كنت أتحاشى وضع بعض النقاط على الحروف لحزب تواصل الذي يمثل الإسلاميين السياسيين في موريتانيا، احتراما لمن كنت أظنه ينتسب إليه وهو الشيخ محمد الحسن ولد الددو الذي أجله كثيرا، لكن وبعد أن قال عبر الأثير وبالحرف إنه لا ينتسب إلى حزب تواصل ولا يتواصل مع تواصل ولكنه تربطه علاقات قديمة مع بعض رموزه، لم يخص رئيسه ولا نائبه في رئاسة الحزب ولا نوابه في البرلمان ولا أظنه يقصد واحدا منهم حينما تحدث عن علاقات قديمة فقط.
يدعي الحزب أنه يمثل الإخوان المسلمين في موريتانيا وقبل أن أثبت عدم تجلي ذلك في نشاطات أبرز رموزه السياسية لابد من تسليط الضوء على حركة الإخوان بشكل عام ليتضح للجميع تناقض مبادئ إخواننا ومبادئ الإخوان المسلمين حقا: الحركة أسسها حسن البنا رحمه الله منذ 84 سنة في مدينة الإسماعيلية بمصر وتنشط في أكثر من 70 دولة حاليا وتعمل للإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل ودعم حركات المقاومة ضد أنواع الاستعمار والتدخل الأجنبي وتكوين الفرد والأسرة في المجتمع المسلم وإنشاء حكومة ودولة على الإسلام وتعاليمه وشعار الحركة هو "الله غايتنا والرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". وقد وضع المؤسس 10 أركان للبيعة وهي: الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة. وقد ذكر في المؤتمر الخامس الشهير في حديثه عن إسلام الإخوان المسلمين أن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف وأن ما يميز دعوتهم عن الدعوات الأخرى ما يلي: (1البعد عن مواطن الخلاف، 2) البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء، 3) البعد عن الهيئات والأحزاب، 4) العناية بالتكوين والتدرج في الهيئات، 5) إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات. ويدعون إلى العودة إلى الإسلام والأصول الصافية (القرآن والسنة) والعمل بالسنة في كل شيء وأن طريقتهم سنية و يعتقدون أن أساس الخير في طهارة القلب وسلامة الصدر والمواطنة والعمل والإعراض عن الخلق والحب في الله والأخوة في الله والإصلاح في الحكم وتربية الشعب على العزة والكرامة. تلك هي المبادئ السامية للإخوان المسلمين حقا وتلك مواقفهم وسياستهم المشرفة لمصر وللمسلمين. أما إخواننا فلنبدأ برئيسهم ومؤتمرهم الثاني الذي - والحمد لله على كل حال – انتخب فيه لولاية ثانية!! فقد قال في كلامه في الافتتاح بعد مقدمة عملاقة أعدت ربما منذ سنوات أن الحزب رأسماله الصدق والشفافية وأردف قائلا إن هذا المؤتمر موعد للوضوح وقد فات المتحدث أن ما يفهم من هذا السياق أن موعد الوضوح ليس قبل المؤتمر ولا بعده! وحتى أثناء المؤتمر فلا يصدق رجل في دعواه ولو كان عمر، ولا أظنه أقنع غيره لأنه تحدث بعد ذلك عن مواقفه المتذبذبة والمتناقضة أولا مع مبادئ ومواقف الإخوان المسلمين حقا، ومتناقضة ثانيا فيما بينها، ولم يجد من مبرر لذلك إلا أنه يجوز في حقه أن يشارك ويجوز في حقه أن يعارض. والقول الفصل في هذا أن من حق من كان واضحا أن يشارك أو يعارض ولا حق له في أن يوالي ويطلب المشاركة ويعارض ويدعي رفضها معا إلا إذا كان غير واضح كما أسلف هو في سياقه والاعتراف سيد الأدلة. إن رئيس حزب تواصل والى النظام المتواصل مع الصهاينة وعارض النظام الذي قطع الوصال مع الصهاينة، إن رئيس حزب تواصل مزق الكتاب الأخضر في البرلمان تزامنا مع الغزو الصليبي لليبيا ولم يجرؤ قبلها على الهمس بكلمة واحدة في الكتاب الأخضر وتأسى به بيرام وأحرق الكتب الفقهية غير أن بيرام اعتذر للشعب الموريتاني وقال إنه لا يستهدف الدين أما زعيم تواصل فيعتبر نفسه فوق الخطئ والاعتذار والنصح والقانون وحتى فوق الشرع، لا أقارن الكتب الفقهية مع الكتيب الأخضر كما أن الزعيم لم يمزق الكتاب الأخضر كرها له بل موقف سياسي بحت ولا مكان للدين فيه، كما أني لا أدافع عن الكتاب الأخضر بل أظنه هو الذي جر كل الويلات على ليبيا وأخيرا على القذافي رحمه الله إن كان مسلما. إن رئيس حزب تواصل منذ نعومة أظافره وهو ينتقل من سجن إلى سجن ولم يودع السجون إلا بعد انقلاب 2005. إن رئيس حزب تواصل يحمِّل النظام الحالي مسؤولية شح الأمطار، ويتهمه بالحرب بالوكالة في الأراضي المالية سلفا وحين كان الدليل واضحا على عكس ذلك بارزا في رفض النظام لها حاليا اتهمه دون بينة بالمشاركة فيها بطريقة غير مباشرة. إن رئيس حزب تواصل يدعو إلى الفتنة ويستغل في سبيلها كل شيء وهو ذو بحث عجيب عن الخلاف والاختلاف حتى أنه اختار في رسالته للدكتوراه عنوان "الديمقراطية والشورى الاتفاق والاختلاف"، وفي أحسن مواقفه غير الواضحة يقول إنه يدافع عن ديمقراطية فرنسا التي هي حكم الشعب والله يقول {إن الحكم إلا لله}، يطالب بإلغاء الرق والله يقول {... الحر بالحر والعبد بالعبد...