ماذا يجري في تعليمنا؟!! / التراد سيدي

لقد عانينا طيلة تاريخنا الحديث من سوء التعليم على مستوى الكم حيث حجم التمدرس وانتظامه واستمرار من تمكن من التسجيل والدخول إلى المدرسة أن يستمر دون تسرب وتخلي عن المتابعة لقد استمر التسجيل للتلاميذ في كثير من المدارس الريفية يمثل نوعا من الهزل واللعب أو شبههما ذلك لأن كثيرا من هذا التسجيل الذي لم يشمل يوما كل من بلغ سن التسجيل فإنه وبالإضافة لعدم شموله فإن تأكيد استفادة من حظي بالتسجيل غير مضمونة فالكثير من المدارس المنتشرة في الأرياف لم يصعد منها أحد إلى مستوى التعليم الثانوي طيلة تاريخها لأن خطط وبرامج التعليم لا تتضمن رؤية وتدابير تمكن من استمرار التسلسل والانتظام ، مما جعل مئات المدارس ليس لها من صفة المدارس إلا أسمها فهي بعد الأربعين سنة وأزيد لم يصعد منها أحد إلى المستويات الأعلى في التعليم لكثرة التسرب وعدم وجود الإعداديات والثانويات بالقرب من المدارس الريفية، مما جعل الوصول لمسابقة دخول الإعدادية بمثابة إنهاء مرحلة التعليم كله لعدم تمكن الأكثرية من المتابعة. أما على مستوى النوع فنتيجة عدم اعتماد اللغة الوطنية والتناقض والضعف في المناهج وتدني مستوى الكادر التعليمي وتدني الرواتب والعلاوات والامتيازات وضعف البنى التحتية ومكملات وأدوات التعليم كل هذه الأمور مجتمعة جعلت مستوى التعليم في الحضيض بشكل دائم وكل انتظار لنتائج إيجابية من التعليم بشكله الحالي تشبه انتظار الماء من السراب!! وإن ما يجري وما يتم تداوله من أحداث وغرائب تجري في المسابقات والامتحانات وما يجري للبعثات إلى الخارج و كيف يتم توزيع المنح إنما يجري في هذه الأمور كلها لدليل يؤشر لحالة بالغة السوء تنذر بكوارث تنتظرنا إذا لم نستطع وقف هذا المسار. فالمحسوبية والوساطة والخداع والتحايل والتزوير أمور لها السيادة المطلقة اليوم وبها يتم كل شيء حيث لا ينجح مستحق النجاح والجدير به و لا ينفع المشتهدين الباذلين أقصى جهدهم اشتهادهم وجهدهم فمن المستحيل أن يسطيع أحد تأمين نتائج جهده وكده وخلاصة عمله، أمام هذا المستوى الفظيع من التحايل والتزوير وتسريب محتويات الامتحانات المختلفة والتدخل في النتائج والأخذ بأيد الفاشلين وإحلالهم في الأماكن التي لا يستحقون !! إن نسبة قليلة مما يجري ويتداول كفيلة بتعريض حالة التعليم إلى ما لا يمكن علاجه أبدا.. إننا اليوم نعيش في مجتمع غير متعلم يسوده الجهل المركب، شهاداتنا العليا بالتزوير ومدارسنا العليا يدرس فيها متحائلون جهلة لطلاب أكثر تحايلا وجهلا نخرجهم ونوزعهم في مختلف مؤسساتنا لترسيخ المزيد من الجهل المستوطن إننا في تعليمنا نحتاج البدأ بالألف والباء لنؤسس مرحلة جديدة مختلفة أو نبقى في ظلامنا الدامس نتخبط في جهلنا الذي يكاد يقضي على وجودنا حاضرا و مستقبلا!!!

 

6. أكتوبر 2020 - 18:32

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا