كل الأرقام وبكل بساطــة تستخدم لكتابة الأعداد العشــــر من صفر إلي تسعة مهـــــما صـــغر أو كــــبر العدد. وتكــــــون استخدامات الأرقام العلميــة مفيدة إذا استغلت فيما يصلح للبـــلاد والعـــــــباد وتكـــــون ضـــــارة إذا سلكت طريقا مخالفا. وللأســف فان البعض قد يسلك الطـريق الأخير عن قصد أو في غفـــلة من أمـره أو يختلــط عليه الحــابل بالنــابل فيصـبح في حــــيرة وارتبـــاك شديدين لكنه يتــمسك بالأرقـــام ويصـــر علي مواصلة البحث والتحري.
وبعد وقت ليس بالقصير يتلمس الحل عن طريق الاستعانة بأرقام الأبجد الكبير(علم الجفر) لاستـخراج كلمات ذات مـــدلـول ومعــــرفة للمـــجهول. لكن بدون جـــدوى، فتتـــم الاستعانة بـــدلالات ومعــرفة العـــــرافة(الكزانة) لعل ذلك يؤتي بفــرج لكن كذلك بــدون فائدة.
وتتعقد الوضعية وتكون أكثر تيها فيـــأتي مناديا من كبار الزبونية(اتلحليح واستــــخدام النفوذ) بالاستعانة ب"العشــــرية" و"الســتة عشريات" و"مشاريــع العشــرية" وحتى ب"ربــع العشرية المائوية". وبتهنئـة سكـــان الحـوض الشرقي بانجـــازات "العشــــرية" لكن الأمطار والسيول تأتي بما لا تشتهي "العـشرية" كرد عفوي سريع من الطبيعة علي بطــلان "التـــهنئة العشرية" كسراب بقيع.... وتتواصل المعاناة.
ويتأزم الوضع ويصبــح أشبه ببيت العنكـــــبوت، فتتم الاستعانة بالرقم ثلاثة فيؤتي بثلاثة أشخــاص إلي "العشرية" علي أنــهم من مقاطعة انبيكت لحواش. و"بعجالة" وبـــدون تردد ينطق العدد ثلاثة بالحقيقـــة قائلا: إني بريء من الأشخاص الثلاث براءة ساكنة مقاطعة انبيكت لحواش من الثلاث. وينتهي ولله الحمد عهد استخدام النفوذ وأشياء أخري برآء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
ويستمر البحث ولكن هذه المرة في قاموس الأوهام، فتتم الاستعانة بالفيلسوف أرسطو(أحد أشهر فلاسفة اليونان) من خلال المنهج الاستقرائي لكن يفشل أرسطو وتتم الاستـــعانة بالفيلســـــــــوف االانجلــيزي الكـــبير افرانسيس بيكوعن طريـــــق كتـــــــابه "الأرقانون الجديد" أي الأداء الجديد فيتم اختبار تطهير العقل من الأوهام الأربع :
أولا: أوهام الجنس البشري مثل التسرع وتغليب العاطفة علي العقل
ثانيا: أوهام الكهف مثل العزلة العقلية والتعصب السياسي
ثالثا: أوهام السوق مثل استخدام لغة الخطأ
رابعا: أوهام المسرح وتعني التقليد الأعمى دون أدني تفكير
ويتكرر الفشل وتستمر المعاناة ويظل "البحث عن الأرقام في قامــوس الأوهام" في ضيـــاع وحـيرة وأوهام.......
لكن بعد رحلة البحث الطويلة والشاقة(الغوص في أعماق الوحل) والمســــدودة الآفاق والمرئيات(سبات عميق) يتأكد يوما بعد يوم أن الطريق السليم الذي يصلح للبــلاد والعبــاد مختلـف، ويبقي الخيــار(خيار الشعب وبناء الوطن) بدون منازع التمسك بالثوابت الوطنية والأخذ بما يلي(الحق يعلو ولا يعلي عليه):
- الشعب هو المصدر الوحيد والوحيد للوصول إلي سدة الحكم لا غير ولا غير.
- رئيس واحد ، شعب واحد ووطن واحد.
- احترام فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني( أربعة من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: صـدق حديث وأداء أمانة وعفة بطن وحسن خلق) حامي الدستور والوطن.
- الإجماع والتآخي والتآزر والتوافق ونبذ التفـرقة(سياسة فرق تسد التي دأب عليها البـعض بالأمــس القريــب) واستــــخدام النفوذ(الذي فقده البعض غير مأسوف عليه).
- كل مواطن له بطاقة تعريف واحدة ورقم وطني واحد ويمثل وطنه ولا يمثل قبيلة ولا جهة ولا فئة معينة.