} يلوح بالعصيان المدني والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالسمع والطاعة وإن تأمر عبد. لا يمكنني تتبع زلات وسقطات الزعيم الذي يدعي تمثيل الإسلام في مواقفه، وما مواقفه إلا زلات وسقطات ولكن أخيرا أقول إنه اقسم بالله على الكذب والله يقول {ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم}، ويقول: {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون}. وبعد تأكد حنثه أخذته العزة بالإثم وما انفك يبرره تارة باتهام الجميع أنهم لا يعرفون حكم اليمين وتارة بالكلام عن العجز الجسدي والسياسي للرئيس، وبعد صولات وجولات إن دلت على شيء فإنما تدل على عدم الوضوح، إعترف في إذاعة صحراء ميديا الحرة أن الرئيس ليس عاجزا وأنه أقسم يظن العكس ولا شيء عليه فقهيا ، لنفترض جدلا أنه خلص نفسه فكيف بنائبه الذي يدعي له العصمة وقال إنه يحلف على ما حلف عليه ولو كان حانثا، لا أعرف عن نائبه والحمد لله غير ذلك إلا أنه يلقب نفسه في الفيسبوك (سفير الحرية) عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. أما ابرز نواب الحزب في البرلمان فلا يختلف اثنان على بحثه المتواصل عن الفتنة في مداخلاته البائسة في البرلمان، فحدث ولا حرج عن العبارات النابية والمواقف المتشددة والتشكيك في كل شيء والخروج عن كل المواضيع والاتهامات السوقية ويكفي مثالا على ذلك كله حلقة المناظرة أو الحوار الأخير بين الأغلبية والمعارضة، لن أتحدث عن دخوله النادر في الموضوع الذي كان حول الاقتصاد ولا عن بحثه المتواصل وتلفيقه تارة للسلبيات ولكن سأقوم بمقارنة بسيطة بينه وبين النائب الوقور سيد احمد ولد احمد في نقطة واحدة وإن كانت رمزية، فقد تبقى لمدير الحوار الصحفي محمد تقي الله الأدهم 20 دقيقة فوزعها بين الفريقين واتفقوا جميعا على أن يكون لكل من المتدخلين الأربعة خمس دقائق فقضى نائب تواصل الوحيد في الحلقة فترة رافضا التنازل عن دقيقة واحدة لزميله في التدريس وزميله في البرلمان وزميله في المنسقية وزميله في الحوار يعقوب ولد امين الذي طلبها منه بإلحاح فبخل بها عليه بينما تنازل النائب سيد احمد ولد احمد عن دقيقة لزميله في الحوار فقط دون أي طلب من الأخير وشتان ما بين الدقيقتين. إن من العار على موريتانيا ومصر وجميع المسلمين أن تكون حركة الإخوان المسلمين حقا التي أسسها الشهيد حسن البنا رحمه الله ومن أبرز قوادها الشهيدان عبد القادر عوده وسيد قطب رحمهما الله، ممثلة في بلد نسبة الإسلام فيه 100% بحزب تواصل الذي يرأسه جميل منصور الناكر للجميل والذي لا يشبه نصره إلا ضعف كيد الشيطان: فقد انتصر في بلدية عرفات ثم أقيل من قبل الحكومة في ظروف غامضه ثم ترشح للرئاسيات ولم يجمع عشر المطالب به في جميع ديمقراطيات العالم ثم ترشح للبرلمان فهو يريد كل شيء ولا يأبى عن شيء وانتصر انتصارا خجولا شأنه شأن غيره من الوجوه الغير معروفة وحتى بعد خمس سنوات من العمل في البرلمان لا تكاد تحفظ أسماء بعضها الكاملة، وأن يكون نائبه غلام الحاج الشيخ الذي شاخ وهو بين الغلومة والغلومية في كل شيء: في تلقيبه لنفسه في الفيسبوك بسفير الحرية وتقليده الأعمى لسيده حتى في يمين الغموس إن كان سيده يدعي عدم العلم فهو قطعا يعلم عكس ما أقسما عليه ناهيك عن أنه لا يحاج إلا بحجج هاوية قبل أن تكون واهية. وأن يكون أبرز برلمانيي هذا الحزب السالك سيدي محمود الذي هو سالك لكل الطرق، للترويج للفتنة الجهوية والقبلية ولا أظنه يفعل إن قامت إلا ما تقوم به النعامة إذا ما شعرت بالخطر. وهو الذي ساد أقرانه في عدم المسؤولية وبذاءة اللسان في مداخلاته التي كما يقول المثل الحساني (محموده المولان).لا أراه حزب تجمع ولاحزب وطني ولاحزب إصلاح ولاحزب تنميه(فما أشبه حجر التلال بالصخور) ، وما أظن حسن البنا إن رأى هؤولاء إلا قائلا مقولته الشهيرة بعد اغتيال عبد المجيد حسن لرئيس الوزراء المصري آنذاك محمود فهمي النقراشي: "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين". اللهم إن كل هذه منكرات، أنكرناها وإن استطعنا غيرناها، اللهم استرنا بسترك الجميل اللهم اهدني واهدي رموز حزب تواصل واهدي جميع المسلمين، اللهم ابدلنا إسلاميين وسياسيين وبرلمانيين غير سالفي الذكر، اللهم آمين. لست محللا سياسيا ولا كاتبا ولا حتى مناضلا في حزب ما ولا يهمني شعور من قلت فيه حقا خيرا أو غير ذلك ولا رد على من رد إلا سلاما.