النخبة لا تنكر جهدها الموثق / سيدي عيلال

النخبة في بلاد العيس النجب تهوي في قاع الضعف والهوان ويختلط النضال بالخيانة ويتعارك القوي المدجج مع الضعيف الأعزل في حلبة صراع مكشوف ،  وتنتهك على قارعة الطريق كبرياء الفرسان الشجعان الذين وهبوا للوطن والشعب جهدهم وخاضوا كل معاركهم وهم الى جانب الشعب العظيم الرافض بهدوء لاستمرار احتكار خير وطنه والمفتون بحيازة كامل حقوقه

 . حينما تلد الكلمة نفيها ويقرر الكبير رفض حروف شهدت احباله الصوتية انه اخرجها من مخارجها  غير مكره وغير مأمور فكل الجمل وكل العبارات مجرد فقرة دعاية مدفوعة الثمن من تاريخ الرفقة والعشرة وتقاليد الأخلاء التي ألفها اهل ارض المنارة والرباط ومهما حاول العذّال صناعة واقع في مخيلاتهم فمن المفروض المألوف ان لا يركن الخليل لعذّال خليله رغم ضعف  تجارب صون العهد وحفظ الود البادية من تحت القبة ومن بين ثنايا الصولجان وهي الحقيقة المخيفة التي اكدتها احداث الانتقام السائدة التي كرست تنفيذ الجزء الخفي من  الوفاء بالعهد المنفذ على عجل ، في غياهب كهوف الحقد المكنون الغارق في بحور المداد المأجور والمنفوخ في غرف مخازن انتظار الفرصة مهما طال ، فترتيبات القوم اظهرت قوة كامنة هائلة على كتم المشاعر و إظهار نقيضها ، مشاعر مفتعلة و مؤجلة الى حين فالتحكم في كتم المشاعر من اسباب امراض النفس والعقل ولعل لحظة الوطن تثبت بالدليل المادي صحة ذالك .

الوطن لا يبنى بالتآمر ونكران جهد الآخر ولا بتبرير الظلم وتعمد إستهداف طائفة شاركت بإسهاب وتميز في التمهيد للتأسيس وفي التأسيس وفي إعادته  ورمت خلف الظهور دون تحفظ كل شكل ينافس الكيان الوليد رغم ما شاب عملية الولادة من ولادة كاذبة صرفت الانظار  عن ما اكتنف اللحظة من تناقضات وما نتج عنها من سلب واستلاب  وتكريم موجه بعناية لمن لا يستحق التكريم وتغييب متعمد للفئة الظاهرة التي فضلت رفض السلب وانكرت التكريم ودقت ناقوس فرض الجلاء والتي شكلت لوحتها خليطا رائعا من مجتمع تقليدي نهل من تعاليم الدين و الشهامة و المجد المضمخ بدماء الشهداء وهم في روضاتهم اليوم تتطاول عليهم السنة الاحفاد وتنعتهم بقطاع الطرق واللصوص وتدار على رؤوس الأشهاد كأس مترعة بالكثير من تحجيم الفعل وحصر الوطن بين ظفرين والهاء متعمد لأمة ينهشها الوباء والبلاء ويعبث بها اللصوص و تهددها الفيضانات وتحاصرها المخاوف وسوء تقدير عواقب كبح محاربة الفساد والظلم والجهل والتهميش خاصة حينما اتهم الرفيق رفيقه وانقلب الفريق على قائده .

لا يمكن تبرير الصورة التي رسمها اكثر من رسام وقرأت القراءة الوحيدة المتاحة ففي الوطن تتعالى اصوات صرف الجهد عن ساحات النضال والمواجهة وتكريس صناعة الرأي لإقصاء قوم حضروا في الذاكرة الجمعية والفردية بالفعل الشاهد للامة العظيمة المبتلاة والتي قرر بعض ابنائها تشويه صورة حفظها وردها ونضالها وترفع سلفها عن نكث عهدهم وحصر جهدهم وترسيخ صونهم وتخليد مآثرهم الحميدة .

       

 

9. سبتمبر 2020 - 19:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا