فليحترق .. دعاة تغيير النشيد الوطني / عزيز ولد الصوفي

لأنهم لا يفهمون المعاني الكبيرة التى ترمز إليها كلمات النشيد الوطني الموريتاني، ولأنهم عدموا التربية القويمة المستقاة من ديننا الحنيف الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى

 الوحدة والتآخي والتعاون بين المسلمين...

ولانهم يهرولون إلى الارتماء في أحضان الغرب وخدمة أجندا مشبوهة تريد النيل من هوية أرض شنقيط "أرض المنارة والرباط" وأرض "العلم والعلماء"، وأرض "المليون شاعر"...

لأنهم كذلك قامت طغمة من المنتمين لما يسمى بـ"تيار الفكر الجديد" إلى الدعوة جهارا نهارا إلى تغيير كلمات نشيدنا الوطني؛ متناسية تاريخ بلادنا وتضحيات أبنائها الشجعان ومؤسسيها الأبطال.

لقد تشدق التيار بموقف هز من خلاله مشاعر الموريتانيين وطعن في هويتهم وداس على كرامتهم...

فمن منا يمكن أن يعترض على مثل هذه الكلمات الرائعة والتى تحمل مضامين كبيرة:

كن للإله ناصرا *** وأنكر المنا كرا

وكن مع الحق الذي *** يرضاه منك دائرا

ولا تعد نافعا *** سواه أو ضائرا

واسلك سبيل المصطفى *** ومت عليه سائرا

وكن لقوم أحدثوا *** في أمره مهاجرا

قد موهوا بشبه *** واعتذروا معاذرا

وزعموا مزاعما *** وسودوا دفاترا

واحتنكوا أهل الفلا *** واحتنكوا الحواضرا

وأورثت أكابرا *** بدعتها أصاغرا

وإن دعا مجادل *** في أمرهم إلى مرا

فلا تمار فيهم *** إلا مراء ظاهرا

إنها كلمات عملاقة سطرها العلامة والشاعر باب ولد الشيخ سيديا رحمه الله تعالى في القرن التاسع عشر الميلادي؛ ولحنها الفنان الموريتاني العظيم سيداتي ولد آبه؛ واختارتها أول حكومة موريتانية في سنة 1960م نشيدا للبلاد بعد إعلان استقلالها عن الاستعمار الفارنسي الغاشم.

وهي لعمري كلمات روعة في الجمال والحكمة وتحمل رسائل سامية إلى الأجيال المتعاقبة وتعلمهم الدين والأخلاق والورع والتقوى.

إلا أن من دأبوا على الارتجال في أخذ المواقف لا يلوون على شيئ وهم يطلقون العنان لألسنتهم ويتفوهون بكل ما بدا لهم من مواقف وعبارات... حتى ولو كان ذلك له الضرر البالغ على مصير الأمة وكيانها.

وانني أستغرب من القبض على رئيس منظمة "إرا" بيرام ولد اعبيدي حين قام بمحرقة أمهات الكتب المالكية، وغض الطرف عن محمد ولد غده رئيس تيار الفكر الجديد وهو يسخر من تاريخ البلاد وينقلب على رموزها ويسفه علمائها وشعرائها، بل يضرب –من خلال تصريحاته المدمرة- كيان البلاد ووحدتها.

لقد أصبح مما لا يضع مجالا للشك أن تيار الفكر الجديد انحرف عن أهدافه التى أعلن عنها لحظة انطلاقته وانغمس في خدمة جهات خفية تريد تغيير هوية البلاد وضرب وحدتها الوطنية وكيانها المتماسك...

لكن للبيت رب سيحميه، ولموريتانيا الحبيبة أبناءها البررة الذين لن يدخروا جهدا في الحفاظ عليها والوقوف في وجه من يسعون إلى تغيير هويتها والنيل من تاريخها المجيد ورموزها الشاهقة.

يقول الشاعر:

بلادي وان هانت علي عزيزة *** ولو انني أعرى بها وأجوع

ولي كف ضرغام أصول ببطشها *** وأشري بها بين الورى وأبيع

تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها *** وفي بطنها للمجدبين ربيع

أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغي *** خلاصا لها اني اذن لوضيع

31. ديسمبر 2012 - 9:56

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا