مقصلة الكبرياء و مشنقة الضمير! / الحسن ولد محمد الشيخ

  كان الوقت أصيلالا حين أشرأبت الأعناق نحو الأفول لمسامرة تلفاز مفقد لشهية المتابعة .. مرمد للعين الثاقبة مزعج للأذن المصغية .. لفرط ما تنوء به من تفاهات و سخافات .

و ذلك لمتابعة جديد السياسة و قياس نسبة الكياسة في شارع لا يكترث كثيرا لصراع الكبار بقدرما ينشغل بجهاده  الأكبر في الكدح من أجل البقاء  .

غاصت الكلمات في بحر لجي من الشائعات و غصت المنابر و الحناجر بعنتريات العاجزين عن تبرير الواقع، و عن تمرير خطابات العهد و الشرف و الوفاء في زمن باتت كل المفاهيم فيه مغشوشة .

  أراد "الزعيم" أن بخرج و يسلك طريقا كان يظنه قد عبده بالمال و القانون و لكن هيهات .. لم يسلكه قبله زعيم عربي أو إفريقي زال سلطانه -مريدا أو مكرها-  إلا تبلل في مستنقعات السياسة الآسنة أو غاص في وحلها العفن .. و رمته بغثها و زبدها ..
لقد تلطخت السمعة و خدش الحياء و كسرت الهيبة ؛  فانكسر الكبرياء و أزفت ساعة الحساب .

  لكن  التجاهل و التمادي ظلا يسيطران على النفس المثقلة بتضخم الأنا؛ لتقود صاحبها نحو مقصلة الكبرياء المعلقة أمام كل بيت موريتاني أصيل .

وغير بعيد من تلك المقصلة توجد مشنقة الضمير تنتظر غائبا فر من كل جسم أتخمته المناصب و المكاسب و الامتيازات . في عشر خلت من النماء و البناء .

ولكن مع هذا كله فقد تعالت الزغاريد هنا للزعيم  الموقوف و لعلع الرصاص هنالك في الشرق للوزير الملهوف ...

و أمام هذه المشاهد الدرامية بت أكاد أسمع ترنيمة مؤازرة لمن غيبهم الحرمان عقودا من الزمن، و أسمع  طقطقة حبات سبحة عتيقة ورثها عمرو عن زيد في جوف صحراء لم تكن تنبت غير الصبر و الزهد و العهد .

و كأن بنان عمرو تلك تناجي بعضها بعضا في صخب لا يخلو من مكر سياسي ممزوج بعهد غير واضح المعنى و وعد مبهم المبنى يقول في حزم نادر :  "بكل خرزة من هذه السبحة سيفتح ملف و بكل شاهد فيها سيغل فحل" .

  مما يؤكد بجلاء أن الأحداث تتجه بجدية تامة نحو التصعيد . و لن ينفع معها تصعير الخد ، و لا  شيطنة بعض الحركات الفكرية في ساحتنا السياسية .

 

19. أغسطس 2020 - 10:15

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا