كل يحصد ما زرع / لبات ولد أيتاه

تابعت المؤتمر الصحفي الذي نظمه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مساء أمس في منزله وتتبعت مختلف النقاط التي تحدث عنها الرجل، وأردت من خلال هذه الرسالة أن أوضح بعض الأمور التي تطرق لها، خاصة ما يتعلق بمواطنين تحدث الرجل أنه التقى بهم أمام مكتب حزب الوحدوي يوم زيارته له.

إن هؤلاء المواطنين البسطاء كانوا يعملون في شركة LTP في جمع القمامة، والرئيس السابق بنفسه هو من تسبب في الوضعية التي يعيشون فيها، حيث أمر وزارة الداخلية و اللامركزية بإبرام صفقة تراضي مع شركة جديدة لجمع القمامة في نواكشوط يملكها رجل الأعمال زين العابدين ولد الشيخ أحمد ومجموعة أهل غده، وقد حصل ذلك بدون إشعار المؤسسات التي كانت تتولى تنفيذ الأعمال  بقيمة إجمالية تبلغ 900 أوقية جديدة للطن، في حين أن صفقة التراضي الجديدة التي حاولت اللجنة الفنية للصفقات رفضها باعتبار عدم تبريرها و شرعيتها، أبرمت الصفقة مع الدولة بمبلغ تجاوز 1250 أوقية جديدة للطن، مع تخفيض للضرائب من 16% إلى 09% ، فأصبح العديد من عمال هذه المؤسسات بدون عمل؛ ومن بينهم هؤلاء الأشخاص الذين تكلم عنهم محمد ولد عبد العزيز في مؤتمره متأسفا على كونهم لا يجدون عملا. 

وهنا ننتهز هذه الفرصة لنطالب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني  بإصلاح ما أفسد سلفه الذي تسبب في خسارة تسع مؤسسات متوسطة استثمرت في هذا المجال أكثر من ملياري أوقية قديمة في آليات لا تصلح لغير هذا العمل، فيما لا تملك المؤسسة  القائمة على العمل حاليا أي آلية متخصصة في هذا المجال؛ مع أن الاتفاق الكاذب الذي أبرمت عليه الصفقة يلزمها باستثمار ستة مليارات أوقية قديمة في آليات متطورة.

وفي هذا الصدد لا يفوتني أن أذكركم سيادة الرئيس السابق ؛ أنكم من  قمتم بخطة ممنهجة لتدمير كافة المؤسسات الكبرى و المتوسطة من شركات و مكاتب دراسات وطنية كانت تقوم بدور بارز في دفع عجلة التنمية في البلد، وسأذكر منها على سبيل المثال :

ـ في إطار المقاولات
كنتم توجهون كل الصفقات إلى شركة  ATTM ، شركة : ENER ، من أجل إبرام صفقات التراضي مع المجموعة التجارية التي تملكونها أنتم و شريككم أهل غده MTC ، مما ساهم في إغلاق شركات كبرى استثمرت في تطويرها الدولة الموريتانية من أجل منافسة الشركات الأجنبية مثل : ( شركة لفضل ولد بتاح  EBTR ) ، شركة إسلم ولد تاج الدين TRM ، شركة أهل أنويكظ  ERB ، شركة فتن ولد اركيبي  EGB ، شركة محمد ولد باركلل EMBCTP، شركة محمد المختار ولد زغمان EGBRTP، شركة أهل عبد الله SMPERVET، شركة محمد ولد مركو ECT، وأكثر من 60مؤسسة متوسطة تعمل في المجال.

ـ في مجال الدراسات :
قمتم بإنشاء مؤسسة للدراسات و متابعة الأعمال و أعطيتم الأوامر لإعطائها كل مشاريع الدراسات ومتابعة المشاريع، وهذا ما ساهم في تفوقها في العمل وإفلاس أكثر من 80 مكتبا للدراسات مملوكا لمهندسين موريتانيين، ما اضطرهم للهجرة لتستفيد منهم دولا أجنبية مثل كندا وألمانيا...، وانعكس ذلك بشكل كبير على جودة العمل و تأخر آجال تنفيذه. 

ـ في مجال الصيد 
قضيتم على الأسطول الوطني الذي حصل عليه رجال الأعمال الموريتانيين بالغالي و النفيس، وراكموا خبراتهم في هذا المجال، واستبدلتهم بشركاء صينيين جاءوا على الأخضر و اليابس حيث أصبح المواطن البسيط غير قادر على شراء سمكة كان بإمكانه أن يجدها مجانا.

ولن أنهي هذه الملاحظات حتى أتطرق لإنشائكم لخمسة مصارف بدون رأس مال سلطتموهم على ممتلكات المواطنين ومؤسسات الدولة، وهي اليوم مطالبة بأكثر من 100 مليار أوقية قديمة من طرف المواطن البسيط و الخزينة العامة ومؤسسات الدولة.

إن الطرق المعوجة التي كنتم تديرون بها دفة حكم البلاد سيادة الرئيس السابق، هي ما جعل الكل يتهرب منكم في وقت أنتم في أمس الحاجة لمن يقف معكم ويشد أزركم، وأنتم تواجهون هذا الكم الهائل من تهم الفساد. 

وفي الأخير سيادة الرئيس السابق أذكركم باعتدائكم الغير قانوني و اللادستوري على مجلس الشيوخ، حيث أنكم رفضتم الاستلام  لخيارات ممثلي الشعب، وقمتم باستفتاء ليست له أي شرعية دستورية ، كما عطلتم طيلة سنوات حكمكم العشر، محكمة العدل السامية التي تنادون اليوم بأنها هي وحدها المختصة في مساءلتكم، وهذا وحده يكفي لتوجيه الخيانة العظمى لكم، فألزموا الصمت من فضلكم.

                                               
                                  

29. أغسطس 2020 - 10:46

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا