عند الموت لا بد لها من التقية الواضحة وإلا فولي العهد عنده الأموال الطائلة المخصصة لقتل المسلمين أين ما وجدوا تحت اسم " الاخوان ".
والموريتانيون فيهم من يشبه رئيسهم السابق يحبون المال حبا جما حتى تكون عقيدتهم رخيصة عندهم مقابل دراهم معدودة من ذلك المال ، ولذا فإن بيان وزير الخارجية الموريتاني جاء مكتوبا بتلك التقية ، فمحرره كمن يريد أن يحمل مادة نجسة متحفظا من أن تلامس أي شيء منه ، فهو يمد بالمادة لسانه ليقول نحن نثق فيما تفعله الإمارات وكل التأييد جاء علي هذا النمط محول من رضي النفس مباشرة إلي رضي الإمارات لنفسها .
وحسنا فعل صاحب االبيان لأن النجس حذر الله المسلم من قربه له ، فهذا لو كان باسم الشعب الموريتاني وأنه عن رضاه لجاء الشعب كله تقريبا يوم القيامة يطالب بحق الافتيات عليه كما سيجيء يوم القيامة متعلقا برقبة معاوية في علاقته مع إسرائيل باسم الشعب.
وبالمناسبة فعلي رؤسائنا أن يكونوا ملوكا ليفعلوا ما يشاءون في الدنيا أو رؤساء جمهورية فيستفتون الشعب في أمور يتيقنون أن غالبيتهم يكرهها ، ومنها قطعا هذه العلاقة الحالية التي ضربت الشعب الفلسطيني في ظهره ليسقط أمام العدو الإسرائيلي ، ولكنهم القوم الجبارون وقد قرأوا بقلوبهم قوله تعالي : (( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين ءامنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين )).