اليوم لا توجد معارضة، خطاب المعارضة، جاء في برنامج تعهداتي، لذا ذابت المعارضة، أو وجدت في شخص ولد الشيخ الغزواني من يتبنى مطالبها، ومن أبرزها الإنفتاح السياسي، وقد وقع، ثم محاربة الفساد، وقد وقعت، وأول ما وقعت به، إصلاح الموالاة نفسها، وتمثل إصلاحها في إنشاء لجنة التحقيق البرلمانية، من برلمان طالما نادت أغلبيته بتغيير الدستور، والمطالبة بمأمورية ثالثة، نحن اليوم، بإمكاننا أن نفتخر، بالتقاء النقيضين من أجل مصلحة الوطن، ولم يبق إلا المحافظة على هذا المكسب، وسيتعزز أكثر فأكثر، كلما تجسد " تعهداتي " على أرض الواقع، وعليه فإن المعارضة، تذوب أكثر، وتتلاشى، كلما تغلب النظام على المشاكل الجوهرية للمواطن البسيط، خاصة إذا أصبح إنقطاع الكهرباء ،أو المياه من المسائل النادرة في المدن الكبرى، والأرياف، وإذا ما تم التغلب على مشاكل التعليم، وأصبحت المدرسة الجمهورية، جمهورية بما في الكلمة من معنى، ناهيك عن توفير فرص عمل للشباب، وحملة الشهادات خاصة، ووضع العامل البسيط في ظروف إقتصادية جيدة تسمح له أن يؤدي واجبه بكل إخلاص، وأمانة، فليس من المعقول أن يعمل معلم، أو طبيب، أكثر مقابل رواتب أقل، ونطلب منهم تحقيق المعجزات، عكس الوزير، والنائب، وأعضاء المجالس العليا، الذين يعملون أقل، ويحصلون على رواتب أكثر،والطريف أن الوزير الأول السابق اسماعيل ولد بد ولد الشيخ سيديا تفاجأ عند زيارته لثانويات، ومدارس إبتدائية، بعدم توفير الكتاب المدرسي رغم مرور خمسة أشهر على مايسمى بالمدرسة الجمهورية، وأرسل بعثات تفتيش للمعهد التربوي الوطني آنئذن، ولم يسد النقص في الكتاب المدرسي، الشرط الأول لتعليم جيد، وممتاز..
خلاصة القول أن الموالاة في عهد عزيز، ليست هي الموالاة في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تقارب، وإصلاح ،وغيرة، أو توافق مع المعارضة التي لم تكن كذلك أيضا في عهد ولد الغزواني، تعايش، وحضور مناسبات، وتشاور، وتبادل وجهات النظر في القضايا الوطنية وإتفاق مجمع عليه حول محاربة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة،يمكن القول أن التجربة الديمقراطية الموريتانية الحديثة نسبياًّ أضيفت لها جرعة زادت من نضجها، وعطاءها جعلها، من أجود التجارب المدنية في شبه المنطقة...
حاربوا الفساد، تسايرون الركب...