ترددتٌ كثيرا قبل تناول هذا الموضوع ولولا ترددي لكنت كتبته قبل شهر عندما لاح في الأفق أن موضوعه أصبح متداولا وأن المخابر تبشّر بالنّجاح.
وأما التحيرُ فمردّه أني لا أملك صفًةً تسمحُ بلقاء وليّ الأمر وإن كاتبت الرئاسة والوزارة الأولى فقد لا أُجابُ وذاك قياسا على الماضي البعيد و القريب.
فالذي يكون كذلك حريٌ به عدم النّصْحِ حيث لا تصلُ نصائحُه لكن المسؤولية الأخلاقية توجب على المرء القيامَ بالواجب,اسْتُمِعَ له أم صُمَتْ دونه الآذانُ.
لقد نبّه رئيس الجمهورية في خطابه للأمة على مخاطر الجائحة وطالب بالتّصدي لها سلوكا وعلاجا ولأنها لا تزال تحْصدُ ولا يُعلُمُ أتتطورُ أم لا فعلى الحكومة فعل شيء للاحتماء.
لقد بادرت 172 دولة بالمشاركة في برنامج خدمة اللقاحات العالمية COVAX ولئن كان ذلك بهدف وصول منصِفٍ إلى اللقاحات وتجنّبِ ما بات يعرف ب ( قومية اللقاحات) فالحاصل أن الدوّل الغنية بادرت بحجز نصف المنتَج المحتملِ لحوالي ثلاثة عشر بالمائة من سكان العالم فقط.
وم لا تنتظر
هذا السلوك لا شكّ سيطغى وهو وإن كان غير حضاري يجد مبرراته في كون المصالح وراء كل شيء وذلك على حساب مبادئ الإنسانية.
كما أن العديد من الدّول اشترت ضعف حاجتها من المصْل بصورة مسبقة كي تضمن التكفلَ والعناية بمواطنيها وأن لا تنتظر برامج الصحة العالمية.
وأما عالمنا الثالث فنعلم أن الناس فيه أـطوار:المُنْعَم عليهم سيحجزون على الدّرجة الأولى ما إن تبدأ الرّحلات الدّولية والذين يلونهم على الاقتصادية وهكذا...
ولنا أن لا نعجبَ منه فهو سلوكهم في بسيط الداء فما بالك بما هو أشدّ؟
أما الطبقة العريضة من الفقراء والمساكين فعلى الجميع انتظار خِطَطِ الأمم المتحدة وبرامج منظمة الصّحة العالمية كي تستفيد من العينات المعهودة للتلقيح الموسّع.
والسؤال الوجيه الذي يتوجب طرحه هو:
أين نحن من هذا؟
وهل بدأنا التفكير في الموضوع ؟
إن كان الجواب بنعم فلم لا يتم إشعار العامة به طمأنة وإظهاراً لمستوى المسؤولية وأن الهمّ العامّ في صلْبِ اهتمامات الحكومة؟
وإن كان الجواب ب: لا فلم شبه الإهمال هذا والحال أن التحرّك لاقتناء اللقاحات بات يؤثر في الانتخابات ويسْقط الحكوماتِ؟
وهل تم التطرّق لهذا الموضوع بالغِ الأهمية من طرف الأحزاب السياسية والهيئات المدنية بوصفه حاز السبق على غيره من البرامج؟
ولتلافى هذا الوضع أرى انه على الجهات العليا وخاصة رئيس الجمهورية إصدار الأوامر بالبدء في التحضير لاقتناء الأمصالِ بعد أن تبيّن واقعُ أن كلّ أمّةٍ تجادلُ عن نفسها.
لا يراودني شكٌّ في أن رئيس الجمهورية وقد خاطب الأمّة مرّات واعتمد برامج لتخفيف آثار الجائحة لن يألو جهدا في تحقيق المصالحِ العليا للمواطنين وبخاصة من يتوسطُ دخلُهم أو ينعدمُ فليس لهم من بعد الله نصير غيره لكنى أجدومون بمهام الدّولة )ويتداوون عته الآذانُ. للمواطنين وبخاصة من يتوسطُ دخلهم أو ينعدم أنه علينا جميعا إسداء الّنصح له وذلك عملا ب:الدّين النصيحة...
فهل بلّغتُ؟