المراهقه المتأخره عند الموريتانيات / د.محمدعالي الهاشمي

يمرّ الإنسان بمراحل عمرية مختلفة تبدأ بالطفولة وتنتهي بالكهولة والشيخوخة، ومن ضمن هذه المراحل فترة المراهقة التي تعتبر من أهمّ وأخطر المراحل حيث لا بد للأهل وذوي المسؤولية في المؤسسات التعليميّة التنبه لها، لتهيئة الأبناء للتعامل معها، فهي بداية عالم جديد ومرحلة عمرية مختلفة يمرّ بها الطفل عند دخوله فترة البلوغ الحرجة المتسمة بالتغييرات النفسية، والبيولوجية، والاجتماعية، الزمنية لهذه المرحلة، وعلى بعض أهمّ خصائصها الفسيولوجيّة، والجنسيّة، والنفسيّة.

تصيب المراهقة المتأخرة عدداً كبيراً من الرجال والنساء في  سن الأربعين، فيتغيَّر نمط حياتهم، وتصبحُ تصرفاتهم مثير لدهشة لمَنْ يحيطون بهم من أهل وأصدقاء. إنهم يدخلون في قصص حب، ومغامرات عاطفية تهدِّد في غالب الأحيان استقرار بيوتهم وعائلاتهم، والأولاد هم الضحيه  التي تدفع الثمن الأكبر لتلك المراهقة التي أصابت الأبوين فجأة!

المراهقة المتأخرة” مصطلح ارتبط في الغالب بالرجال بعد سن الأربعين و الخمسين ، الذين أعلنوا تمرّدهم على الزمن فبالغوا في التأنّق والاهتمام بالمظهر وصبغ الشعر الأشيب ومصادقة الفتيات الصغار وربما السعي للزواج منهن؛ لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنّ المرأة الموريتانيه  قد تمرّ هي الأخرى بمرحلة المراهقة المتأخرة فنجدها تتجه إلى ارتداء ملابس الفتيات الصغيرات من حيث الموديلات والألوان الصاخبة والإكسسوارات المبهرجة والأحذية العالية وتقضي الساعات الطوال أمام الشاشات الفضائية تتابع آخر صيحات الموضة والأزياء ومغازلة  الشباب في سن أولادها .

في هذا السياق يقول “الدكتور ماجد أرنست- استشاري أول الأمراض النفسية والعصبية”: مرور النساء بمرحلة المراهقة المتأخرة لا يمكن وصفه في كل الأحوال بأنه يمثّل أزمة نفسية لدى المرأة إلا في حال مبالغتها في التصرّفات الصبيانية اللافتة للآخرين.

بمعني أنّ مرحلة المراهقة المتأخرة للرجال والنساء تعني الحنين لزمن الشباب والمراهقة ومحاولة للتخلّص من مشاعر السلبية التي يفرضها عليهم تقدّم العمر والتي من أخطرها الشعور باليأس والإحباط والشعور بأنهم أصبحوا بلا جدوى في الحياة.

كما أن تلك المرحلة التي تمرّ بها كل منها هي دائماً مرحلة مؤقتة قد تطول أو تقصر لدى البعض لكنها في النهاية تنتهي ويعود الشخص لتصحيح مسارات حياته من جديد واستعادة دوره الراشد.

وهناك  مسؤولية كبيرة على أبناء المرأة التي تمرّ بمرحلة المراهقة المتأخرة، من خلال تقديم الدعم النفسي والعاطفي لها، وتجنّب نهرها أو تعنيفها حتى يسهل عبورها من هذه المرحلة بأمان.

لاشك أن افتقاد المرأة في هذه السن إلى الدعم النفسي من المحيطين بها يجعلها فريسة سهلة إما للأفكار والمشاعر السلبية أو للأفكار غير السوية ومن ثم لا بد أن يكون للأبناء دور كبير في حياة آبائهم مهما تعدّدت انشغالاتهم الحياتية والعملية ويدركون أنّ شعور الأم بالوحدة والفراغ بعد حياة مليئة بالعطاء هو من أكثر المشاعر قسوة على نفس المرأة والذي يؤثر عليها سلباً على صحتها النفسية.

 

 

7. سبتمبر 2020 - 14:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا