خلق الله آدم عليه السلام وخلق له من نفسه زوجة ليسكن اليها سكن المطمئن المستقر، وهو أمر لا يستغني عنه الانسان السوي فبعد سعيه وكده في شؤون الحياة لابد له من العودة الى مستقره ومأواه في آخر نهاره وبعد انتهاء أعماله.
فالزواج هو النظام الالهي الذي شرعه الله عز وجل لحكمة الهية بالغة تتمثل في بقاء النوع الانساني على أكمل وجه وأتم نظام.
فالأساس الذي تقوم عليه سعادة البشر وصلاح المجتمعات الانسانية في تكوين الأسرة الصالحة اذ هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع فإن كانت صالحة كانت الجماعة كذلك، واذا كانت الأخرى انحل المجتمع وفسدت أخلاقه وصار مستضعفا ذليلا ولن يصونه من ذلك الا التمسك بالطهر والعفاف ولا يكون ذلك الا بعقد الزواج الذي شرعه رب العالمين لتحقيق سعادة الناس أجمعين.
تعقد العديد من الزيجات بشكل سري اندفاعا وراء الماده والوعود بالزواج الرسمي، ويكون الزواج سريا أو تتم إقامة علاقة غير شرعية مع نية الزواج في وقت لاحق، لكن عندما لا يحدث التتويج بالزواج الرسمي لعدة أسباب، فإن مخلفاته تكون أكثر قسوة وضررا للمرأه لأن الرجل في موريتانيا تغفر له نزواته وأخطاؤه بسهولة وتمر مرور الكرام
لا شك أنّ هذا زواج محرّم ومجرّم وباطل وهو الزّنا المقنّع ، وقد ثبتت في حرمته أدلة صحيحة صريحة منها : ما رواه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه وابن حنبل في المسند : " لا نكاح إلا بولي" ، وفي بعض ألفاظ الحديث : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" . وهذا ما اجمعت عليه جماهير أهل العلم .
لكن من الجدير بالذّكر أنّه ليس معنى اشتراط الولاية أنّ الفتاة لا تستشار ولا تستأذن بنكاح من تقدم إليها ، وكذلك ليس لوليها الحق ولو كان أباً أن يجبرها على الزّواج بمن لا تريد .
الزواج السري ظاهرة جديدة وخطيرة بدأت تدخل موريتانيا في التسعينات مع بداية ظهور جماعة (اخوان المسلمين) وهم من شرعوها وروجو لها في جميع البلدان العربيه والإسلامية انتشرت هذه الظاهره في مجتمعنا وخطورتها أنها تنتشر في الخفاء ، فلم يعلم بها أكثر الناس الذين من الممكن أن تأخذهم على غرة ، وتنالهم من حيث لا يحتسبون في أعز ما يملكون ، فهي تختص بالأعراض المصونة والحرمات المكنونة ، والأشد خطورة أنها تتم بالمكر والخداع والتحايل على الشرع وتحاول إضفاء صفة الشرعية على ما ليس كذلك ، وسبب ذلك الجهل بأحكام الدين الحنيف أو الجرأة على حدوده ، ومع الجري وراء قناع زائل وشهوة مؤقتة ، والفرار من مسؤوليات اجتماعية مقدمة يتم إلباس الباطل ثوب الحق للتوصل إلى المحرمات باسم ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
يحدثني صديق لي بهذه القصه المؤلمه لتي راحت ضحيتها فتاة وابنها
بعد زواجه مع ام اولاده دام خمسة عشر عاماً كانت تظلله بالحب والعاطفة الدافئة التي جمعتهما قبل الزواج مات الزوج وترك زوجته وأبناءه وبنته، حزينة نسج عليهما العنكبوت خيوطاً من التعاسة في وجوههما، وقبل رفع سراديق العزاء ظهرت شابة جميلة فارعة القوام تحمل في يدها طفلاً صغيراً وتقول إنها زوجته في السر تزوج بها الطبيب المرحوم أثناء تنقلاته فكانت الصدمة للزوجة الأولى تم رفض الشابه وابنها من طرف عائلة المتوفي حاولت الاعتراف بإبنها غازلت اخوات واخوة المتوفي وابناء عمومته لكنهم لم يعترفوا بإبنها اصبحت أمام أمر واقع وانها كانت تزني ولم يبقي لها إلا أن تبحث عن عمل لتربية ابنها
إذا المرأة هي الضحية في المقام الأول، حيث تكون عرضة للقيل والقال والإساءة لها ولأهلها.
