عشرية الإغتصاب والإعتصاب / د.محمدعالي الهاشمي

لم يكن أشد المتشائمين في موريتانيا يتخيّل أن يرى أو يسمع إن أشخاصًا بالغين يستخدمون الاغتصاب كأداة لإشباع رغباتهم الجنسية، والتي  تنتهي بالقتل  ومرّات أخرى يبقى الضجيه على قيد الحياة، لكن الاغتصاب يؤثر تأثيرًا سلبيًا عليه مدى الحياة، بالإضافة إلى تعرضه لاضطرابات نفسية متعدّدة

وقد انتشرت هذه الظاهره في العشريه ومازالت رواسبها موجوده  ويرجعها بعض المختصون إلى قلة الوعي وتراكم الضغوط جراء الفشل السياسي في بناء دولة مستقرة وفيها قانون يحمي المواطن من الجرائم بمختلف آثارها، فضلًا عن الفوضى المستمرة منذ عقد من الزمن  ودخول البلد في فراغ سياسي واجتماعي واقتصادي ساعد على انتشار مثل هذه الظاهرة المرفوضة بكل المجتمعات" . 

 الجميع يعرف ان العشريه لاتوجد فيها  حقوق لأي فرد من الموريتانيبن، أيا كان كبيرًا أو صغيرًا، أي لا يوجد حقوق للإنسان ولا حقوق للطفل، وهي إحدى الأسباب التي ساعدت على انتشار آثار هذه الظاهرة، بمعني  أن "المجتمع الموريتاني يعاني من ضياع الحقوق أو سلبها في العشريه، ونحن نحتاج إلى تفعيل مبدأ الحقوق والواجبات على أسس صحيحة".

وبناء علي ما سبق اذا حاولنا أن نضع كلمة الاغتصاب في سلم الجرائم لاحتلت هذه الكلمة وبجدارة متناهية قمة سلم الجرائم الاخلاقية واكثرها بشاعة من بين تلك الجرائم التي يرتكبها الانسان بحق الانسان والمجتمع، والاغتصاب لا يقتصر على المراة اوالفتاة فقط رغم انها تشكل الهدف الاول لهذه الجريمة الا ان هناك ايضا من هذه الجرائم ما يرتكب بحق الاطفال القاصرين وحتى البالغين احيانا، وعلي الرغم من ان جريمة الاغتصاب جريمة عالمية ولا تقتصر على مجتمع دون آخر ولا على فئة دون اخرى إلا أنها تزداد بشاعة في مجتمعنا  وتعد من اشد الجرائم قبحا التي يمكن أن تتعرض لها الأنثى في العالم بشكل عام وفي دولتنا بصفه خاصة لان ذلك يلحق بالأنثى ضررا جسديا ونفسيا بالغا ناهيك عن الإضرار بمستقبلها من جهة الإقلال من فرص زواجها إذا كانت غير متزوجه أو حرمانها من حياة زوجية مستقرة وسعيدة إذا كانت متزوجة ويتضاعف الأذى إذا نجم عن ذلك الاغتصاب حمل الضحية والتي قد تقدم على الانتحار تخلصا من الفضيحة والعار في ظل مفاهيم اجتماعية قد تحمل الضحية المسؤولية عن هذا الفعل. وهذا بالإضافة إلى صدمة الرأي العام التي تتولد عن حوادث الاغتصاب التي تطالعنا بها وسائل التواصل والإعلام من وقت الآخر  . 

وهناك بعض الآراء التي تتحدث عن الاغتصاب وتصفه بجريمة ناتجة عن الخلل الذي اصاب البنية الاجتماعية لمجتمعنا والاسرة على وجه الخصوص التي تشاهد تفككا ملحوظا وهي نسبة قابلة للارتفاع في ظل غياب المنهجيات الصحيحة لعلاج مثل هذه الظاهرة التي تغزو مجتمعنا وتكاد لا تخلو وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام   من ذكر بعض حالات الاغتصاب بشكل أسبوعي.

