بمناسبة افتتاح السنة الدراسية؛ لهذا العام والكلام عن منتديات إصلاح التعليم ومباشرتها للعمل على أرضية الواقع..
اقترح على الدولة النظر في المناهج والبرامج التي تدرس وذالك بتشكيل لجنة لهذه المهمة متعددة التخصصات..
اكثرية البرامج لم تعد تواكب العصر وأصبحت من الماضي ولا تزال تدرس في مدارسنا النظامية ..!!!
لقد اصبح المعلم أو الأستاذ يحفظ البرنامج منذ سنين ..
بدون تجديد للمعلومات لان البحث والمراجعة غائبة...
وهذا ما يؤدي إلى عدم إتقان المادة التي يدرسها المدرس
فلا يكفي في التدريس أن يكون الشخص تخرج من جامعة أو معهد..بل يجب عليه أن يواكب التطور العلمي والتربوي..لشيء الذي لم يحدث إلى يوم الناس هذا...!!
فالتدريس الجيد يلزم أن يكون الشخص يعرف المادة أو الكتاب موضوع التدريس....
وأتذكر أنه في زمن تأليف كتاب العلوم الطبيعية للسوادس العلمية والرياضية عندما قرأت الكتاب وانا آنذاك رئيسا للجمعية الوطنية التأليف والنشر قلت للفريق الذي الف الكتاب بالمعهد التربوي الوطني بان لانطباع الذي سجلته عن الكتاب كأي مهتم بالقضايا العقدية بعد قراءة مضامينه و مقرراته : هو التشويش الذهني للمتلقي!!!
فمثلا: عندما تقرأ في الاستدلال العلمي ونظرية النشوء والارتقاء عند داروين ولامارك والصدقة والقوانين العشوائية ..وتنتقل من هذه النظريات إلى الآيات القرآنية في نهاية الكتاب بدون تمهيد للموضوع فان المتلقي سيعيش حالة من التشويش الذهني والخلط المفاهيمي ، حيث يتعذر الحصول على أي معلومة دقيقة أو إفادة في الموضوع والمنهج....
ولكن رب ضارة نافعة كان لهذه الحادثة وقعا قويا في نفسي وكنت في كل مرة تراودني هذه الأسئلة وقد تطورت إلى اسئلة وجودية: عن الكون والإنسان.. والحياة..
وجاءت مؤلفاتي جوابا عليها الكتاب الاول: معرفة الله دلاءل الحقاءق القرآنية والكونية الفائز بجائزة شنقيط للدراسات الإسلامية في نسختها الثانية سنة 2003م . والثاني : دين الفطرة استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية الطبعة الأولى الأكاديمية الاسلامية الهندية سنة 2010م الطبعة الثانية دار المعراج بيروت لبنان2014م.
هذا مثال بسيط فما بالك بالبرامج الأخرى في الابتدائية والثانوية والجامعة فلن تستطيع استيعابها لغياب وحدة في معالجة المواضيع المختلفة والمتشعبة ...حيث نسجل الانتقالات غير السليمة من فلسفة ، ورياضيات وفيزياء وعلم أحياء واقتصاد وقانون ..الخ وعدم تجانس تلك المواد مع المراحل العمرية والدراسية..ومواكبة هذا كله بروح العصر وفقه الواقع فمازالت لفركفونية في مفاصل الدولة الموريتانية في الإدارة والتعليم بإنتاجها العلمي الهزيل و برامجها التعليمية المتأخرة ومناهجها واساليبها الفوضوية الارتجالية هي المرجعية كل هذا ترك الباب واسعا لإطلاق برامج ومناهج غير دقيقة ومتجاوز الى حد بعيد...
ان عدم اعتماد اللغة العربية والتناقض في المناهج وتدني مستوى الكادر التعليمي وتدني الرواتب والعلاوات والامتيازات جعلت مستوى التعليم يتذيل نظيره في الدول العربية والدولية...
نرجوا آن تتدخل الدولة في إصلاح هذه البرامج التي هي الأساس والقاعدة التي يقف عليها التعليم.
ان التعليم الفرنسي يعاني هو الآخر من الضعف والتأخير عن الركب التنموي فلماذا لا تتجه الدولة إلى الإنجليزية لغة العلم مثلا؟ ام آن تحكم لفرانكفونية ومن يدور في دائرتها يمنعها من ذالك؟
ان عدم اعتماد اللغة العربية وإصلاح جذري للمناهج وتدني الكادر التعليمي والرواتب والعلاوات والامتيازات كل هذا يعيق اي إصلاح للتعليم.!!
وسيبقى عمل لجان إصلاح التعليم دون المستوى المطلوب مالم تتحقق المطالب السابقة كليا أو جزئيا.
على حد قول الشاعر التقي ولد الشيخ:
أذى التعليم ليس بمستطاعٍ
تجنُّبه وليس بمُستطاب
يغرك "شكُّهُ"وحساب بنكٍ
فتكرع من سراب في سراب
فإن تركن إليه على اضطرار
فطب نفسا بغبن واغتراب
ولا تطمع براتبه اكتساباً
لمعروف ولا دفعا لعاب
ومن يُنطِ الرجاء به ففيه
خواءٌ للوفاض وللجراب
وهل نيط الرجاء بغير حي
كريم عنده أُم الكتاب
فيعطي من يشاء بغير "شك"
ويرزق من يشاء بلا "حساب".