ليس بإمكان المرأة إجبار الزوج على توثيق العقد وإعلانه ولا تستطيع إثبات نسب أولادها منه في حالة وقوع الطلاق، هذا من الناحية القانونية، أما من الناحية النفسية والاجتماعية فهو وجود أسرة يتلبسها هاجس الخوف والإحساس بالخطيئة مما يؤثر نفسياً على سلوكيات الأطفال إن وجدوا.
زواج باطل.. باطل
ورواد هذه الزيجات هم مجموعه من المجرمين اصحاب النزوات يتلاعبون علي عواطف الضعفاء من اجل اشباع رغباتهم الجنسبه مقابل إغراءات ماديه هروبا من نظام الزواج الاجتماعي المتعارف عليه المبني علي سنة الله ورسوله
هنالك حالات عديدة من الزواج السري كادت تؤدّي إلى سفك دماء وقتل سواءً للمرأة أو الرّجل وذلك من طرف أولياء المرأة ، لأنّ كلاً من المرأة والرّجل على حدّ سواء قد وضعا أنفسهما في مواطن الرّيب في هذه النّكاح المذموم .
ثمّ إنّ العاقل يتعظ بغيره والشقي يتعظ بنفسه : فهنالك نموذج حيّ قد جرّب ويلات ومضآرّ هذا الزّواج وما زال يتجرّع مفاسده هنالك احصائية تؤكد أنّ هناك 5520 حالة زواج سري والكارثة أن هذا الزواج أثمر عن انجاب 4190 طفل مجهولي النسب ناتج عن تلك الزيجات غير الموثقة ! .
يتساءل الكثير من الناس لماذا انتشرت هذه الظاهرة وما هي ابعادها الحقيقية وهل يمكن لهذا الزواج ان يستمر وينجح؟
حيث يرى بعض الازواج ان الزواج السري هو نتيجة حتمية لمجموعة من المقدمات تبدأ حسب ادعاءاتهم عند الزوجة الاولى وتنتهي عندها.
واذا كان ديننا الحنيف يبيح تعدد الزوجات فان الزواج السري لا يدخل تحت مظلة هذه الاباحة لان الزواج الشرعي يتطلب الاشهار والشهود ناهيك عن ان تجارب الزواج السري ليست مشجعة لانها في بدايتها غير شرعيه وفي نهايتها نكران
فربما يشعر الزوج برغبة في التغيير والتجديد بالزواج وفي الوقت نفسه لا يريد ان يخسر زوجته الاولى وام عياله في حين تعاني بعض النساء رفض الاهل لمن تحب فتتجه الى الزواج به سرا لارضاء حبها وفي حالات اخرى تضطر الفتاة الى اللجوء لهذا الزواج بحكم ظروف خاصة منها العنوسة او الفقر او الحاجة الماسة الى رجل لذلك نجدها تقبل بالزواج في أي وضع كان.
وقد يرضى اهل الزوجة باشتراط الزوج الكتمان خوفا على ابنتهم من سلوك سيئ او مراعاة لظروف الشاب بسبب زواجه الاول او لأوضاع اجتماعية معينة لا تسمح له بالاشهار او خوفا من ردة فعل الاهل او بسبب وجود الاولاد والخوف من الاهل وكلام الناس والمجتمع او كما يراها علم النفس هي نوع من عدم الثقة بالنفس، على امل ان يكون الامر مسألة وقت لكي يتم بعدها اشهار الزواج ويعيش الطرفان بشكل طبيعي.
ومن أسباب إنتشار هذه الظاهرة:
العقم وهو من الدوافع التي تدفع الرجال الى الزواج السري، فالرجل يبذُل الأسباب ويحاول كل المحاولات ويرغب بالتعدد لعل الله يَرزقه بالأولاد، فلا يخبر زوجته الأولى حتى يتأكد من نجاح التجربة لأنه يخشى من عواقبها الوخيمة خشية ان تعلم زوجته الأولى، فاذا لم يرزق الله ولدا من الثانية تدرك الأولى ان زوجها عقيم فتطلب الانفصال والطلاق.
- ضيق ذات اليد: فالشباب يعرفون ان الزواج يحتاج الى نفقة ومسؤولية، ولأجل المغالاة في المهور، والتكاليف الباهظة له يلجأ بعض الشباب الى هذا النوع من الزواج.
- مرحلة الدراسة: يلجأ بعض الطُلاب والطالبات في الخارج أثناء دراستهم مثل ما يحصل لبعض الطلبه الممنوحين اللجزائر والمغرب وتونس وفرنسا الى هذا النوع من الزواج رغبة منهم في اكمال دراستهم والعيش معا وغالبا ماتكون المرأة هي الضحية لهذا النوع من الزواج لأن الزوج يُريدها لفترة معينة، واذ انتهى من الدراسة بحث عن عروس أحلامه الحقيقية التي يُريدها، فيُحدث ذلك صدمة نفسيّة لدى البنت.
- رغبة بعض النساء اللّواتي يشتغلن بالتجارة، أو التدريس، أو الأعمال الادارية وليس باستطاعتهن ايفاء حق الزوجية كاملا نظرا لأشغالهن الكثيرة التي تتطلب منهن السفر خارج البلد مرارا أو تأخرهن عن المسكن، فيلجأن الى هذا النوع من الزواج رغبة منهن لتخفيف العبء على أنفسهن بحيث لا يتحملن أعباء الزوجة الكاملة، فيبحثن عن زوجٍ لهُ زوجة أخرى او زواج سري بشروط علي حساب الزوج ، وغالبا ما يتنافس الرجال الى هذا الصنف من النساء، وقد يُسبب حروبا طاحنة فيما بينهم.
كثرة العنوسه والمطلقات والأرامل
سكن النساء في منازل وحدهم بدون محرم
عزوف المجتمع عن العادات والتقاليد وتراجع القيم الموروثة
وقد فتح هذا الزواج السري الباب واسعـًا أمام بعض البنات الصغيرات اللواتي هنّ في سن لا يكاد يصدق ، سن ما قبل السادسة عشرة أو ما بعدها ، يستمر هؤلاء الزواج السري مرات ومرات جريـًا وراء الشهوات والأموال ، فإذا تركها واحد من هاؤلاء الوحوش بحثت هي عن آخر ، دون أن تسمع عن شيء اسمه عدة المطلقة ، وكيف تسمع والزواج بالأصل باطل ، والأهل عنها لاهون ، على حين أنها تمتهن كرامتها وكرامتهم ، وتصير مضغة في الأفواه ، وتعتاد هذا النوع من الزواج البغائي ، وهذا يستوجب منا حمله واسعه إعلاميه شرسه و سن قانون يعاقب على هذه الجريمة التي لم يعرفها مجتمعنا من قبل
كما علي الدعاة والمربون والعلماء ان يبذلو جهودهم لبيان وجه الحق ، وللإنكار على المجترئين والمخادعين والضالين ، ولمعالجة الأسباب التي أوجدت هذه الظاهرة ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيّ عن بينة .
وفي الأخير أقول لكل من تحدثه نفسه بهذا الزّواج وعلى وجه الخصوص النساء .
1.إنّ الزواج القائم على السّر والكتمان ـ لا يُمكن أن يكون هو الزواج الشرعي الذي يُكوّن الأُسَرَ، ويحفظ الأنساب ، ويُنشئ علاقة المُصاهرة بين الناس .
2.مَن يُقْدِم على هذا الزّواج من الرجال، إنّما أقدم عليه لنزوة عابره لقضاء شهوته، ثم يترك المرأة إلى غيرها ، وهكذا ،
هذا وأوصي الآباء وأولياء الأمور بعدم التعسف والاستبداد بحق الولاية وعدم اكراه الفتاة خصوصاً الأرامل والمطلقات على الزّواج بمن لا تريد او منعها ممّن تريد طالما أنّ الشاب كفؤ وصاحب دين وخلق .
ولا بدّ من حملات توعية وتحذير من هذا الزّواج السّري وهذه مهمة النساء أنفسهنّ لأنّ الضحية الأولى هي المرأة من وراء هذا الزّواج !!