ومن أسباب إنتشار ظاهرة الاغتصاب :

1_ الابتعاد عن الدين  القد حثنا الله تبارك وتعالي علي عبادته وأمرنا بالابتعاد عن المحرمات وبين لنا بين الحرام والحلال

2_ اختلاف الطبقات الفارق الشاسع بين الغني والفقير  وقلة الطبقه الغنيه  وكثرة طبقه الفقيره وعدم وجود طبقه متوسطه اوقلتها من اسباب انتشار ظاهرة الاغتصاب 

3_ تعاطي المخدرات المخدرات تسهل عليهم الإنحراف عن الطريق الصحيح وارتكابهم  جرائم عدة ،وكثيرة فحالات الإغتصاب التي نسمع عنها غالبا مايكون المعتدي في حالة سكر أو متعاطي للمخدرات، بحيث أن المخدر يسلب من متعاطي هذا المخدر ارادته ويهيئه تمام التهيئة  لإتكاب الجرائم

  وعلي ذكر المخدرات لتي انتشرت في العشريه فقد باتت آثارها السلبية  تطال كافة نواحي الحياة؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، فبعض هذه الأضرار تؤدي إلى تدهور في حالة الدولة سياسياً واقتصادياً، وجزء آخر منها يتركز حول صحة وسلامة الفرد وأدائه لواجباته ووظائفه الاعتيادية، ويتناسى كثير من الناس نوع آخر من أنواع الأخطار التي تحيق بأي مجتمع تتغلغل فيه هذه الآفة الخطيرة، وهذا الخطر ينصب حول أثر المخدرات على نسب ارتكاب الجريمة بشكل عام، ويأتي هذا الخطر في

حالة من الوهم والخيال واللامبالاة المصحوبة بفقدان التركيز لدى المدمن وفقدان الوعي والإدراك.قد تكون هذه الأعراض كافية لإرتكاب أبشع وأفظع الجرائم، وقد تطال هذه الجرائم أقرب الناس إلى ذلك المتعاطي كأن تكون الضحية زوجته أو شقيقته .

4_تفكك الأسري هو أحد أسباب انحراف الشباب وارتكابهم لجرائم متعددة منها جريمة الاغتصاب ، و الذين يلتجئون إلى فعل هذا الجرم المشؤوم بسبب تدني الوضع الأسري لديهم

5_انتشار البطالة في العشريه و غياب فرص الشغل للشباب

6_ الفقر من العوامل الأساسية التي يؤثر عليها الوضع الإقتصادي ، بسبب الوضع المعيشي الذي يعيشوه أغلبية شباب اليوم يعجزن عن تكوين حياة مستقرة بعيدة عن المشاكل الإقتصادية والإجتماعية

7_الأسباب القانونية بسبب غياب القانون عن الساحة العمومية ، وعدم إظهار قوانين صارمة بحق المعتدي وثبوت جريمته جعلت هذه الظاهرة تنشر بكل سهولة 

هذا طبعا بالاضافه الي انتشار المواقع الإباحية والاستعمال السيئ المواقع التواصل الاجتماعي .....الخ

وعلي العموم فإن هذه الجرائم تفشت وانتشرت بشكل كبير في العشريه  ولأسباب كثيرة، منها انتشار البطالة والمخدرات بجميع أنواعها ، وابتعاد المؤسسات التربوية والتعليمية عن واجباتها الاساسية بسبب ضعف القوانين والرقابة والاهمال الحكومي المتعمد لدي المؤسسات، ولاشك ان الاغتصاب جريمة عمياء، مرتكبها لا يفرق بين كبير أو صغير، ولا حتى بين ذكر أو أنثى، كيف لا وهو يتناسى أنه يرتكب جريمة من أبشع أنواع الجرائم، لا تفارق آثارها الضحية وأهلها طوال العمر.

 

حفظ الله اخواتنا وأمهاتنا من هذه الجرائم

 

 

8. سبتمبر 2020 - 9:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا