بلاغ للناس..حول المغالاة في المهور والكفاءة الزوجية / د.إسلم ولد الطالب أعبيدي

إن حاجة الرجال للنساء والعكس، هي حاجة فطرية وسنة كونية وقد شرع الله سبحانه لقضاء هذه الحاجة (الزواج)

ويؤسفني أن أقول بأن مجتمعنا غفل كثيرا عن هذه الحقيقة التي تقتضي تيسير هذا الزواج وتسيهله حتى لايكون البديل  مانشاهده جميعا.

ونبينا صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ»

ويقول: «مِنْ يُمْنَ الْمَرْأَةِ تَسْهِيلُ أَمْرِهَا وَقِلَّةُ صَدَاقِهَا».

وبدلا من التأسي بهذا الهدي النبوي الحكيم انحرفت عقلية مجتمعنا بعيدا عن التصور الإسلامي وأدى انحرافها لانحرافنا كشباب وفتيات لأننا أصبحنا بين ضغط مطرقة علقية المجتمع القاسية ومغالاته في المهور وسندان الحاجة الإنسانية وقلة الحيلة والبطالة.

والنتيجة ماتعرفونه لقطاء بالجملة وفضائح ومقاطع غريبة على مجتمعاتنا المحافظة.

والمؤلم في الأمر أن مجتمعنا وبدلا من أن يخصف عليه من ورق الحياء ويتستر بستر الله ويحاسب نفسه ويراجع عقليته؛ بدلا من ذلك يواصل سيره في الطريق الخطأ تباهيا وتفاخرا بالمهور.

فإلى أين نسير؟

ما أثار استغرابي مؤخرا هو وجود هذه الموضة التي لاتمت لتعظيم شعائر الدين بصلة وإن أحسنا الظن بأصحابها بل وقد تؤدي أحيانا إلى فساد الطلاق وحاجة الزوج أو الزوجة أو حد ذويهم للغسل توبة  .

أقصد هنا  تقديم المصحف كجزء من الصداق أو تزيينا له أو تفاؤلا...اللهم أعلم.

المهم أن المصحف سيحضر بينما سيكون السؤال الرئيسي في مجتمع مادي مثل مجتمعنا عن غيره، وهو: (كم أعطاها؟)

وأخشى في غمرة الاحتفالات بالمبلغ الكبير والتلاهي به أن يتعرض المصحف للإهمال والتفريط أو الوضع في مكان غير مناسب.

فإلى أين نسير؟

ومن العوائق التي يضعها مجتمعنا أمام الزواج هو عائق: "#الكفاءة_الزوجية في النسب"

فمجتمعنا مالكي إلا في مسألة الكفاء بالنسب فإمامنا مالك  رحمه الله لم يعتبر النسب وإنما اعتبر الكفاءة في الدين والحال فقط.

 وإن كان للنسب اعتباره في مذاهب أخرى..إلا أن مذهب مالك هو ماذكرت وفي مختصر خليل: ( والكفاءة الدين والحال ولها وللولي تركها).

فلماذا التشدد والتعصب في هذه المسألة؟!

 ولاشك أنكم  جميعا تعرفون ماجره تعصبنا في قضية النسب من تمايز طبقي وشرخ مجتمعي حتى أصبح وطننا مهدد في وحدته ولحمته.

فمتى ينتصر العلماء والدعاة  والوجهاء للدين والشرع وينادوا بحق علموه ويحثوا المجتمع على تجاوز تعصب لا مبرر له لاسيما في زماننا .

فكلنا على يقين عقدي أنه لافرق بين القبائل والشرائح فجميعنا لآدم وآدم من تراب ونسبنا واحد في النهاية شئنا ذلك أم أبينا.

وقد ظهر الفساد والانحراف الأخلاقي في مجتمعنا بسبب   هذه الكفاءة  .

فبالنظر الفقهي يجوز إن لم أقل يندب أن نتجاوزها وبالنظر المقاصدي يجب أن نتجاوزها في هذا العصر

لما تؤدي إليه من عضل وفساد وفواحش وشرخ اجتماعي كبير.

وأنا زعيم بأننا إذا انتصرنا على الشيطان في هذه المسألة سنخطوا بإذن الله خطوة مهمة نحو وطن قوي وموحد ومزدهر.

وهنا أختم  بما ترفع الأقلام بعده وتجف الصحف 

   وهو قوله صلى الله عليه وسلم( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) .

وقد عشنا الفساد ورأينا الفتن في الدين والأخلاق وآن أن نعود للهدي النبوي .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

23. أغسطس 2020 - 12:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا