رسالة إلى من يقرأ أولا...(مقارنة مجحفة) / د.إسلم ولد الطالب أعبيدي

منذ بدأ سجال التطبيع نشرت على صفحتي تدوينة واحدة في الموضوع تتعلق ببيان مجلس الإفتاء الشرعي لأنني لاحظت أن من انتقدوا البيان لم يناقشوه من الناحية العلمية فبينما فضل بعضهم نقاش البيان بطريقة التطاول على شيخنا وإمامنا العلامة المجدد عبد الله بن بيه حفظه الله واستخدموا ما شاء لهم الهوى من مفردات قاموس السباب نأى البعض الآخر بأنفسهم عن منزلق السب ولكنهم وقعوا في خطأ منهجي حين لم يميزوا بين بنية البيان العلمية وبين القرار السياسي السيادي لدولة الإمارت العربية المتحدة. 

وكنقطة نظام دعوت الجميع للتركيز على المحتوى العلمي للبيان وإبداء ملاحظاتهم حتى نستفيد جميعا لأنني على ثقة بأن شيخنا العلامة عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي لا يمسك قلم العلم والفتوى إلا بحقه ولا يكتب إلا ما ترجح لديه دليله وانشرح له صدره بعد نظر فقهي عميق في خطاب التكليف والوضع ومنظومة المصالح والمفاسد والنظر في الواقع و المآلات.

ومن عادتي عندما أكتب أن أترك شوارد النص للمتلقي على قاعدة المتنبي ولكن بعض التدوينات والتعليقات التي يعقد أصحابها مقارنات لا مبرر لها بين الجاليات الموريتانية المحترمة في كل من الإمارات وقطر وتركيا، بناء على تصور فاسد ومعلومات مغلوطة اضطرتني للعودة إلى هذا الموضوع لأضع بعض النقاط على هامات الحروف .

يفترض أصحاب تلك المقارنات السخيفة خصومة لاوجود لها بين الجاليات إلا في أذهانهم هم أو عند مجموعة محددة خرجت وشذت على الجمهور العريض لجاليتنا الموقرة في الدوحة بدفاعها المستميت والمستمر عن سياسات قطر وتركيا الخارجية فلا تخلوا صفحاتهم من الهجوم على خصوم الدولتين الحقيقيين والمتوهمين وهم في ذلك أكثر حماسة من القطريين والأتراك أنفسهم، ولم يتورع أفراد تلك المجموعة الخاصة عن سب الوطن الأم في أول خلاف له مع قطر.!

وهنا أريد من الجميع شهادة للتاريخ هل رأيتم مجموعة من جاليتنا المقيمة في الإمارات العربية تنهج ذلك النهج؟ أو ترضى لنفسها بذلك السلوك مع أن في الإمارات العربية المئات من أبناء هذا الوطن علماء ومفتين وأئمة وباحثين وإعلاميين معززين ومكرمين في هذه الدولة.

ولكن الإقامة في دولة معينة لا تعني الولاء لها على حساب الأوطان .

فلماذا هذه المقارنة؟ المجحفة مع مجموعة وهبت نفسها لتبرير كل ثورات قطر وفتنها وتغذية إعلامها والإساءة على علماء الأمة المعارضين لسياسات قطر حتى وصل الأمر ببعضهم للاحتفاء بدماء من استشهدوا في منابرهم والإساءة ببذيء القول في مناسبة وفي غير مناسبة لأحياء لم يبدلوا وليس لهم من ذنب سوى أن اجتهادهم قادهم لرفض فوضى الربيع العربي والخروج على الحكماء انطلاقا من نصوص شرعية قطعية الدلالة والورود.  

فأين الانصاف يا أصحاب العقول والنهى؟  أوليس القياس مع وجود الفارق الكبير بين اليزيدين (يزيد سليم والأغر ابن حاتم) هو قياس ظالم وجائر؟.

تمنت وذاكم من سفاهة رأيها 

أن اهجوها لما هجتني محارب

فلا وأبيها إنني بأرومتي 

ونفسي عن ذاك المحل لراغب.

نحن أيها الإخوة لسنا من ذلك الصنف فلا ترهقوا أنفسكم كثيرا بمقارنة لا مسوغ لها وقد أخبرتكم سابقا وبكل فخر واعتزاز أنني في هذه الصفة لا أسب عالما مهما كانت ملاحظتي على نظره واجتهاده فليس ذلك لي بخلق وحين أنتقد موقفا معينا له فسأتبع منهج (ما بال أقوام المشروع) إلا إذا اقتضى الموضوع ضرورة ذكر الاسم باحترام وفي جميع الحالات سأختار ألفاظي بعناية فائقة.

كما أكدت في هذه الصفحة أنني لا أدفاع عن قرارات  سياسية وسيادية لدولة أجنبية حربا أو معاهدات مهما كانت درجة احترامي لتلك الدولة، وحين تجدونني أدافع عن قرار سيادي لدولة ما فمعناه أن تلك الدولة هي الوطن الذي آليت على نفسي ألا يكون ولائي لسواه ما حييت واسمه بالخط العريض: (الجمهورية الإسلامية الموريتانية)

وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِــي أَبِـــي

وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِـدا

فلاتظلمونا بمقارناتكم المجحفة.

فلا نحن نرضى لأنفسنا بما رضوه لأنفسهم ولا نحن نصلح لتلك الوظيفة وليس من دأب الإمارات العربية تكوين المجموعات السرية والخلايا النائمة التي تهدد الأوطان.

21. أغسطس 2020 - 21:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا